و قال الدكتور شلح في حوار خاص مع قناة “الميادين” الفضائية بثته مساء امس الجمعة على أن “إمكانات “سرايا القدس و قدراتها “تضاعفت و باتت أفضل بكثير من السابق”، مهدداً «إسرائيل» بكسر الهدنة إذا تعرضت لحياة الشعب الفلسطيني . و اعتبر هذا القيادي الفلسطيني أن «إسرائيل» لم يعد لديها الجيش الذي لا يهزم ، قائلاً إن المقاومة “استنفرت صواريخها عندما كانت حياة الاسرى المضربين عن الطعام في خطر” . و رأى الامين العام لحركة الجهاد أن الدخول في التهدئة مع «اسرائيل» هو إجراء مؤقت للتخفيف عن الشعب الفلسطيني ، مؤكداً استعداد المقاومة “لكسر التهدئة في حال لعبت «اسرائيل» بحياة الشعب الفلسطيني” .
وأضاف شلح، أن كتائب القسام لم يكن لديها مانع في كسر التهدئة، وكل ما طلبته هو أن يتم إخبارها في ساعة الصفر حتى تخلي مقراتها خشية من الاستهداف الصهيوني. مؤكداً أن تهديدات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بكسر التهدئة في حال استشهد الأسير محمد علان كانت جدية، والسرايا حركت صواريخها على الأرض واعلنت حالة الاستنفار، لانها كانت تتوقع استشهاد علان نظراً لخطورة حالته.
وأكد أن إمكانيات سرايا القدس الآن أفضل حالاً من السابق بعد عام على حرب ألـ 51 يوما التي وقعت العام الماضي رغم الحصار والوضع الصعب في قطاع غزة، موضحاً أن السرايا استخلصت العبر، وتطور إمكانياتها بشكل مستمر.
وبشأن ما حدث مع الأسير محمد علان، أكد شلح أن ما حصل معه هو انتصار كبير بكل معنى الكلمة، ولكن «الاسرائيلي» وفي سابقة هي الأولى من نوعها حاول الالتفاف على الانتصار بصيغة تعليق الإضراب. لأنها المرة الثانية التي يهزم فيها حيث سبقه الشيخ خضر عدنان،لحفظ ماء وجهه.
وعن دعوات بعض المؤسسات الفلسطينية برفض الاضراب الفردي، أعرب الدكتور شلح عن أسفه لإعلان هذه الفكرة من أي جهة كانت، موضحاً أن الاضراب بحد ذاته هو سلاح فردي بالأساس، وإذا بطولة جماعية من قبل الأسرى بإضراب جماعي لكسر عنجهية الاحتلال واجراءاته فهو أفضل، مشدداً على أنه إذا تعذر البطولة الجماعية (الإضراب الجماعي) فلا يجوز بالمطلق أن نمنع الإضراب الفردي (البطولة الفردية).
وحول تهديد الحركة بكسر التهدئة في حال استشهد الأسير محمد علان، أكد الدكتور شلح، أن التهديدات كانت جدية جداً، موضحاً أن الحركة لا يمكن لها أن تقف مكتوفة الأيدي وهي تمتلك القدرة على الرد على جرائم الاحتلال، لذلك كان لها موقفاً مع قضية الاسير علان. لافتاً إلى أن وضع الأسير كان خطيراً كما كان متوقعا استشهاده، وسرايا القدس أعلنت الاستنفار في صفوفها وحركت الصواريخ على الأرض والعدو الصهيوني كان يعلم جدية حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس بنسف التهدئة وتنفيذ تهديداته.
وجدد الأمين العام للجهاد الإسلامي نفيه وقوف حركة الجهاد الإسلامي خلف الصواريخ التي أطلقت من الجولان على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، موضحا أسباب نفي الحركة للادعاءات الصهيونية التي اتهمت فيها عناصر من الحركة بإطلاق الصواريخ. وقال إن السبب الأول يعود لتأكيد مصداقيتنا، وأن الحركة ليس لديها أي حرج في الإعلان لو كانت هي من أطلقت الصواريخ. والسبب الثاني، لمنع كيان الاحتلال من تحقيق أهدافها الشيطانية من هذا الاتهام، لافتاً إلى أن تل ابيب أرادت من هذا الاتهام أن تغطي على الانجاز الذي حققه الأسير “علان”، وأرادت أن تطمئن الجمهور الصهيوني وتقول لهم أن هذا حجم تهديدات سرايا القدس. والسبب الثالث، أن الكيان الصهيوني أراد أن يزج بالحركة في الصراع القائم في المنطقة. مشدداً على أن حركة الجهاد الإسلامي لن تتهرب من شهدائها، ولو أن الذين استهدفوا في الجولان وأعلنت دويلة الاحتلال انهم عناصر من الجهاد، لأقامت الحركة الاحتفالات لهم وزينت صورهم. ملخصاً الادعاءات الصهيونية حول هذه القضية، بأن «إسرائيل» تريد أن تحقق نصراً وهمياً على حركة الجهاد.
وعن إمكانية نشوب حرب جديدة مع العدو الصهيوني، أوضح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبدالله شلح، أن المنطقة في حالة سيولة وكل الاحتمالات واردة، مؤكداً أن العدو يعرف أن أي حرب يخوضها اليوم ليست نزهة له. مشيراً إلى أنه خلال حرب دامت 51 يوماً لم يستطع اقتحام قطاع غزة وقبر على خطوط التماس معه.
وأشار، شلح، إلى أن جيش العدو الصهيوني اليوم، ليس كما كان قبل عشرين أو ثلاثين عاماً مضت، فهو في تصنيف الجيوش أصبح رقم 11، وأيقن بعد قتاله في مارون الراس عام 2006، وحي الشجاعية عام 2014 أنه بحاجة إلى إعادة تأهيل.
وبشأن المباحثات الغير مباشرة بين حركة حماس وكيان الاحتلال عبر توني بلير منسق اللجنة الرباعية الأسبق، قال الدكتور شلح :معلوماتي أن ما يجري لم يصل لمستوى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، وأن ما يمارسه بلير هو دور استطلاعي، فهو يعرف حاجة المجتمع الصهيوني لأن يحل مشكلة غزة، ورغم ذلك «الإسرائيلي» لم يعلن أنه أخذ طريق التفاهم مع غزة، ولكن لم يغلق دورية الاستطلاع التي يمثلها توني بلير. مشيراً إلى أن بلير عندما استشهد الجعبري، حمل حركة حماس المسؤولية وطالب المقاومة بوقف العدوان على «إسرائيل». مستغرباً من ما تتناوله وسائل الاعلام حول تقدم في المفاوضات حول التهدئة، واستعجال البعض في الحديث عن هذه المفاوضات ومنهم شخصيات من حركة حماس. وأكد على وجود اتفاق بأن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيعرض على الفصائل للبت فيه. وأكد، أن الموافقة على فصل غزة عن الضفة من خلال ممر مائي للقطاع هو كارثة إن حصل، لكنه لن يحصل وحركة حماس تعي ذلك جيداً.
وفي نفس السياق، أوضح الدكتور شلح أنه خلال لقاء بين الحركتين تم التوافق على أن ما يتعلق بالتهدئة التي وقعت في القاهرة، أنه لا مشكلة في تثبيتها وصولاً إلى التزام الجانب الصهيوني بما التزم به الجانب الفلسطيني. مؤكداً أنه إذا كان توني بلير يريد أن يأخذ حماس على النبع الذي شربت منه حركة فتح، فحركة حماس لا تجهل ما يريد منها بلير.
وأكد أن الحوار مع حركة حماس حول التهدئة لم يستكمل ، لأنه لم يطرح عليها مشروع متكامل. مشدداً على وجود توافق بين حماس والجهاد على ألا يكون هناك موقف انفرادي على الساحة الفلسطينية لأي فصيل.
ووصف رمضان شلح استقالة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باللغو السياسي، لافتاً إلى أن الساحة الفلسطينية فيها خمس عناوين وهي :” منظمة التحرير و التسوية والسلطة والمقاومة والانقسام. والمنظمة منذ أن اعترفت بـ«إسرائيل» دخلت في نفق مظلم واصبح لديها مشاكل عديدة. موضحاً أن المنظمة لديها مشكلة في الشرعية الآن وهذا كلام صعب يسمعه الاخرين ويتحملوه.
وقال: المنظمة يجب أن تلم كل أطياف الشعب الفلسطيني ، وليس من المعقول أن تكون منظمة بدون حركتي حماس والجهاد الإسلامي. مضيفاً أنه تم الاتفاق في القاهرة على لقاء في ما سمي باطار قيادي يجتمع لموضوع المنظمة وغيره، لكنهم غير مستعدين لعقده بالمطلق. إضافة إلى أن المنظمة لديها مشكلة في الشرعية الكفاحية، وأنها قامت من أجل التحرير، مطالباً المنظمة بتعريف الاحتلال «الإسرائيلي» في الضفة ما هو.
وأوضح، أن المنظمة والسلطة يعملان بالتنسيق الأمني لملاحقة كل من يطلق رصاصة على الاحتلال الصهيوني. مؤكداً على وجوب وجود برنامج مقاومة.
وتابع، أن المشكلة الثالثة للمنظمة تتمثل في الشرعية التمثيلية، مستغرباً أن يجتمع المجلس الوطني في العام 1996 لإلغاء ميثاق المنظمة، والان يجري الاستعداد لعقده لتكريس الهيمنة وتكريس إقصاء حركتي حماس والجهاد وبقية الفصائل الأخرى.
وأشار، إلى أن الأخطر في منظمة التحرير منذ أن وقعت أوسلو، أن السلطة ابتلعت المنظمة، وأن بقاء المنظمة جاء لسببين، الأول لاعب احتياط اذا انهارت السلطة، وفي احتمال كبير للانهيار لان مشروعها وصلت لطريق مسدود. والسبب الثاني حجز اسم المنظمة لعدم وجود أي بديل على الساحة الفلسطينية.
وبشأن الجهة التي تقف خلف منع اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، أكد شلح أن “أبو مازن” والسلطة هم من يمنعون اندلاع الانتفاضة، وانهم يقومون باعتقال أي شخص يفكر بالعمل ضد “الصهاينة ، مشيراً إلى أن إرهاصات الانتفاضة موجودة في الضفة الغربية من خلال الأعمال الفردية.
وعن علاقة حركة الجهاد الإسلامي بالدول العربية والاقليمية، أكد الدكتور شلح، أن علاقة الحركة مع إيران جيدة، لافتاً إلى انه اجتمع مؤخراً مع وزير الخارجية الايراني وتحدثا في قضايا عدة تخص الوضع الفلسطيني، وأنه سمع لنا باهتمام كبير وأثنى على ما سمعه. وأعرب عن اطمئنانه فيما يخص الموضوع الفلسطيني أن موقف ايران غير مرتبط بالأمور الظرفية، لأن موقفهم من القضية الفلسطينية ينم عن رؤية استيراتيجية ، وأن هناك موقع خاص لفلسطين في إيران. كما أوضح أنه توجد علاقات للحركة مع الدوحة بشكل جيد. وقال:” باختصار فيما يتعلق بعلاقة الفلسطينيين مع الدول، ” نحرص على ان تكون علاقتنا بأطراف الامة ايجابية، ونرحب بأي دعم وجهد يخدم القضية الفلسطينية. ونحن نفضل الحديث عن مشروع مقاومة بعيداً عن المحاور كما في السابق.وحول تلقي الحركة زيارة إلى الرياض، نفى شلح تلقي الحركة مثل هذه الدعوة، كما اوضح ان علاقة الحركة مع تركيا اليوم أقل مما كانت عليه في السابق.
وكشف الدكتور شلح، عن وجود زيارة للحركة للقاهرة قريباً لبحث جميع المسائل، مؤكداً على أن قطاع غزة لا يستطيع أن يعيش في أجواء مشاكل مع مصر. مؤكداً على ضرورة فتح معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بمصر بشكل دائم. كما أكد أنه لا يوجد حلول لقطاع غزة بدون مصر. واصفاً علاقة الحركة مع القاهرة بالجيدة.
وعن العلاقة مع سوريا، أوضح أن سوريا تعيش حالة حرب، فالحركة مستهدفة وسوريا مستهدفة، ولكنها الآن في ظل الحالة التي تعيشها لا تصلح ساحة للعمل السياسي، والجميع يعاني في سوريا. متمنياً الخير لسورية، وأن تزول محنتها. مؤكداً أن المخطط لسوريا من الأطراف الشيطانية في العالم أن لا يكون حل لها.
وعن مشكلة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان وغيرها، أعرب عن تقديره بأن ما يجري في المخيمات هو جزء من حالة استهداف كبيرة للجوء الفلسطيني، موضحاً أن الجميع يعلم أن اللاجئ الفلسطيني يعيش في لبنان في ظروف لا تتوفر فيها ظروف الآدمية ، حيث لا يسمح للاجئ بالعمل ولا البناء حتى المقابر بدفن الموتى غير موجودة. وأن وجود نحو 100 الف لاجئ فلسطيني في كيلو متر مربع واحد ومحرومين من كل شيء في عين الحلوة بلبنان، إضافة إلى وجود أطراف تريد ان توصل الشعب الفلسطيني لحالة يأس، انه لا مكان لكم هنا.
وأوضح، أن المخيم بما يحمله من رمزية يراد له أن يُمسح عن الخريطة حتى يضيع حق العودة، وأن ذلك لن يقبل به مطلقاً. مشيراً إلى أن لحركة الجهاد الإسلامي مساعي وحضور، لافتاً إلى أن المبادرة التي طرحت في مارس اذار 2014 وقعتها كل القوى في المخيم، كانت شرارتها من حركة الجهاد، وارتضاها الجميع.
وأكد على أن قضية الفلسطينيين بما فيهم اللاجئين ليست منوطة بتنظيم فلسطيني معين، مؤكداً على ضرورة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني كله، ومفتاحه أن يجلس الرئيس عباس بينيه وبين نفسه وإخوانه في حركة فتح والمنظمة ويقتنع أن ما فعلته المنظمة بالرهان على التسوية وأسست السلطة ركيزة لذلك لحل الدولتين، لم يعد الآن موجود. مشدداً على ضرورة أن نصل لقناعة ان مشروع التسوية وصل لطريق مسدود وأنه لا يجوز أن تتحول السلطة لشريك مع الاحتلال في قمع المقاومة.