الرئيسية / الاسلام والحياة / آثار الصمت – آفات اللسان ومثالب الكلام

آثار الصمت – آفات اللسان ومثالب الكلام

وهنا بيت القصيد، فان الحديث في المجالس قلما يخلو عن جر الى غيبة، او كذب، او خوض في باطل، أو خلاف وقطيعة وشحناء وغير ذلك ، وقد مر الكلام عن كثرة الكلام وكيف تجر الى الحرام . وكل ما مر من مساوئ الكلام، فإنها أكثر ما تكون في المجالس العامة .

ولو دقق الإنسان في آفات اللسان، وتصفح الواقع لوجد أن نسبة كبيرة من المشاكل،والتي تبدأ بالكلام فالشجار فالحرام هي في المجالس، إذ يستنكف أحد الطرفين أن يتنازل أمام الناس أو يعفوا ، ظناً منه أنه سيصغر في عين الناس ، وما إلى ذلك ، وربما لو بحث عن إبليس في الليالي لوجدوه في كثير من المجالس .. ولا يسع المجال هنا للوقوف على آفات الكلام وتحليل أسبابها وتبعاتها.

كيف نتعامل مع المجالس ؟

أولا : إن من المسائل المهمة هو التفكير في نوعية المجلس قبل الحضور اليه، فإذا كنت أعلم مسبقا بانه مجلس فارغين، أو مجلس خوض في باطل فلم أحضر ثم أسمع غيبة ولا أتجرأ على الرد عن المغتاب . { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره } النساء 140 ، { وإذا رايت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}. الأنعام 68
فالحل في مثل هذه المجالس – والتي يعلم الانسان مسبقاً خوض أهلها في الباطل – هو عدم الحضور من الأساس في مثل هذه الأماكن، وإذا كانوا من الأرحام مثلا وممن تجب صلتهم، فبالإمكان التعويض عن هذه المجالس برؤية أصحابها في المساجد بعد الخروج منها، أو في المآتم بعض انقضائها، او يقصدون للزيارة .
ثانياً : المجالس التي هي أخف وطأة من سابقتها، غير أنها مهدرة للعمر، مضيعة للوقت ، وهنا لا بد من محاولة تنظيم هذه المجالس بأمور :

تنظيم الوقت
تنظيم الوقت من الساعة كذا إلى كذا من كل ليلة أو أسبوع مثلاً ، ومع قدر الإمكان أن لا تكون متاخرة ليلاً، كما هو غالب المجالس، إذ أن ذلك مكسلة لقيام الليل، بل قد يفوت صلاة الصبح والعياذ بالله، ومخالفة لفطرة الله سبحانه{ جعل الليل سباتا} وبورك لامتي في بكورها .

استثمارها
محاولة استثمارها عفوياً من غير تكلف، كي لا يشعر أهلها بضيق الخناق، فإن بعض المجالس الشعبية لا تتحمل الرسميات، وافضل وسيلة لاستثمارها عفوياً هي بإحدى طريقتين :
الأولى: باستضافة عالم أو طالب علم أو طبيب أو غير ذلك، وتأخذ الجلسة مجراها بالاسئلة والاجوبة، فتتم الفائدة، وتستثمر الجلسة من غير تكلف .
الثانية : هي محاولة تحوير الجلسة مسبقاً بإثارة نقاط مفيدة، ليتم الكلام عنها والحوار فيها، بدل الخوض في اللغو والباطل، وهذه تحتاج الى استحضار ذهني لبعض المواضيع المفيدة في الذهن، ثم طرحها على الحضور، وهذه اسهل ما تكون في الجلسات الاسبوعية، وتحتاج الىعناية في الجلسات اليومية .

شاهد أيضاً

مقاطع مهمه من كلام الامام الخامنئي دامت بركاته تم أختيارها بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن ...

5 تعليقات

  1. تعقيبات: cheap mac cosmetics club

  2. تعقيبات: air max usa

  3. تعقيبات: air max sale

  4. تعقيبات: superflys

  5. تعقيبات: Brazilian body wave