الرئيسية / تقاريـــر / حوار مع مسؤول في حزب الفضيلة الاسلامي حول الازمة الراهنة بالعراق – الوقت

حوار مع مسؤول في حزب الفضيلة الاسلامي حول الازمة الراهنة بالعراق – الوقت

فيما يعيش العراق الان اوضاعا سياسية غير مستقرة تشبه الفوضى، تكثر التساؤلات حول سبب نشوب هذه الازمات وسبل حلها بشكل يحفظ مصالح الشعب العراقي الذي تحدق به مخاطر جمة مثل الارهاب والتدخلات الخارجية لاطراف لاتريد خيرا للعراقيين، وفي هذا السياق ولاستكشاف ملامح المرحلة المقبلة في العراق اجرى موقع الوقت التحليلي الاخباري حوارا مع الاستاذ علي الازيرجاوي وهو احد الشخصيات البارزة في حزب الفضيلة الاسلامي في العراق، وفيما يلي نص هذا الحوار :

الوقت: ما هي آخر التطورات في العراق خاصة فيما يتعلق بمجلس النواب ورئاسة الوزراء والاوضاع السياسية؟

الازيرجاوي: هناك الان نوع من الانفراج في الازمة السياسية التي تعصف بالبلد وان هذا الانفراج سببه بعض المواقف من قبل بعض الكتل والتيارات وهناك حديث عن لم شمل البرلمان ومحاولة انعقاد جلسة له في اقرب وقت ممكن وان تكون جلسة شاملة لكل الاطراف ويتم تثبيت هيئة رئاسة للبرلمان حتى يمضي في عملية الاصلاح لانه من غير المعقول ان تكون هناك مطالبات للاصلاح مع وجود اختلاف في داخل مجلس النواب.

توجد مبادرة اخيرة قامت بها كتلة الفضيلة النيابية وهو تحرك مع كتلة بدر النيابية لايجاد كتلة سياسية تمثل الحالة الوسطية بين الكتل وتعمل هذه الحالة الوسطية لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية العاملة والموجودة في البرلمان العراقي وان فحوى المبادرة هي 3 نقاط وان النقطة الاولى هي لم شمل البرلمان والتئامه بجلسة شاملة لجميع الكتل السياسية في البرلمان، اما النقطة الثانية هي تشكيل لجنة من الخبراء المختصين المستقلين وان هذه اللجنة يصوت عليها البرلمان وتقوم بمراجعة الاسماء المرشحة لشغل الحكومة وهي حكومة تكنوقراط وان الاسماء هي من قائمتين الاولى التي قدمها العبادي للبرلمان والثانية ايضا التي قدمها العبادي بالتشاور مع الكتل السياسية وستعمل هذه اللجنة على تقييم الاسماء كلها وتقدمها بكل مهنية الى مجلس النواب لغرض التصويت عليها وتكون هذه الخطوة الاولى لعملية الاصلاح وهي خطوة بالاتجاه الصحيح في طريق الاصلاح، والنقطة الثالثة هي ان يكون العمل كله تحت مخرجات العملية السياسية والمحافظة على الدستور والحفاظ على هيبة الدولة حتى يكون العراق بلدا مستقرا ان شاء الله.

الوقت: كيف ترون مستقبل مجلس النواب في العراق بعد محاولات اقالة رئيسه خلال الايام الماضية؟

الازيرجاوي: اذا هيأ مجلس النواب الاجواء للانتخابات وايجاد قانون انتخابي عادل سيكون هذا المجلس ممثلا حقيقيا للشعب، ان الحراك السياسي وحدوث تغيير يعتبر امرا جيدا لكن الشيء الذي ليس جيدا فيه هو عملية الفوضى التي حصلت واذا حدث الفوضى في المجتمع او الشارع تعمد السلطة ومجلس النواب الى تهدئتها اما اذا حدثت الفوضى في داخل مجلس النواب فانها تؤثر على كل مفاصل الدولة لان مجلس النواب هو المكان الذي فيه التمثيل الشعبي وفيه اصدار التشريعات وليس من المعقول ان تكون فيه حالة تشرذم التي تؤدي الى نتائج سلبية وليست صحيحة لكن اذا تم الاهتمام بالنقطة الثالثة من المبادرة وهي تهيئة الاجواء لاجراء انتخابات عادلة فاننا سنعبر هذه المرحلة بسلام ان شاء الله.

الوقت: كيف تقيمون ما قام به النواب المعارضون وهو التصویت علی اقالة رئيس مجلس النواب وتعيين رئيس مؤقت للبرلمان بدلا منه؟

الازيرجاوي: ان هذه الخطة لا اشكال فيه من الناحية القانونية والدستورية، ان يقوم بعض النواب بالاعتراض على عمل هيئة رئاسة مجلس النواب واذا تعذر حضور رئيس مجلس النواب الى الجلسة فمن حق النواب ان يعقدوا جلسة وينتخبوا احد الاعضاء ليكون رئيسا مؤقتا للجلسة وتمشي الامور الى ان يتم تعديل الوضع لكن الطريقة التي حدثت عندنا كانت استفزازية للآخرين وستؤدي الى نتائج سلبية، ان طريقة الاقصاء تؤدي الى تخندق الآخر والنتيجة ليست لصالح البلد وهو يعيش هذه الظروف، من المفترض ان تكون هناك تفاهمات ومزيد من الحوارات، نحن نؤكد انه لابديل عن الحوار لحل الازمات فالحوار يجنبنا العديد من المشكلات التي لم يكن في الحسبان حصولها، فاذا عمد الاخوة في الكتل السياسية في البرلمان الى تهيئة الحوار حتى نخرج بنتيجة مرضية للجميع فهذا افضل من هذه الاشكاليات التي يمكن ان نطعن بها فهي قانونية من جانب لكن يمكن الطعن بها من حيث عدد الحضور وعدد المصوتين وبالتالي يكسر هذا القرار ويؤدي الى اضعاف الشرعية واضعاف شرعية مجلس النواب وقوته، نحن مع الحفاظ على الشرعية في مجلس النواب وان اية اشكالات يمكن ان تحل بالحوار.

