أشارت مصادر خبرية متعددة قبل عدّة أيام إلى قيام القوات الأمريكية ولأول مرة بالسيطرة على إحدى المطارات في شمال شرق سوريا.
وذكرت هذه المصادر إن المطار الذي يعرف بإسم مطار “رميلان” يقع جنوب شرق بلدة رميلان بشمال شمال مدينة “الحسكة” في مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية. وكان هذا المطار في السابق مخصصاً لرش المبيدات على المحاصيل الزراعية عبر طائرات صغيرة حتى عام 2010.
من ناحية أخرى ذكرت مصادر كردية إن المطار المذكور تم توسيع مدرجه وتجهيزه بمعدات تقنية حديثة في الأسابيع الأخيرة للاستفادة منه لأغراض عسكرية، مشيرة إلى أن طائرات مروحية أمريكية أقلعت من هذا المطار أو هبطت فيه خلال الأيام القليلة الماضية، فيما توقع مراقبون أن يكون المطار مقراً للمستشارين الأمريكيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل عدّة أسابيع.
ومنذ عامين كان هذا المطار الذي يعرف أيضاً باسم مطار ” أبو حجر” تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري(PYD) التي تنشط في المنطقة إلى جانب 15 فصيل مسلح آخر ضمن إئتلاف تم تشكيله في تشرين أول /اكتوبر عام 2012 برعاية أمريكية.
وتمثل بلدة “رميلان” إحدى المعاقل الرئيسية لـوحدات حماية الشعب الكردية، وهي تحوي أكبر مستودعات الأسلحة والذخيرة. كما توجد فيها إحتياطات نفطية ضخمة غير مكتشفة، وتعتبر حقولها من أغنى حقول النفط في سوريا، ولكن لا توجد بها معامل التكرير.
وتجدر الاشارة إلى أن الطائرات الحربية والمروحيات الأمريكية كانت قد ساندت وحدات حماية الشعب الكردي أثناء سيطرتها على المنطقة الممتدة من جزعة بريف اليعربية “تل كوجر” على الحدود السورية العراقية، وصولاً إلى القسم الجنوبي والجنوبي الغربي من مدينة الحسكة وجبل عبد العزيز، مروراً بتل براك وتل حميس وتل تمر وريف رأس العين وعدّة مناطق أخرى بريفي حلب والرقة.
وفي الوقت الحاضر تساند هذه الطائرات أيضاً قوات إئتلاف “سوريا الديمقراطية” التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عماد قوتها، خلال سيطرتها على الهول وريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة ومناطق قرب ضفاف نهر الفرات بريف حلب الشمالي الشرقي.
وتقوم وحدات حماية الشعب الكردي حالياً بتسيير دوريات على حدود المناطق الكردية في الشمال السوري، كما تشرف على العديد من حواجز التفتيش.
ويعتقد المراقبون أن سيطرة القوات الأمريكية على مطار “رميلان” تهدف إلى تحقيق عدّة أهداف يمكن إجمالها بما يلي:
1- مراقبة المجال الجوي السوري لاسيّما في شمال وشمال شرق البلاد.
2 – مراقبة النشاط العسكري الروسي الذي يستهدف ضرب مقرات ومواقع الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم “داعش” في سوريا.
3 – الاستفادة من المطار لإنزال القوات الأمريكية (الكوماندوس وفرق العمليات الخاصة وغيرها)، وإيصال الدعم العسكري لحلفاء واشنطن الذين يعملون حالياً على اتمام السيطرة على ريف الحسكة الجنوبي، بعد دخولهم بلدة الهول القريبة من الحدود العراقية، وسيطرتهم أيضاً على سد الحسكة الجنوبي.
4 – مواجهة القوات السورية ومحور المقاومة التي تستعد لإكمال تحرير العديد من المناطق في شمال البلاد من العصابات الإرهابية وفي مقدمتها مدينة حلب.
5 – التمهيد لتشكيل دولة سنيّة في المناطق الممتدة بين شمال وشمال شرق سوريا من جهة، وغرب وشمال غرب العراق من جهة أخرى.
6 – التمهيد لتنفيذ مخطط واسع يهدف إلى تقسيم سوريا إلى أقاليم يتم حكمها من قبل أمراء الحرب المحليين بإشراف القوات الأمريكية، أو من قبل ما يسمى الحركات الاسلامية المعتدلة الموالية لواشنطن.
هذه المعطيات وغيرها تشير إلى أن الإدارة الأمريكية بصدد حشد الأكراد في إطار مشروع واسع يهدف إلى إعطائهم دوراً محورياً في رسم مستقبل سوريا لإبقاء دوامة الأزمة مستمرة في هذا البلد رغم مزاعمها بأنها تعمل على حلّها. ويعتقد الكثير من المحللين إن هذا المخطط سيترك آثاراً سريعة وواضحة على مجمل الأوضاع في المناطق الممتدة على طول الحدود العراقية – السورية – التركية. وهي قضية تحظى بأهمية بالغة قد تؤثر على مسيرة النزاع في هذه المناطق.