الرئيسية / القرآن الكريم / القرآن ربيع القلوب ١

القرآن ربيع القلوب ١

القرآن ربيع القلوب:نفحة

(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا):

إنّ ذا القرنين أشار بعد إنجاز السدّ إلى أمرين:

1. وجّه أفكارهم إلى أنّ هذا العمل رحمة من الله سبحانه، ونعمة منه أجراها على يده. وهذا يدلّ على كونه مؤمناً متواضعاً شاكراً لله تعالى، فلم يغترّ بإنجازه لهذا العمل، بل نسبه إلى الله تعالى، كما جاء في صدر الآية: (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي).

2. إنّ لكلّ شيء أجلاً حتّى الأبنية الشاهقة والسدود المحكمة، فلها عمر محدود تنتهي بعده وتزول من الوجود، كما قال: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا).

وأمّا ما هو الوعد الّذي جاء في هذه الآية، هل هو يوم القيامة؟ أو اليوم الّذي يخرج فيه يأجوج ومأجوج كما تشير إليه الآية الكريمة: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَب يَنْسِلُونَ)؟

يميل المفسّرون الجُدد إلى الرأي الثاني، ويروق لهم حمل الآية على خروج التتر والمغول من بلادهما متوجّهين إلى الشرق الإسلامي في أوائل القرن السابع، وقد سفكوا الدماء وخرّبوا البلاد وعاثوا في الأرض فساداً، وقضوا على الدولة العباسيّة. والله العالم.

📘 منية الطالبين في تفسير القرآن المبين ج١٧

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً):

بدأ ذو القرنين بالسير في الطريق أو بالتمسّك بالأسباب التي توصله إلى غايته وهدفه كما يقول:

(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ): أي وصل إلى مكان يقع بين جبلين مُنيفَين (وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا):

أي وجد قريباً منهما (قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً):

أي أُمّة من الناس يصعب التفاهم معهم إمّا لبساطتهم وسذاجة فهمهم، أو لغرابة لغتهم. ولعلّ الثاني هو القول الأفضل، واحتمال سذاجة فهمهم بعيد من وجهين:

1. أنّهم شاركوا بكلّ ما لهم من فعل وقوّة في بناء السدّ، وتدلّ الآيات التالية على أنّهم كانوا يملكون زبر الحديد، كما يملكون النُّحاس وذَوبه، كلّ ذلك يدلّ على وجود مدنية عندهم.

2. أُولئك الذين وصفهم الله سبحانه سابقاً بقوله: (لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا) أَولى بأن يكونوا بهذا الوصف، أعني: (لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) بمعنى بساطتهم وسذاجة فهمهم.

وعلى ما ذكرنا فغرابة لغتهم لم تمنع من التفاهم معهم، ولعلّه لأجل وجود مترجمين في رَكب الملوك كما هو المعمول في أصحاب السلطة إذا ارتحلوا إلى مكان بعيد.

📙منية الطالبين في تفسير القرآن المبين ج١٧

تجنب الشعور بالفراغ
——————————-
قال الشيخ #جوادي_آملي :

إن الوجود غير المحدود لله عز وجل لـه القـدرة على إنجاز أي عمـل خارق للعادة ولا يحتاج إلى مشاركة من أحد، كما هو الحال فـي نـزول المن والسلوى كنموذج على الرأفة الإلهية وفي خــسف الأرض بقارون كعلامة على القهر الإلهي، إلا أنه أحياناً ـ ومن إجل حضور الإنـسـان فـي ميدان العمل وتجنبه #الشعور _ بالفراغ وعـدم المسؤولية ـ يـصدر الأمـر الإلهي باشتراك الإنسان؛

نظير ما ورد عن قصة ضرب البحر بالعصا الـذي أدى إلى انفلاقه وضرب الحجر بالعصا الذي تسبب بانفجـار المـاء منـه وذلك لأن الله قادر على كل من فلق البحر وتفجير الماء من الصخرة من دون ضرب بالعصا، إلا أنه بغية مشاركة موسى الكليم عليه السلام في مسرح العمل فقد صدر له الأمر بالضرب بالعصا ليكون حضوره أسـوة لكـل المعتقدين بالمقام المنيع لكليم الله ولئلا يرى أي امـرئ نفسه غيـر مسؤول عن إنجاز أي مهمة حتى لو كانت بسيطة ولا تحتاج إلا إلى جهد ضئيل.