الوقت: ان كل هذه الامور التي نشاهدها في العراق حصلت بعد تقديم رئيس مجلس الوزراء لقائمة الوزراء فكيف ترون مستقبل قائمة رئيس الوزراء ومستقبل الاسماء التي قدمها؟

الازيرجاوي: اذا كان هناك تفاهمات وحوار فمستقبل ذلك يكون جيدا ولن تكون هناك مشاكل فنحن لسنا مع الاسماء لانه هناك خيارات متعددة، ان الخطا الذي حصل هو عدم وجود الشفافية في طرح الاسماء وعدم اشراك الجميع في حوار حتى ينتج عن هذا الحوار قائمة بالاسماء تقدم الى مجلس النواب ليصوت عليها لكن المشكلة كانت عدم وجود هذا الوضوح وان اكثر الكتل السياسية تفاجأت بالاسماء التي قدمت الى مجلس النواب فلذلك تعرضت الى هذه الهجمة والاعراضات والاشكالات، اما بشأن مستقبل هذه القائمة فأقول انه اذا تم العمل بمبادرة كتلة حزب الفضيلة الاسلامي وشكلت لجنة من الخبراء ينظرون باسماء الوزراء المرشحين وكفاءتهم ومهنيتهم وتكون هذه اللجنة مصوت عليها من قبل مجلس النواب فتكون هناك عملية شفافة وواضحة وتذهب الى التصويت في مجلس النواب وتشكل حكومة مدنية ان شاء الله.

الوقت: هناك الان ازمة سياسية في العراق فهناك اعتصام بالبرلمان وقائمة لمجلس الوزراء لم يصادق عليها، برأيكم هل هناك تدخلات سياسية خارجية ادت الى هذه الازمة التي نشاهدها حاليا في العراق ام لا؟

الازيرجاوي: ان معالم هذا التدخل واضحة، اننا نرى في كل ازمة في العراق تدخلا من قبل الاطراف المتضررة من الاوضاع الحالية في العراق وهذا معلوم للمواطن العراقي والمتابع والسياسي لكن كما تعرفون ان هذه التدخلات لاتكون معلنة وانما تكون بالخفاء ولذلك فإن عملية الاتهام تكون رجما بالغيب لكن آثار التدخلات موجودة لأن التدخلات تصنع الاختلاف في العلاقات ما بين الكتل وتحاول اثارة المشاكل فيما بين الكتل وان هذه الآثار كلها موجودة الان في الازمة السياسية في العراق وان نتيجتها هي التدخلات غير المرضية والسلبية من الدول الاخرى التي تكون متضررة من الوضع الحالي الموجود في العراق وتحاول اعادة المعادلة وتغيير المعادلة.

ان اهم سلاح لمواجهة هذا التدخل هو وعي الكتل السياسية والسياسيين والوعي الشعبي والجماهيري لانه اذا كان هناك وعي فإن هذه التدخلات لن تحقق اهدافها ان شاء الله.

الوقت: من يملك اليوم كلمة الفصل في العراق فهل هي المرجعية ام الاحزاب والسياسيين ام ان الشعب فقد الثقة بالجميع وفضل اللجوء الى الشوارع؟

الازيرجاوي: ان الكلمة كانت ومازالت وستبقى بيد المرجعية الدينية فالشعب العراقي بطبيعته هو شعب مطيع للمرجعية الدينية وهو شعب متدين ولايمكن له الخروج عن المرجعية الدينية ولن تنجح جميع محاولات الاعداء للفصل بين الشعب والمرجعية الدينية، ان بعض السياسيين هم سبب هذه المشكلة ولذلك فقد الشعب ثقته بهم وان حالة الاحتجاجات الشعبية هي حالة صحية وايجابية للقضاء على الفساد والمفسدين ولتغيير عمل الفاسدين في الحكومة ولكن تبقى الكلمة بيد “المرجعية وارتباط الشعب بها” ، ان المرجعية والشعب هم من بيدهم الحل.

الوقت: اين تقف واشنطن الان من كل ما نراه في العراق؟

الازيرجاوي: ان واشنطن لاتترك الامور على طبيعتها، انها تريد ان تتدخل في كل الامور وتجعلها تصب في مصلحتها، يمكن ان تكونوا قد سمعتم تصريح الرئيس الامريكي باراك اوباما في الرياض بأن ما يحصل في العراق هو شان داخلي وصراع شيعي نحن غير معنيين به، ان امريكا اذا تدخلت الان بشكل علني فإن النتائج ستكون سلبية عليها لان الجميع يتوحد ضدها لكن امريكا تتبع سياسة الفوضى الخلاقة، انهم يدعمون الفوضى في العراق سياسيا وشعبيا ويعملون على اعادة ترتيب الامور مستقبليا وهذه سياسة حديثة للولايات المتحدة في العالم، ان امريكا تغذي الفوضى من بعيد ولا تتدخل فيها بشكل مباشر كي لا يتوحد الشعب ضدها وبالنتيجة تحاول ترسيم الامور لما بعد الفوضى في ايجاد نظام سياسي موالي لها.

شاهد أيضاً

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

قال المولى جل وعلا في الآية (١٨٥)من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ...