يأتي الحديث عن القدوة ومواصفاتها ودورها وأهميتها في إطار البحث عن واحدة من ابرز احتياجات الإنسان على مستوى الفرد والمجتمع مع الأخذ بعين الاعتبار أن القدوة هي الصورة الأولى والكاملة التي تنطبع أمام أعين البشر . فيحاول كل شخص بما لديه من استعداد وقدرة الوصول إلى ذاك المقام العالي الذي يشاهده كمثال ونموذج وأسوة.
ويبحث الإنسان عن القدوة عندما يشعر بان في داخله شيء يدفعه نحو ما من اجله كمال شخصيته . وقد تكون القدوة شخص ما ، وقد تكون فكرة معينة وقد تكون عقيدة …بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص وهذه الفكرة والعقيدة أمراً مطلوبا أو غير
مطلوب . فان كانت القدوة تجسد المثل العليا وتحمل من الصفات الأخلاقية والإنسانية كان المقتدي يتوق إلى الرفعة والرقي على المستوى الأخلاقي والإنساني ، وان كانت مثلاً أعلى من جهة السلطة والرئاسة والجاه والمقام ، كان المقتدي يتوق إلى تلك الجوانب أيضا. لذلك يمكن القول أن القدوة تتطور وتتحول عند الإنسان بناءً على البيئة المحيطة التي كانت السبب الحقيقي في وجود مجموعة من القيم التي يرنو الإنسان للوصول إليها .
إذاً تتشكل القدوة في أجواء القيم (مهما كان نوع هذه القيم) وتساهم في موضوع التربية والوصول إلى الكمال وتساعد في عملية إقناع الآخرين بالأفكار والآراء وما شابه ذلك.
وبحث القدوة واسع ذو جوانب متعددة ، يمكن أن يطال دورها وأهميتها وخصائصها وما لها من امتداد في الفكر الديني وقد يجري البحث عنها بما لها من آثار على مستوى ثقافة التغرب والابتعاد عن القيم وبناء الشخصية الإنسانية …وما إلى هنالك من أبحاث سنحاول الإجابة عنها في كتابنا الذي نضعه بين يدي القارئ الكريم عله يكون الخطوة الأولى في إدراك حقيقة القدوة واختيار النموذج والمثال على مستوى العمل.
منتدى الفكر اللبناني