بسم الله الرحمن الرحيم اخوتي واخواتي ابناء شعبنا الكريم ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود التحدث اليكم اليوم وجها لوجه ، عن حقيقة المواجهة ضد عصابة داعش الارهابية بعيدا عن اي تشويش وشائعات وحرب نفسية مضادة من العدو او من اتباعه ..
واطمئنكم ان عدوكم يتجرع الهزيمة في كل مواجهة ويواجه صمودا وبطولة منقطعة النظير ويتلقى ضربات قاصمة وهزائم كبيرة على يد ابنائكم المقاتلين ومن المجاهدين في الحشد الشعبي الأبطال ، منذ انطلاق الحملة العسكرية لتحرير وتطهير المحافظات والمدن المغتصبة وحتى يومنا هذا . وهي كاي حرب قد يحصل فيها تراجع هنا او هناك لكننا عازمون على هزيمة داعش.
ان خيرة شباب العراق يقف اليوم في خطوط المواجهة ويواصلون الليل بالنهار للدفاع عن ارض العراق الطاهرة وعن شعبه العزيز ، ان هؤلاء الشباب المقاتلين المضحين والغيارى في الجيش والشرطة والحشد الشعبي يصنعون الانتصارات بدمائهم ، وان ابناءكم الغيارى المخلصين لوطنهم مصممون على ان يزفوا لكم بشائر النصر ، فكونوا معهم بالكلمة والموقف ولاتصدقوا الشائعات التي يطلقها العدو للتعويض عن خسائره وانتكاساته ، ولاتصدقوا الشائعات التي يطلقها المغرضون والفاشلون واصحاب النفوس المريضة والنوايا السيئة ، وأنا على ثقة تامة من خلال اطلاعي ميدانيا وتفصيليا على مجريات الأمور والتطورات العسكرية إن داعش لم يعد يستطيع تجميع اعداد كافية من المقاتلين في الداخل والخارج ، وان الحواضن المتبقية قد تخلت عنهم ، ولايملكون اليوم الا اعدادا قليلة بعد قتل وفرار الالاف منهم ، وقد بدأؤا بالسر والعلن اطلاق حملة استغاثة لجلب مقاتلين وزجهم بالمعارك باساليب الترغيب والترهيب وتحت شعارات الجهاد التي انكشف زيفها وكذبها .
وان مايقوم به من جرائم قتل بحق النساء والاطفال والمدنيين العزل ماهو الا محاولة اخيرة لرفع معنوياتهم المنهارة بتحقيق مكاسب وهمية عبر مجاميع مجرمة تتنقل هناك وهناك بهدف بث الخوف والرعب في نفوس المواطنين واجبارهم على ترك مناطقهم والنزوح عنها، كما حدث ويحدث في عدد من مناطق الرمادي .
ان قوات الجيش والشرطة والمتطوعين وابناء العشائر في الانبار يقومون بواجبهم على أتم وجه وان هذه المحاولات لن تفت في عضد المقاتلين وابناء العشائر الغيارى المجاهدين الذي يقومون بواجبهم الوطني بكل قوة وبسالة ، وفي الساعات القليلة المقبلة تنجلي الحقيقة لصالح قواتنا واهلنا في الانبار العزيزة بصمود وثبات قواتنا المسلحة والمخلصين من ابناء الانبار ويتجرع العدو هزيمة منكرة بعد سلسلة الهزائم المواجهات السابقة.
لقد كانت عملية تحرير مدينة تكريت بداية الانهيار لداعش وفيها خسر العدو مساحات واسعة من الاراضي ، وتواصل قواتكم البطلة مطاردتهم في منطقة بيجي ، والتي هي اخر حصن له قبل مدينة الموصل ، وان تحرير بيجي بالكامل بات قريبا في ظل الاندفاع والمعنويات العالية التي يتحلى بها افراد الجيش امام الانكسارات المتلاحقة لداعش ، ولقد ابدى ابناؤكم من الجنود والضباط الابطال مواقف رائعة في الصمود والتصدي والانتصار في معارك بيجي وفي جبال حمرين .
يا ابناء شعبنا العزيز:
ان وحدة الكلمة والموقف ووحدتكم الوطنية هي اقوى سلاح لذلك يسعى العدو لضرب الوحدة الوطنية ، واننا نراهن على وعي الشعب العراقي في احباط اية محاولة للنيل من وحدته ، ونجدد الدعوة لجميع العراقيين الى التوحد خلف راية العراق التي يجب ان تعلو على جميع الرايات وتذوب تحتها كل الاختلافات .
ان بث الفرقة والطائفية بين العراقيين هو اكبر هدية نقدمها للعدو ، لذلك وقفنا بكل حزم وتصدينا بكل قوة وسرعة لتطويق الفتنة التي تسبب بها بعض الجهلة في منطقة الأعظمية خلال زيارة الامام الكاظم عليه السلام ، ولن نسمح بتكرار مثل هذه الاعتداءات على اي عراقي وتحت اي مبرر كان وسنتصدى بقوة لكل محاولة تهدف لشق الصف الوطني ، واننا نشيد هنا بموقف علماء الدين من السنة والشيعة الذين كان لهم دور كبير في احتواء الأزمة وقبرها في مهدها ، فقد قاموا بواجبهم الشرعي والوطني والاخلاقي في مواجهة الآزمة العابرة بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية ، جزاهم الله خيرا .
كما اشيد بشكل خاص بوسائل الاعلام الوطنية وبالمثقفين والكتاب الذين لم تنطل عليهم الشائعات المغرضة وسعوا بكلماتهم ومواقفهم االمسؤولة الى توحيد الصف وإطفاء النيران ، في وقت كان نفر قليل جدا يحاول إذكاء الفتنة متخليا عن واجبه الوطني والأخلاقي ، وقد قلنا ونقول اليوم ان النفر القليل من النافخين في نار الفتنة والطائفية هم ابواق داعش ووسائل اعلامها الخفية والمنفذين لمشروع التدمير والتقسيم والطائفية الذي يستهدف العراق بسنته وشيعته وكرده وعربه واشورييه وشبكه وصابئته وايزيدييه وتركمانه ، فهؤلاء ينفذون مايملى عليهم ويقدمون خدمة مدفوعة الثمن لأعداء العراق وشعبه .
اجدد الدعوة لقادة الكتل السياسية والنواب وللسياسيين في المناطق التي تشهد مواجهات مع داعش على وجه الخصوص ان يكونوا صوتا واحدا لحماية العراق والعراقيين وان يسهموا في شحذ المعنويات والحث على الوحدة والتعاون والتكاتف ، وادعوهم مخلصا الى الابتعاد عن كل مايؤجج الخلافات ويحرف المعركة عن مسارها الصحيح ، فإن عدونا واحد وهزيمته النهائية ملك ايدينا ورهن وحدة كلمتنا ، ونؤكد لجميع العراقيين اننا لن نتوانى عن تقديم كل مايديم زخم المعركة والانتصار من سلاح وعتاد ودعم ، ونبذل كل مافي وسعنا للدفاع عن كل بقعة ارض عراقية وكل مواطن عراقي ، والحرص على معالجة اي خلل او تقصير .
الرحمة لشهداء العراق وتحية لعوائلهم المضحية ولعوائل الجرحى ، ونسأل الباري عز وجل ان يعيينا على خدمتهم ورعايتهم ، ورعاية النازحين واعادتهم الى ديارهم ، وخدمة جميع ابناء شعبنا العزيز ، واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .