ليس الإعتقاد بظهور أمل المستضعفين و منقذ البشرية المصلح العالمي الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف الشمس التي يغطيها السحاب وتستمد الخلائق منها النور و الحرارة ، الذي نحيا اليوم الخامس عشر من شهر شعبان المعظم ذكرى ميلاده السعيد ، مختصاً بشيعة اهل بيت الرسالة عليهم السلام دون غيرهم ، بل هو أمرُ تعتقد به سائر الفرق الإسلامية و حتى غير المسلمين أيضاً كاليهود و النصارى و العلماء الكبار في العالم .
فقد جاء فی زبور داود : “و الذین ینتظرون الرب هم یرثون الأرض . . . أما الودعاء فیرثون الأرض و یتلذذون فی کثرة السلامة . . . و عاضد الصدیقین الرب . . . الرب عارف أیام الکملة ومیراثهم إلى الأبد یکون . . . لأن المبارکین منه یرثون الأرض و الملعونین منه یقطعون . . . الصدیقون یرثون الأرض و یسکنون فیها إلى الأبد” . و لقد وعد القرآن الکریم الأمة بیوم یتسلم فیه رجال الحق و الأناس اللائقون أزمة القیادة فی الأرض ، و ینتصر فیه الدین الإسلامی على سائر الأدیان و یعم الأرض ، هذا بالإضافة إلى ورود آیات فیه تفسر بالإمام المهدی (ع) :
1 – {و لقد کتبنا فی الزبورمن بعد الذکر أن الأرض یرثها عبادی الصالحون }.
2 – { وعد الله الذین آمنوا منکم و عملوا الصالحات لیستخلفنهم فی الأرض کما استخلف الذین من قبلهم و لیمکنن لهم دینهم الذی ارتضى لهم و لیبدلنهم من بعد خوفهم أمناً یعبدوننی لا یشرکون بی شیئاً }
3 – { هو الذی أرسل رسوله بالهدى و دین الحق لیظهره على الدین کله و لو کره المشرکون }
4 – {و نرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثین}
و هکذا یتضح من هذه الآیات أن العالم سیصل حتماً إلى الیوم الذی تستلم فیه القیادة الرشیدة اللائقه أزمة الأمور فیه ، فیکون أولیاء الله قادة الأرض یعلو الإسلام فیه على سائر العقائد .
و قد روى علماء السنة فی هذا المجال روایات کثیرة عن رواة یوثقونهم عن النبی الأکرم (ص) ، تؤکد على أن الأئمة هم اثنا عشر إماماً و إنهم کلهم من قریش ، و أن المهدی من أهل بیته (ص) و أبناء علی و فاطمة ، و قد صرح الکثیر منها انه من نسل الإمام الحسین (ع) . و قد رووا فی هذا المجال المئات من الأحادیث و التی جاءت فی أکثر من 70 مصدراً معتبراً و نحن نشیر إلى بعض منها فیما یلی :
-المسند تألیف أحمد بن حنبل المتوفی سنة 24 سنة 241 هجریة .
-صحیح البخاری تألیف البخاری المتوفی سنة 256 هجریة .
-صحیح مسلم تألیف مسلم بن حجاج النیشابوری المتوفی سنة 275 هجریة .
-صحیح الترمذی تألیف محمد بن عیسى الترمذی المتوفی سنة 279 هجریة .
و من الملاحظ أن مؤلفین هذه الکتب المذکورة . و کل منها أصح المسانید المعتبرة عن أهل السنة هؤلاء توفوا إما قبل ولادة الإمام المهدی (ع) – سنة 255 هجریة- أو بعد ولادته بقلیل .
و هکذا :
-مصابیح السنة تألیف البغوی المتوفی سنة 516 هجریة .
-جامع الأصول تألیف ابن الأثیر المتوفی سنة 606 هجریة .
-الفتوحات المکیة تألیف محی الدین بن عربی المتوفی سنة 654 هجریة .
-تذکرة الخواص تألیف سبط ابن الجوزی المتوفی سنة 654 هجریة .
-فوائد السمیطی تألیف الحموی المتوفی سنة 716 هجریة .
-الصواعق تألیف ابن حجر الهیثمی المتوفی سنة 973 هجریة .
-ینابیع المودة تألیف الشیخ سلیمان القندوزی المتوفی سنة 1293 هجریة .