ولعل الأمر الصادر إلى السيدة مريم عليها السلام بهز جذع النخلة: «وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ) هو أيضاً من سنخ ضـرورة الحضور في ميدان العمل.

هذا وإن كانت المعجزة أو الكرامة قد حدثت قبل ذلك حيث اخضرت وأثمرت النخلة اليابسة التي كانت على هيئـة جذع بال، ولم تكن هناك حاجة إلى هز السيدة مريم لهـا مـن أجـل تساقط الثمر، إلا أن الأمر الإلهي يقضي بلزوم العمل وإن كان بسيطاً.

📙 تفسير تسنيم ج٤ ص ٦٨١

يستفاد من بعض الروايات أن جعل أصل التأريخ الهجري كان بوحي من السماء ، فقد ورد في سند الصحيفة الملكوتية للسجاد ،عليه السلام عن عليّ عليه السلام :

«أتى جبرئیل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بهذه الآية: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةٌ لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً ) .

قال : ياجبريل ، على عهدي يكونون و في زمني ؟ قال : لا ، ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك ، فتلبث بذلك عشراً، ثمّ تدور رحى الإسلام على رأس خمس
وثلاثين من مهاجرك».

📚مواهب الرحمن في تفسير القرآن ج٣ص١٢٩
📚 السيد السبزواري رحمه الله

قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَهِلَّةِ».

قد تكرّر لفظ «يسألونك» في القرآن الكريم في ما يزيد على عشرة موارد ، و غالبها السؤال عن الأحكام، وفي بعضها السؤال عن الأمور التكوينية الطبيعية ، كالمقام ،

و قوله تعالى : ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوح ،

و قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ و في جميعها وقع الجواب بغير #الفاء ،

إِلَّا في قوله تعالى : ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ #فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ) ، فإنَّه كاشف عن عظمة المسؤول عنه ، لأنه أشراط الساعة.

📚 مواهب الرحمن في تفسير القرآن ج ٣ص١١٧
🔸السيد السبزواري رحمه الله

في ذيل تفسير قوله تعالى : وَ ما كانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) من سورة الانفال

إنّ مفهوم الآية لا يختصّ #بمعاصري النّبي صلّی اللّه عليه و آله و سلّم بل هو #قانون عام #كليّ يشمل #جميع_الناس. لهذا فقد روي في مصادرنا عن الإمام #علي، و
‏في مصادر أهل السنة عن تلميذ الإمام علي «ابن عباس»

أنّه قال عليه السّلام: «كان في الأرض أمانان من عذاب اللّه، و قد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به. و قرأ هذه الآية».

‏و يتّضح من الآية- محل البحث، و الحديث آنف الذكر- أنّ وجود الأنبياء عليهم السّلام مدعاة #لأمن الناس من #عذاب_اللّه و #بلائه_الشديد، ثمّ #الاستغفار و #التوبة و #التوجه و #الضراعة نحو اللّه، إذ يعدّ #الاستغفار و #التوبة ممّا يدفع به #العذاب.

‏فإذا انعدم #الاستغفار فإنّ المجتمعات البشرية ستفقد #الأمن من عذاب اللّه لما اقترفته من الذنوب و المعاصي.

‏و هذا #العذاب أو #العقاب قد يأتي في صورة الحوادث الطبيعية المؤلمة، كالسيل مثلا، أو الحروب المدمّرة، أو في #صور_أخری، و
‏قد جاء في دعاء كميل بن زياد عن الإمام علی عليه السّلام قوله‌ «اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء».

