بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين
وعلى على بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
إن المشكلة الكبرى التى وقعت فيها الإمة الإسلامية بعد وفاة و إنتقال الرسول الأكرم صلوات الله عليه وأله هى إنكار ولاية وإمامة وخلافة على بن أبى طالب عليه السلام ، وبالتالي إنكار مقام الإمامة والخلافة الإلهية تماماَ ، رغم ماورد فيها من أيات بينات وروايات صحيحات ورغم الحديث الشريف :
( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) / صحيح مسلم
أو : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )
ألم يتدبروا هذا الحديث الشريف ، و مئات الملايين من المسلمين ماتوا دون أن يعرفوا إمامهم ودون أن يبايعوه ، ومازالوا …. فما هو حكمهم ؟! ومن يتحمل أوزارهم ؟
نعم أنكروا الخلافة الإلهية رغم الحديث الشريف :
(الخلفاء من بعدى إثنا عشر )
فو تدبروا هذا الحديث فقط لعرفوا أن المدرسة الوحيدة التى إلتزمت بهذا الحديث عملياَ ، وبايعت وتابعت وشايعت الإئمة الإثنا عشر هى مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، فأين تذهبون ….؟!
وهم مازالوا يتخبطون في فهم هذا الحديث ، فالقضية لم تعد عدم معرفة الامة لإمام واحد بل جهلها بوجود إثنا عشر إماماَ معصوماَ هادياَ مهدياَ ، رغم وجود هذا العدد في صحاحهم السته ، فماهو حكم من جهل وأنكر هؤلاء الخلفاء ، وما حكم من قاتلهم وقتلهم أو بعضهم … ؟
ولماذا ـ ولأى سبب ـ يقول الرسول صلوات الله عليه وأله :
( لا ترجعوا بعدي كفاراَ يضرب بعضكم رقاب بعض )
فماحكم الجيل الأول الذين ضرب بعضهم رقاب بعض ؟َ! وخرجوا على إمام زمانهم علي عليه السلام ؟
ولذلك نستطيع في ضوء هذه المعطيات أن نفهم قوله تعالي :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )
فماهو الشئ الذى بسببه إنقلبت الأمة علي أعقابها ر اجعة إلي الجاهلية ؟
أليس هو السبب الذى من أجله أعلنت الحرب علي أمير المؤمنين علي عليه السلام في الجمل وصفين والنهروان … حتى تم قتله وهو يصلي فى المحراب … ؟!
أليس هو السبب الذى من أجله تم مواصلة الحرب مع سيد شباب أهل الجنة وكريم أهل البيت الإمام الحسن عليه السلام ، حتى تم تدبير مؤامرة قتله بالسم …؟َ
وأليس هو السبب الذى من أجله خرج الحسين عليه السلام ليفضح بدمائه الذكية المؤامرة الكبرى على الإسلام وعلى أهل البيت عليهم السلام وعلي مقام الإمامة والخلافة الإلهية ، وحتى يقيم الحجة على المسلمين بأن هذا النظام الذى سفك دمه هو نظام ضد الإسلام … وضد رسول الإسلام .. ؟َََ!! وضد الله عز وجل .
إن سر خلود كربلاء هو شخصية القائد الإلهي والإمام المعصوم وسيد شباب أهل الجنة وحبيب وحفيد خاتم الانبياء ، ومظهر الأسماء الحسنى ، وقلب هذا العالم وروحه … وهو الإمام المفروض علي الامة مودته ومحبته ، ولا يعذر أحد بجهله .
وسر خلود كربلاء هو المقامات المعنوية العالية للإمامة الإلهية ، والتى تم توثيقها في كتاب الله ، وما ورد في شأنها من أيات بينات ، من أيات إستخلاف أدم عليه السلام وسجود الملائكة لمقام الخلافة الإلهية ، ومعنى هذا السجود ؟ أليس الخضوع المطلق من الملائكة لهذا الخليفة الإلهي ؟ ومن هى الملائكة ؟ أليست هى ( المدبرات أمراَ ) أي التى تدبر أمر العالم ؟
ولو إنتقلنا إلى إمامة إبراهيم عليه السلام وذريته وما ورد فى شأنها من قرأن وأنها عهد من الله ،وأنها باقية فى ذرية إبراهيم عليه السلام ، وأنها مقام أعطاه الله لإبراهيم عليه السلام فى نهاية عمره بعد مقام النبوة والرسالة والخلة ..
