هل يطمح أكراد سوريا لإقامة دولة كردية بعد الإنجازات التي حققوها ضد تنظيم “داعش”؟
الخبير العسكري تركي الحسن، قال خلال لقاء مع مراسل “سبوتنيك” أن تنظيم داعش يسيطر على مناطق النفط الآن ويمتد إلى البادية بعد السيطرة على تدمر والسخنة وصولا حتى الحدود الأردنية، هذا مايجري الآن من صراع على الأرض و قبل الحديث عن محاولات الأكراد السيطرة على الرقة وتل أبيض وعين عيسى، هناك محاولات كانت تجري من أجل السيطرة على مناطق في محافظة الحسكة حيث أصبحت وحدات حماية الشعب في مناطق قريبة من تل تمر والجهة الشمالية من محافظة الحسكة وحتى في المحافظة نفسها.
وحول سؤال عن ماذا يرمي الأكراد في هذه المرحلة هل يريدون إقامة منطقة حكم ذاتي أم السيطرة على مواقع فقط؟ قال الحسن: “أكراد سوريا عبارة عن شريحة كبيرة من الفصائل السياسية قسم منهم يقول إن ولاءه ﻻيزال للدولة السورية وإنه جزء من مكوناتها وإنه يعول على إعادة قيام الدولة لأنه بالأصل سوري مع حرصه على الحقوق الثقافية الكردية.
وأضاف الحسن، هناك فصائل لديها طموح سياسي بإقامة حكم ذاتي أو ضم قسم من الأراضي السورية باتجاه المناطق الكردية.. والسؤال هنا هل يطمح هؤلاء لإقامة منطقة حكم ذاتي أم منطقة يسيطرون عليها كما جرى في شمال العراق ؟
وتابع الحسن، “ما يطرحه الأكراد حاليا أنهم بصدد القيام بإدارة ذاتية، ووحدات حماية شعب في هذه المرحلة، نتيجة للظروف التي تمر بها سوريا وﻻيطمحون لإقامة حكم ذاتي أو غيرها لأن الظروف الحالية ﻻتسمح، حتى الوضع الجغرافي والبشري ﻻيسمح بمثل ذلك، قسم كبير منهم يقولون بعد عودة الحياة الطبيعية إلى سوريا سنعود إلى وضعنا الطبيعي كمواطنين سوريين”..
وأضاف الحسن، “أن قيام دولة كردية في هذه المنطقة برأيي دونه عقبات كبيرة خاصة أنه على حدود جغرافية ضيقة تمتد على الحدود السورية التركية وبالتالي المنطقة المتفجرة في الأساس ليس في سوريا وإنما في تركيا.. وأعتقد عندما دخلت وحدات حماية الشعب إلى تل ابيض كان هناك صراخا داخل تركيا وهذا السعير بدأ من أردوغان وامتد إلى مختلف القوى السياسية التركية”.
وقال الحسن: ” داعش بطبيعة الحال هي عبارة عن مشروع استثماري أمريكي، ولقد أصبح معروفا أنه تم إنشاؤه من قبل أمريكا برعاية إقليمية وعربية، حتى أن زعيمها أبو بكر البغدادي، كما كشف عنه جهاز المخابرات الروسية هو يهودي اتبع دورات على يد الموساد في اللاهوت والخطابة والقيادة فهو جزء من المشروع وبالتالي تقوم الولايات المتحدة بالتغطية على ما تقوم به داعش التي تنسحب كل هذه الانسحابات أمام الأكراد فهي تحقق المشروع والخطة الأمريكية.. داعش تضخمت وتورمت وتمددت والآن هذا التمدد يحتاج إلى قوة كبيرة جدا للسيطرة عليها.. هذه الانسحابات طبيعية لأن داعش يريد أن يوفر قوة بشرية لتحارب على الجبهتين السورية والعراقية”..
وأضاف الحسن أن الاتجاه جنوبا يمكن أن يكون باتجاه الرقة وأي قوة تأتي سيؤازرها أهالي الرقة للتخلص من داعش… إلا أنه قال… “من الصعب أن تسيطر قوات الحماية الكردية على الرقة كونها ليس لها حاضن هناك.. إلا أنه من الممكن أن تطرد داعش إلى ريف حلب، وسيؤثر ذلك على داعش في تمدده في البادية وحلب وحماه..
وختم الحسن حديثه بالسؤال..هل انتهى دور داعش في هذه المنطقة وهل يتخلى الأمريكيون عن داعش في سبيل أن يتقدم مشروع آخر هذا ماستكشفه الأيام القادمة.