و قد ألف عدة من علماء السنة کتباً مستقلة حول الإمام المهدی (ع) و منها :
-1″ البیان فی أخبار صاحب الزمان ” للعلامة الکنجی الشافعی .
-2″ عقد الدرر فی أخبار الإمام المنتظر ” للشیخ جمال الدین یوسف الدمشقی .
-3″ مهدی آل الرسول ” لعلی بن سلطان محمد الهروی الحنفی .
-4″ کتاب المهدی ” تألیف أبى داود .
-5″ علامات المهدی ” جلال الدین السیوطی .
-6″ مناقب المهدی ” الحافظ أبى النعیم الأصفهانی .
-7″ القول المختصر فی علامات المهدی المنتظر ” لإبن حجر .
-8″ البرهان فی علامات مهدی آخر الأزمان للملا علی المتقی .
-9″ أربعون حدیثاً فی المهدی ” لأبی العلاء الهمدانی و غیرها (9)
و لدى الشیعة أکثر من ثلاثة آلاف حدیث عن النبی (ص) و الأئمة الطاهرین حول الإمام المهدی (ع) و یستفاد منها أن الإمام المهدی (ع) هو التاسع من ولد الحسین (ع) وأن أباه هو الإمام الحسن العسکری (ع) و أن أمه هی ” نرجس خاتون ” و اسمه اسم نبی آخر الزمان (ص) و و طفولته و هو حی إلى الیوم و سیبقى إلى ما شاء الله و أنه سیظهر فی یوم من الأیام و یملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد ما ملئت ظلماً و جوراً و أنه غائبٌ عن الناس لحکم فی ذلک و انه ما أن یظهر بطلعته المبارکة ، حتى یتکی على جدار الکعبة و یعلن ذلک ، و یدعو أتباعه و عددهم 313 شخصاً فیلبون نداءه و یحیطون به ، ینزل عیسى من السماء و یصلی جماعه خلفه،و سینشر أحکام الإسلام فی أرجاء العالم و تصیر الأرض کالفردوس.
إن الأحادیث التی نقلها علماء الشیعة و السنة فی الأمور المختلفة التی تطوف حول الإمام العظیم (ع) کثیرة جداً و قد ذکرت فی کتب مثل ” بحار الأنوار ، ومنتخب الأثر ” وغیرها . و الروایات الواردة تجاوزت حد التواتر بلا شک و أنه یقل ورود مثل هذا العدد من الروایات فی موضوع إسلامی آخر و على هذا فیجب على کل مؤمن بالإسلام و النبی الأکرم أن یؤمن إیماناً راسخاً بوجود المهدی الموعود الذی یعیش الآن غائباً عن عیون الناس . ومن بین النصوص الواردة :
-1 یذکر مؤلف کتاب ” ینابیع المودة ” فی هذا الکتاب أن النبی (ص) قال : ” المهدی من ولدی تکون له غیبة إذا ظهر یملأ الأرض قسطاً و عدلاً کما ملئت جوراً و ظلماً”
-2 وجاء فی ذلک الکتاب أن سلمان الفارسی قال : ” دخلت على رسول الله صلى الله علیه وسلم إذا الحسین بن علی على فخذه و هو یقبل عینیه و یلثم فاه و هو یقول أنت سید ابن سید أخو سید أنت إمام ابن إمام أخو إمام أنت حجة ابن حجة أخو حجة و أنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم ” .
-3 یقول ابن أبی دلف ” سمعت علی بن محمد بن علی الرضا یقول : الإمام بعدی الحسن ابنی و بعد الحسن ابنه القائم الذی یملأ الأرض قسطاً و عدلاً کما ملئت جوراً و ظلماً “
-4 و یروی حذیفة أن النبی (ص) قال : ” المهدی من ولدی وجهه کالکوکب الدری “
-5 ینقل مسعدة عن الإمام الصادق أنه قال : ” إن قائمنا یخرج من صلب الحسن (یعنی العسکری ) و الحسن یخرج من صلب علی (یعنی الهادی) و علی یخرج من صلب محمد (یعنی الجواد) و محمد یخرج من صلب علی (یعنی الرضا) و علی یخرج من صلب ابنیهذا (یعنی الکاظم) – وأشار إلى موسى- وهذا خرج من صلبی ، و نحن اثنا عشر إماما ، کلنا معصومون مطهرون ، و الله لو لم یبق إلا یوم واحد لطول الله ذلک الیوم حتى یخرج قائمنا أهل البیت” .