قبل أيام من سريان الهدنة المرتقبة وموعد «جنيف 2» المقرر الثلاثاء المقبل ، شهد الميدان اليمني غلياناً يكاد يكون غير مسبوق بهذه الوتيرة ، حيث شهدت الجبهات الحدودية في جيزان ونجران وعسير ، يوم أمس، تصعيداً عسكرياً كبيراً على يد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، بعدما نفذا هناك هجمات عنيفة على أكثر من محور في الجبهات الثلاث ، خصوصاً في جيزان التي شهدت مواجهات قاسية أسفرت عن سيطرة الجيش و«اللجان» على عدد من المواقع و القرى السعودية الجديدة .
وأفاد مصدر عسکری یوم أمس، بأن الوحدات القتالیة تمکنت من السیطرة على خمسة مواقع عسکریة سعودیة جدیدة، فی محیط جحفان فی جیزان، فیما أسفرت المواجهات عن سقوط عدد من الجنود السعودیین وإصابة آخرین. وأکد المصدر أن عدداً آخر من الجنود السعودیین قتلوا أیضاً فی قصف صاروخی أمس على بوابة الجمارک فی المحافظة نفسها، إضافة إلى تدمیر ثالث آلیة «برادلی» فی موقع المهدف اتجاه الخوبة التی انقطعت الکهرباء عنها بعد استهداف یمنی لمحطة کهرباء البیضاء.
کذلك استهدفت القوة الصاروخیة مواقع ونقاطا عسکریة فی قرى الغاویة وقائم زبید، وتجمعات للآلیات ومخازن الأسلحة فی موقع الموسم بأکثر من 36 صاروخاً . ولفت المصدر إلى أن انفجارات عنیفة دوّت فی الموقع رافقها تصاعد کثیف للدخان نتیجة احتراق مخازن الأسلحة .
وفی وقت سابق من صباح أمس ، أعلن الجیش و«اللجان الشعبیة» السیطرة على قریتی الواسطة والخادمة، بالإضافة إلى ثلاثة مواقع عسکریة أخرى فی جیزان . وأشار المصدر إلى أن عدداً من الآلیات السعودیة دمرت فی معارک متفرقة فی جیزان، أمس، فیما أعلن «الإعلام الحربی» نجاح قنص عدد من الجنود السعودیین فی موقع المعنق.
فی غضون ذلك، استهدفت مدفعیة الجیش و«اللجان»، مجمع الدفاع وموقع القرن وقریة الکرس البحطیط ومثعن وجبل الدود وملحمة والشبکة فی الخوبة فی جیزان، إلى جانب قصفها، أیضاً، تجمعاً للجنود السعودیین فی بوابة الطوال.
وقصفت المدفعیة منفذ علب الحدودی ومرکز الإمارة ومقر الجوازات فی ظهران عسیر، ما أدى إلى إحراق آلیات عدّة وهرب عشرات أخرى من تلك المواقع. أما القوة الصاروخیة، فاستهدفت تجمعاً للقوات السعودیة فی المجمع الحکومی فی الربوعة، وتمکّنت من إعطاب دبابة «أبرامز» فی موقع قلل الشیبانی. وقصفت القوة الصاروخیة منفذ الخضراء وقیادة صلة وموقع خباش ومواقع الطلعة ومرتفعات رجلا والشبکة والحماد بصلیات من الصواریخ.
على الصعید الداخلی، هبطت أمس فی مطار عدن طائرة «بوینغ»، لا تحمل أیّ علامة أو شعار. ووفق مصادر أمنیة، فإن الطائرة کانت تقل دفعة جدیدة من مرتزقة «بلاك ووتر»، ووصل عددهم إلى 200، من جنسیات مختلفة. وأضاف أن هذا العدد هو جزءٌ من قوات ستصل لاحقاً، قوامها 1500 مرتزق.
ویتزامن هبوط الطائرة، مع اشتداد وتیرة المعارك فی المحاور الثلاث، على أطراف محافظة تعز، بعدما قصفت إحدى البوارج الحربیة السعودیة، أول من أمس، مدینة المخا.
