الاعدامات الميدانية الوحشية التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الساحة الفلسطينية، تفوق كل تصور، الفتية والفتيات أهداف لآلة الحرب الاسرائيلية، التي تؤكد وحشية وبربرية الاحتلال وهمجيته، هذه الممارسات الاسرائيلية ليست مفاجئة، انها العدوانية والاحقاد المتأصلة في هذا الاحتلال.
ما يتعرض له أبناء شعبنا، يثير تساؤلات عديدة، طالما طرحناها في (المنـار)، وفي مقدمتها: ما هو تفسير غياب الفصائل الفلسطينية، وسر صمتها، هؤلاء الفتية والفتيات بحاجة الى دعم واسناد ومشاركة من هذه الفصائل التي لها أجنحتها العسكرية “المدججة”، ليس سليما أن يترك هذا الجيل الفتي في الميدان في مواجهة أجهزة اسرائيل الأمنية والعسكرية، ميادين رماية لجنود الاحلال بتعليمات من أعلى المستويات الاسرائيلية سياسية وعسكرية.
ليس مطلوبا من هؤلاء الفتية والفتيات، أن يخوضوا المواجهة وحدهم، وليس سليما أن تدفع الفصائل بهم الى ساحات الاعدامات الميدانية، في حين تبقى هذه الفصائل في حالة تفرج، منشغلة في أمور بعيدة كل البعد عن اهتمامات الشعب ورغباته.
الفصائل الفلسطينية منشغلة في المطالبة بميزانياتها، والسعي الى أحضان غريبة تأوي اليها، وعرض قراراتها ومواقفها للبيع ارضاء لهذا النظام أو تلك الجهة، والتدخل والتحرش بالشؤون الداخلية لهذا البلد أو ذاك، فصائل منشغلة في البحث عن طريق الوصول الى قمة المشهد السياسي، مهما بلغت وتعددت الاثمان.
الفصائل الفلسطينية، وبشكل خاص الفصيلان الكبيران منهمكان في فتح قنوات الاتصال مع الاحتلال لعقد الاتفاقيات والصفقات وبناء التحالفات على حساب القضية الفلسطينية العادلة، وتدفع في الوقت ذاته الفتية والفتيات ليعدموا بدم بارد.
ان عدم مشاركة الفصائل في المواجهة التي يخوضها هؤلاء الفتية والفتيات تثير التساؤلات والشكوك والريبة، وكل منها، ترفع رايتها في مواكب الشهداء، تتنافس على “الحاق” هذا الشهيد بأنصاره، زورا وظلما، فلا علاقة لغالبية من استشهدوا بهذا الفصيل أو ذاك.
فصائل لها أجنحتها العسكرية ولديها السلاح ترفض المشاركة، فلماذا لا تصارح الشعب بمواقفها، وتفصح عن السر وراء وقوفها على الحياد، والاكتفاء بـ “الجعجعة الاعلامية” تخوض صراع رفع الرايات في جنازات الشهداء الأحباء.
وبوضوح وصراحة، الفصائل الفلسطينية تخلت عن الجيل الفتي، وانغمست في مسائل وحروب ومعارك شخصية، لا تمت الى النضال بصلة، هذا الفصيل يخوض اتصالات مع الاحتلال، والآخر يجري مفاوضات معه، في وقت تتكثف فيه الاعدامات الميدانية البشعة، على ممسع ومرأى من القيادات الفصائلية في الحكم وخارجه مكتفية بتصريحات وعنتزية “النواطق” على وسائل الاعلام.
وبصراحة أيضا، نرى أن هذه القيادات، قلوبها لا تهتز أمام بشاعة ما يقوم به الاحتلال ضد الفتية والفتيات، وكأنها في ومن عالم آخر، هذه الفصائل المتصارعة “على لا شيء” تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذه الأحداث المؤلمة الجارية في ساحات محافظات الضفة الغربية، فهي، للأسف متخاذلة، لا تمتلك الجرأة على توضيح مواقفها الحقيقية، مما يجري، وما نلمسه ونشاهده.
الفصائل الفلسطينية، التي تمتلك اجنحة عسكرية، أمام خيارين، اما المشاركة في المواجهة دعما لأبنائنا فتيات وفنيان، واما مصارحة هذا الشعب بحقيقة مواقفها، ولماذا هي صامتة متخاذلة.