وبعد إبتلاؤه بالتضحية بالنفس والمال والأهل والولد وتقديمها كلها قربانا لله و فداء للمسلمين من السقوط في المؤامرة الشيطانية لشطب الإمامة الإلهية من عقائد المسلمين ، وفداء إبنه إسماعيل عليه السلام لأنه يحمل في صلبه النسل الطاهر محمد وأل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
إن سر خلود كربلاء هو أن الذى أهدر دمه فيها هو الإمام المعصوم قلب هذا العالم وروحه وعلت خلقه … هو سر قول الرسول الأكرم صلوات الله عليه وأله:
(حسين منى وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسين)
أليس قتل الحسين عليه السلام هو قتل للرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، حسب الرواية المذكورة ؟
فالحسين عليه السلام هو سر خلود عاشوراء وكربلاء
..
عاشوراء الزمان ، وكربلاء المكان ، صنعهما الحسين عليه السلام ، ولذا لا نستطيع فهم ومعرفة حقيقة كربلاء إلا بمعرفة حقيقة الإمام الحسين عليه السلام .. الحسين الإمام القائد والمنهج …
لقد خرج الحسين عليه السلام ليعلن للأمة بدمائه الطاهرة أن الإسلام ليس منهجاَ فقط ، ليس قرأناَ وسنة فقط ، ولكنه أيضاَ إمامة وقيادة معصومة تحفظ المنهج ، وتشرف على تطبيقه وتفسيره … وتقاوم من يعتدى عليه ، ويستبدله بحكم الجاهلية . أليس هذا هو معنى حديث التمسك بالثقلين :
الكتاب وأهل البيت
أى ( المنهج المعصوم ) و ( الإمام المعصوم ) …؟
ولو كانت الأمة تعرف الحسين عليه السلام على حقيقته ماكانت لتجرؤ على قتله ، أو خذلانه ..!!
ولذلك كان أول خطاب للإمام الحسين عليه السلام فى مواجهة جيش الطاغوت ، كان يدعوا أعداءه لمعرفة من هو ، فقال لهم هذه العبارات:
أمَّا بعدُ، فانسِبُوني وانظُروا مَنْ أنَا،
ثمَّ ارجِعُوا إلى أنفسِكُم فعاتِبُوها، وانظُروا هلْ يحِلُّ لكُم قَتلي وانتهاكُ حُرْمتي؟
أَلَستُ ابْنَ بنتِ نبيِّكُم
وابْنَ وصيِّهِ وابنِ عمِّهِ وأوَّلِ المؤمنينَ باللهِ والمصدِّقِ لرسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عندِ رَبِّه؟
أَوَلَيسَ حَمزةُ سيّدُ الشهداءِ عَمَّ أَبي؟!
أَوَليسَ جَعفرٌ الشهيدُ الطيَّارُ ذو الجَناحَينِ عمِّي؟!
أَوَلَم يبلُغْكُم قولُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه واله لي ولأَخِي
: “هَذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجنَّةِ؟!
فَإِنْ صَدَّقْتُموني بِما أَقولُ، وَهُوَ الحقُّ، فَوَاللهِ ما تَعمّدْتُ كَذِباً منذُ علِمتُ أنَّ اللهَ يَمقُتُ علَيهِ أَهلَهُ، ويضُرُّ بهِ مَنِ اختلقَهُ. وإنْ كَذَّبْتُموني، فإنَّ فيكُم مَن إنْ سألْتُموهُ عَن ذلكَ أَخبرَكُم، سَلُوا جَابرَ بْنَ عبدِ اللهِ الأَنصاريَّ، وأَبا سعيدٍ الخِدْريَّ، وسَهلَ بْنَ سعدٍ الساعِدِيَّ، وزَيْدَ بْنَ أرقمَ، وأنَسَ بنَ مالكٍ يُخْبرُوكُم أنَّهم سَمِعُوا هذهِ المقالةَ مِنْ رَسولِ الله صلى الله عليه واله لي ولأَخِي. أَمَا في هذا حاجزٌ لكم عن سَفكِ دَمي؟!”.