‏فهذا التّعبير يدل علی أنّه لو لا الاستغفار فإنّ كثيرا من الذنوب قد تكون سببا في #البلاء و #الكوارث.
‏و ينبغي التذكير بهذه اللطيفة، و هي أنّ الاستغفار لا يعني تكرار ألفاظ معينة، كأن يقول المرء «اللهم اغفر لي» بل المراد منه روح الاستغفار الذي هو حالة العودة نحو الحق و التهيؤ لتلافي ما مضی من العبد قبال ربّه.

#تفسيرالامثل

الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَ الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ (٢٦: النور).

ذكر المفسّرون تعاريف مختلفة ل «الخبيثات» و «الخبيثون» و «الطيبات» و «الطيبون».

‏١- قيل أنّ المراد هو الكلام السي‌ء و التهمة و الافتراء و الكذب الصادر عن‌ المخطئين و المذنبين من الناس، و علی العكس من ذلك الكلام الطيّب ما يصدر عن الطيّبين المتطهرين، و حسبما يقول المثل المأثور «ينضح الإناء بما فيه».

‏٢- و قيل إن كلمة «الخبيثات» تعني «السيئات» و كل الأعمال السيئة و غير المرغوب فيها التي تصدر عن الخبيثات من الناس، و علی العكس من ذلك «الحسنات» الخاصّة بالطيبين من الناس.

‏٢- «الخبيثات» و «الخبيثون» تعنيان النساء و الرجال الساقطين، و هم عكس (الطيبات) و (الطيبون) الخاصتين بالنساء و الرجال المتطهرين.
‏و ظاهر الآية قصد هذا المعنی بذاته، حيث هناك قرائن تؤكّد هذا المعنی:

‏أ- جاءت هذه الآيات إثر آيات الإفك- و بعد آية الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَی الْمُؤْمِنِينَ‌ و هذا التّفسير ينسجم مع مفهوم تلك الآيات.
‏ب- إن جملة أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ‌ التي تقصد الرجال و النساء الطاهرين من الدنس دليل آخر علی صحة هذا التّفسير.

‏ج- قرينة المقابلة لجمع المذكر السالم في «الخبيثون» حيث يقصد بها الرجال الخبيثون، فمن ذلك يعلم أن الخبيثات #جمع_مؤنث_حقيقي، و تعني النساء الساقطات.

‏د- إضافة إلی ذلك‌
‏روي حديث عن الإمامين الباقر و الصّادق عليهما السّلام‌ «إنّ هذه الآية كآية الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً همّ رجال و نساء كانوا علی عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله وسلم مشهورين بالزنا فنهی اللّه عن أولئك الرجال و النساء و الناس علی تلك منزلة ..».

📚 تفسير الأمثل

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣)
من سورة الكهف
🔸الجميل هنا، إنّ القرآن الكريم استخدم تعبير بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا في حين أنّ المفروض هو القول: «الأخسرين عملا» (لأنّ التمييز مفرد عادة) و لكن لعل‌ هذه الصياغة القرآنية بسبب أنّهم لم يخسروا في عمل معين، بل إنّ جهلهم المركب كان سببا للخسران في جميع البرامج الحياتية و في جميع أعمالهم.

‏بعبارة أخری: إنّ الإنسان قد يربح في تجارة معينة و يخسر في أخری، إلّا أنّ المحصلة في نهاية السنة هي أنّه لا توجد خسارة كبيرة، و لكن من سوء حظ الإنسان أن يخسر في جميع الأعمال التي اشترك فيها.

📘 تفسير الأمثل

شاهد أيضاً

العدوان على الدوحة وتونس يثبت أن المقاومة وحدها هي الضمانة

العدوان على الدوحة وتونس يثبت أن المقاومة وحدها هي الضمانة 2025-09-10  محمد الأيوبي في الساعات ...