على الصعید نفسه، حشدت قوات «التحالف» والمجموعات المسلحة على جبهة العمری منفذةً أکثر من هجمة ، لکن القوة الصاروخیة استهدفت تجمعاتهم، فی مثلث العمری بثلاث صواریخ «کاتیوشا» . و أکد المصدر أن مدرعتین لـ«التحالف» دمرتا وقُتل طاقمهما، بعد محاولتهما التقدّم باتجاه منطقة العمری. وقُتل فی المنطقة عدد من الجنود السعودیین، خلال محاولتهم الهجوم، بالإضافة إلى تدمیر عدد من الآلیات العسکریة باستهداف الجیش و«اللجان» تجمعا عسکریا لـ«التحالف» عند مداخل مدیریة ذو باب الساحلیة.
جنوباً، وعلى جبهة الوازعیة ، أفاد مصدر آخر بأن سلاح المدفعیة قصف تجمعاً للمسلحین فی منطقة الشقیرة. وکان المسلحون یحتشدون لتنفیذ هجوم على منطقة النوبة فی الوازعیة، ولکن أسفر القصف عن مقتل وجرح عددٍ منهم، واحتراق آلیات عدّة.
أما على جبهة الضباب الداخلیة، فی محیط مدینة تعز، فان وحدات الجیش و«اللجان» حققت تقدماً کبیراً، بعد سیطرتها على أهم مداخل جبل العروس الإستراتیجی. وأفاد مصدر عسکری بتمکّن مقاتلی «الجبهة الوطنیة» والجیش و«اللجان»، من السیطرة على منطقة الوافی، فی جبل حبشی مساء أمس. ودارت اشتباکات عنیفة دارت فی منطقة ثعبات بعد السیطرة على منطقة الوافی فی تعز. ولا تزال المعارک مستمرة فی ظل محاولات مسلحی «الإصلاح» و«القاعدة»، بإسناد جوّی سعودی، استعادة بعض المواقع فی المسراخ.
بالتوازی مع ذلك، صدّ الجیش و«اللجان» هجوماً للمسلحین لاستعادة قریة الحادة فی صبر الموادم، فی وقتٍ، تقدّمت فیه الوحدات القتالیة فی حیفان، وسیطرت على جبل الریامی والتلال المجاورة له، التی تطل على مناطق التبیعة والمحربی وبنی علی. وهی تشرف أیضا على الطریق الواصل بین منطقتی بنی علی والخزجة.
على الجبهة الشرقیة، أکد مصدر فی «الإعلام الحربی»، مقتل 8 من مسلحی العدوان، وإصابة عدد آخر، أثناء تسلل فاشل ناحیة جبل البقیر والمشحورة. کما سقط 11 آخرون، واحترق عدد من الآلیات أثناء تقدّم فاشلٍ آخر، باتجاه کرش الحدودیة بین لحج وتعز.
فی سیاق متصل، شهدت محافظتی الجوف ومأرب تصعیداً حادّاً. وأسفرت أشهر من الحشد العسکری والإعلامی الذی توعد به المسلحون بفتح جبهة فی الجوف، عن معرکةٍ حُسمت بسرعة فی حدود الجوف مع مأرب.
وبعد إخفاق هجمات عدّة على معسکر اللبنات جنوب الجوف، قتل أمس عدد کبیر من المسلحین فی قصف صاروخی على مواقعهم فی منطقة آل مروان عند حدود الجوف جنوبی اللبنات. ووفق مصدر عسکری، شنّ الطیران السعودی بعد عملیة آل مروان، غارات على تجمعات المسلحین، الموالین له، فی منطقة آل مروان نفسها، موقعاً فیهم خسائر مادیة وبشریة.
وفی مأرب، شنّ الجیش و«اللجان»، أمس، هجوماً مباغتاً من جهات عدة على مواقع المسلحین المطلة على وادی الملح ودقیاوین. وتمکنت الوحدات القتالیة من السیطرة على تلک المواقع، بعد مواجهات أسفرت عن فرار المسلحین وآلیاتهم، فیما تمکن القناصون من استهداف وتعطیل بعض سیارات المسلحین أثناء هربها.