فى هذه العبارات ،الإمام الحسين عليه السلام ، يدعوا جيش الإعداء لمعرفته ، أليس هو إمام الزمان …. ؟
وارجعوا مرة أخرى إلى قول الرسول صلوات الله عليه وأله :
( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )
هم لم يعرفوا الإمامة والخلافة الألهية
ولم يعرفوا أيضاَ مقامات الحسين المعنوية
وكانت النتيجة : ذبح الحسين عليه السلام فى كربلاء ..
هل توجد جاهلية أكبر من هذه الجاهلية …؟!!!
وهكذا الأمة منذ وفاة الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله حتى الأن وهى فى حالة قتل وذبح وهرج ومرج ، وجاهلية أشد من الجاهلية الاولى … لأنهم لم يعرفوا إمام زمانهم .. فسلموا زمامهم للطواغيت والفراعين ..
وللتأكد من ذلك .. راجع معارك الجمل وصفين والنهروان ..
ثم كربلاء … الفاجعة والمأساة …. لأنهم لم يعرفوا على عليه السلام إمام زمانهم ، فقاتلوه وقتلوه …!! ، فهل بعد إستحلال قتل على والحسن والحسين حرمة لأى دم أخر ….؟
بل لا أبالغ إذا قلت أن جميع الحروب التى قامت على الأرض ، ومانعانيه في هذه الايام من حروب وصراعات دولية ، ومن مؤامرات الإستكبار العالمى والشيطان الامريكى والصهيونى ، كل هذه الدماء ناتجة عن قطع السبب المتصل بين الأرض والسماء ، وهو نظام الإمامة المعصومة ..
إنهم لم يعرفوا الحسين عليه السلام كخليفة لله فى أرضه ، وكإماماَ معصوماَ ، وكإنسان كامل هو قلب هذا العالم … فقاتلوا الحسين عليه السلام وقتلوه …
ولأهمية معرفة الإمام ، يخاطبهم الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء وقبل أن تبدأ المعركة والفاجعة قائلا َ :
ألست إبن بنت نبيكم …. ؟
أى ألست إبن فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ..
وأليست الزهراء عليها السلام بنت خاتم النبيين وسيد المرسلين ….
وألست ابْنَ على عليه السلام وصيِّهِ وابنِ عمِّهِ وأوَّلِ المؤمنينَ باللهِ والمصدِّقِ لرسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عندِ رَبِّه؟
إذن فهو عليه السلام يدعوهم لمعرفة نفسه وعائلته المقدسة ؟
والخطاب للأمة كلها التى إنقسمت إلى فريقين :
فريقاَ قاتله وقتله …
وفريقا أخر خذله ….
والفرق قليل بين الفريقين …!!
والكل لم يعرف الحسين عليه السلام حق المعرفة ومقام خلافته الألهية ؟
لقد خرج الحسين عليه السلام وضحي بنفسه وولده وأهله قربانا لله و من أجل إنقاذ البشرية كلها من حبائل إبليس والطواغيت والمستكبرين ..
ولذلك فلقد أصبح ثأره على الله ..
وثار الله لايمكن أن يخمد أبدا وسوف تظل حرارته في القلوب أبداَ حتى يخرج من يطالب بثأره من طواغيت الأرض وفراعنته ………………………….
أرجعوا يرحمكم الله إلى ماورد من أيات قرأنية وأحاديث نبوية في فضائل ومقامات أهل البيت عليهم السلام وفضائل الحسين عليه السلام وإخبار النبى صلوات الله عليه وأله بملحمة قتله في كربلاء منذ يوم مولده … فلو تدبرنا لعرفنا … …………………………………….
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
شاهد أيضاً
الإرهاب المقدس وحزب الله – الاستاذ سالم الصباغ
في زمن الإلتباس وقلب الحقائق إتخذ مجلس التعاون السعودى ( الخليجي ) قرارا باعتبار حزب ...