27 القيام “الله” أولاً
المرتبة الأولى القيام {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ} (سبأ46). وقد اعتبر أصحاب السير هذا القيام المنزل الأول ولعله ليس منزلا بل مقدمة، اعتبره صاحب “منازل السائرين” (من تصنيف الخواجه الشيخ المولى عبدالله الأنصاري وعليه شرح للمولى عبدالرزاق الكاشاني ) المنزل الأول، ولكن من الممكن أن يكون مقدمة والمنزل الذي يليه هو المنزل الأول.
ما في الآية وصية وموعظة من موجود عرف نفسه يقول له: – قل لهم: {إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} موعظة واحدة هي: “أن تقوموا” و”لله” ومن هنا تبدأ كافة القضايا، القيام لله، أن ينهض الإنسان لله من هذه النومة، قل لأولئك النائمين الذين سقطوا هنا فاقدي الوعي: – لي عندكم موعظة واحدة هي أن تقوموا من مكانكم لله، من أجله اسلكوا الطريق، ونحن لم نصغي بعد لهذه الموعظة الواحدة ولم نسلك الطريق من أجله فطريقنا يؤدي إلينا حتى حال أولئك الجيدين جدا هو هذا الحال: نعم هناك طائفة من الأولياء هم على نحو آخر.
هذه الموعظة موجهة لنا نحن النائمون أما أولئك فقد وصلوا هم في العلى وسيجرونا إلى هناك، لا أحد يستطيع القول بأننا هنا الآن فالموكلون المهيمنون على جميع قوانا يأخذوننا، هذه القوى تجرنا إلى ذلك الاتجاه فمنذ البداية وحيث نحن في الطبيعة هم يقودوننا إلى مكان آخر وسنذهب ولكن مع الظلمات والحجب ذاهبون.