رصدت الصحافة العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، في تناولها الملف الليبي، خطف ممثل ليبيا في «أوبك» على يد جماعات مسلحة، تزامنًا مع نوايا فرنسية للتدخل العسكري في الجنوب الليبي اعتمادًا على حادثة «شارلي إيبدو» في تحضير الرأي العام الفرنسي لهذا التدخل، لتركز على العنف الذي صنعه الثائرون.
خطف ممثل ليبيا في «أوبك»
سلطت جريدة «الشرق الأوسط» الضوء على خطف ممثل ليبيا في «أوبك»، إذ نقلت عن الناطق باسم المؤسسة الوطنية للنفط الليبية محمد الحراري قوله: إن المدير العام لإدارة التخطيط في وزارة النفط التابعة للحكومة في طرابلس ممثل ليبيا في «أوبك» سمير كمال مفقود منذ يوم الخميس الماضي في إشارة إلى خطفه على يد مجهولين.
ورجحت المصادر حدوث الخطف بسبب رفض كمال التعاون مع الميليشيات المسيطرة على العاصمة واستغلال ما وصفته بعلاقاته الممتازة مع «أوبك».
وأكدت وزارة النفط في طرابلس أن كمال مفقود، إلّا أنها لم تذكر المزيد من التفاصيل، علما بأن من يدير وزارة النفط في طرابلس وزير من حكومة الحاسي غير المعترف بها دوليًا، الذي رفضت «أوبك» منحه تأشيرة لحضور اجتماعها في فيينا، بينما وضع كمال ممثلاً في «أوبك» غير واضح، وقال مسؤولون إن حكومة الثني لم ترشحه لحضور أحدث اجتماعات «أوبك» في فيينا نوفمبر الماضي.
تدخل عسكري فرنسي جنوب ليبيا
وعن التدخل العسكري في ليبيا تناولت «العرب» اللندنية ما قاله ميشال غلاي الخبير الاستراتيجي الفرنسي أن التدخل العسكري في ليبيا بات وشيكا نظرًا إلى تدهور الأوضاع وانفلات الأمن بسبب تصاعد نفوذ التشكيلات المتطرفة.
وأضاف غلاي أن «عملية عسكرية فرنسية باتت وشيكة في الجنوب الليبي»، رغم مرور أيام قليلة على استبعاد الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند فكرة القيام بتدخل عسكري في ليبيا في مقابلة مع محطة «فرانس انتير» الإذاعية.
ويرى غلاي أن حادثة «شارلي إيبدو» أفضل تحضير للرأي العام الفرنسي لعملية عسكرية بهذا الحجم، مما يجعل «الجنوب الليبي في مرمى الأهداف العسكرية الفرنسية أكثر من أي وقت مضى».
ورجّح الخبير الفرنسي ألا تبدي باريس أي حماس أو قدرة على المضي في هكذا عملية بمفردها، لحاجتها إلى دعم توفره الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في المقام الأول، حيث إن مثل هذه العمليات تستوجب وسائل كبرى لا تقدر القوات الفرنسية لوحدها على تأمينها، وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في وقت سابق إن التدخل العسكري في ليبيا بات أمرًا ضروريًا نظرًا إلى تصاعد أعمال العنف وتنامي الأنشطة الإرهابية.
الإخوة الأعداء
وسلط مقال في صحيفة «الحياة» اللندنية الضوء على مفاوضات جنيف بين من وصفتهم بـ«الإخوة الأعداء».
وركزت الكاتبة سعاد الوحيدي على صراع من كانوا بالأمس «ضحايا عصف أعتى ديكتاتوريات العصر، قبل أن يتحول أكثرهم بدوره إلى أطغى الطغاة».
فنحن هنا أمام ظاهرة ليست بفريدة في تاريخ البشرية، والتي يتحول فيها مظلومو الأمس إلى جبابرة بعد 42 عامًا من طغيان القذافي، كان انتظار الشعب الليبي من الثورة، أن تحقق معراجًا استثنائيّ التفاصيل نحو دولة الحق والعدل والقانون، أن تتحول ليبيا إلى «جنة الله على الأرض»… ذلك الفردوس الذي عرف الشعب الليبي ملامحه خلال الأيام الأولى من مقتل الطاغية، وقد تحولت مدن وقرى وفيافي الوطن إلى عرس جماعي أسطوري التفاصيل.
ولكن سرعان ما ستختفي أيام البراءة الأولى، لتحل محلها بسرعة كبيرة، ولأسباب مختلفة، أيام وأشهر وسنوات من المظالم والمعارك والنزاعات والحروب الكبيرة والصغيرة، يقودها بالذات هؤلاء الذين خرجوا من بطن الظلم والقهر والسجون والمنافي، وصاروا، وقد أخذتهم العزة بالإثم، يسوقون الشعب الليبي المسكين إلى المزيد من القهر والظلم والعصف، ويدفعونه أفواجًا إلى المنفى عبر عواصم العالم الصغيرة والكبيرة الفقيرة والأقل فقرًا.
وتضع الكاتبة سؤالاً، لماذا؟ وكيف يمكن أن يتحول مظلوم الأمس إلى جبار اليوم؟ ولماذا في ليبيا (والعراق أو سورية) يكون العصف المتجبر لمقهوري الماضي، أكبر بكثير من ذلك الذي كان يصوغه الطغاة لشعوبهم؟ بعد أن كانوا أنفسهم أول المظلومين؟