الهجوم الوحشي الذي شنه الجيش النيجيري على الشيعة في مدينة زاريا والذي ادى الى سقوط عشرات الضحايا , يكشف عن وجود مؤامرة مبيتة شاركت في التخطيط لها التيار السلفي والوهابي.
وكالة مهر للأنباء- ولد الشيخ ابراهيم يعقوب الزكزاكي عام 1953 في مدينة زاريا اهم مدن ولاية كادونا في شمال نيجيريا , ويعتبر أحد علماء الدين الشيعة وزعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا.
وتلقى الزكزاكي تعاليمه القرآنية والاسلامية في مدينة زاريا عند الشيخ “عيسى ماداكا” والشيخ “ابراهيم كاكاكي” , وفي عام 1969-1970 واصل دراسته في المدرسة العربية بالمحافظة , وتلقى دراسته الاسلامية التقليدية في مدرسة دينية محلية تابعة للمذهب المالكي , ودرس كتب مختلفة من بينها التفسير واللغة ومقامات الحريري وشرح ابن عقيل وألفية ابن مالك وبعض الدروس العلمية.
وخلال الفترة بين عام 1976 وعام 1979 التحق بجامعة احمدو بيلو في مدنية زاريا , ومارس النشاط السياسي بصفته الامين العام للجمعية الاسلامية للطلاب الجامعيين في نيجيريا , ومن ثم انتخب عام 1979 نائبا لرئيس الجمعية الاسلامية للشؤون الدولية.
ويعود الفضل في تعرف الشعب النيجيري على الشيعة والثورة الاسلامية في ايران والامام الخميني (قدس) الى الشيخ الزكزاكي , وقبل ان يكون عالما شيعيا فانه كان يعتبر نفسه مسلما , وبعد انتصار الثورة الاسلامية واستلهامه افكار الامام الخميني , اعتنق المذهب الشيعي , وقام بدور مؤثر في تشييع عدد كبير من الشعب النيجيري.
ويبلغ تعداد سكان نيجيريا 170 مليون شخص منهم اكثر من 60 بالمائة من المسلمين من بينهم 15 مليون شخص من الشيعة الامامية الاثنى عشرية , حيث يعتبرون اكبر تجمع شيعي في القارة الافريقية , ويتمركز شيعة نيجيريا في مدن لاغوس وزاريا وكانو , واهم مركز لنشاطاتهم هي حسينية بقية الله في مدينة زاريا.
وفي الاعوام الماضية واثر زيادة عدد الشيعة في هذا البلد , فان الصهاينة والوهابيين شعروا بحساسية خاصة تجاه هذا البلد , ولم يدخروا وسعا لاثارة الفرقة بين المسلمين في نيجيريا , ولكن بالرغم من ذلك فان علاقة الشعب النيجيري مع الثورة الاسلامية في ايران والامام الخميني (قدس) ترسخت الى الحد الذي اطلق على شيعة نيجيريا تسمية “خمينيون”.
ويتمتع الشيخ ابراهيم الزكزاكي بشعبية كبيرة في نيجيريا من قبل الشيعة والسنة على السواء , ومن جهة اخرى فانه حتى المسيحيون في نيجريا يعتبرونه شخصية دينية كبيرة.
ووفقا لتقرير وكالة مهر للأنباء تقريبا اغلبية شيعة نيجيريا هم اما من الاشخاص الذين اعتنقوا الاسلام حديثا او انهم استبصروا على يد الشيخ ابراهم الزكزاكي زعيم الشيعة في هذا البلد , ويعتبر الشيخ الزكزاكي من مريدي الامام الخميني واصبح شيعيا لمحبته للامام الراحل , وحاليا فانه استطاع بمفرده تشييع الملايين.
والشيخ الزكزاكي الحاصل على شهادة جامعية بالاقتصاد , سجن عدة مرات في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي , واستشهد ثلاثة من ابنائه برصاص الشرطة النيجيرية في مسيرة يوم القدس العالمي العام الماضي 2014.
كما استشهد عدد من قادة الحركة الاسلامية في نيجيريا واكثر من 300 من الشيعة اثر الهجوم الوحشي الغادر الذي شنه الجيش النيجيري فجر الاحد الماضي على حسينية “بقية الله” في مدينة زاريا ومحاصرة منزل الشيخ ابراهيم الزكزاكي.
وادعى الجيش النيجيري ان الشيعة كانوا يعتزمون اغتيال رئيس اركان الجيش توكور بوروتاي , ولكن الحركة الاسلامية نفت هذا الادعاء , اذ اعلن الشيخ الزكزاكي في مقابلة صحفية : انه عندما يكون افرادنا غير مسلحين فكيف يمكننا مهاجمة موكب الجيش , ولماذا لم يصب ايا من افراد الجيش وواصلوا طريقهم؟.
الهجوم الوحشي الذي شنه الجيش النيجيري على الشيعة في هذا البلد , ونظرا لاقامة المراسم المليونية غير المسبوقة في مسيرة الاربعين الحسيني في هذا البلد , باعتبارها اكبر تجمع سياسي وعقائدي للشيعة في افريقيا , فان هناك احتمال بوجود مؤامرة شارك فيها التيار السلفي والوهابي ضد الشيعة.
ان انتشار التشيع في نيجيريا وتشكيل اكبر مجتمع شيعي في القارة الافريقية , قد اثار غضب علماء ووسائل الدعاية الوهابية في الوقت الذي تنفق فيه الدول العربية في الخليج الفارسي وخاصة السعودية اموالا طائلة لنشر الوهابية والسفلية في افريقيا ونيجيريا