بعد أزيد من شهر على الاعتداءات الإرهابية التي طالت بلجيكا، وأودت بحياة عشرات القتلى ومئات الجرحى، عادت بروكسيل إلى إحصاء العيوب والأخطاء التي كشفتها الهجمات، بالإضافة إلى المعلومات التي تم تداولها بشأن التهديدات الإرهابية، خاصة أن حالة التأهب ستظل عند المستوى الثالث، وفق ما أعلنه مركز الأزمات التابع للشرطة الفيدرالية البلجيكية.
وخصص البرنامج التلفزيوني “C’est pas tous les jours”، الذي تم بثه نهاية الأسبوع المنصرم، حلقته للحديث عن العيوب والثغرات التي كشفتها الهجمات، مؤكدا أن المقاتلين من تنظيم الدولة تم إرسالهم إلى أوروبا وبلجيكا خصيصا من أجل تنفيذ الهجمات؛ في حين أفاد المسؤول الإقليمي لنقابة “FGTB” بأن الأمن بالمطارات البلجيكية يتجه نحو المرونة المفرطة أثناء العمل عبر توظيف عمال مؤقتين وطلبة عاملين، مشيرا إلى أنه مع هذا النوع من العمل ستكون هناك صعوبة في تحديد الشخصيات والتدقيق في هوياتهم.
مقدم البرنامج التلفزي لفت إلى أن نجيم العشراوي، أحد “دواعش” الهجمات الإرهابية، عمل طيلة 5 سنوات بمطار بروكسيل؛ ليُعقِّب كلود مونيك، الخبير في مكافحة الإرهاب، بأنه من الممكن تجنب هذا الموقف عبر “مطالبة شركات التوظيف المؤقت بتمكين العمال الموظفين في مهام ذات طابع أمني بتصاريح معمول بها”.
وتساءل ضيوف البرنامج التلفزي عن الأسباب الكامنة وراء عدم وقف المترو عقب تفجير مطار “زافنتيم”، رغم أن مركز الأزمات قرر ذلك قبل 20 دقيقة من وقوع التفجيرات على مستوى المترو، ليتم التوضيح بأن المدة الزمنية التي يتطلبها تنفيذ قرار الإخلاء استمرت 35 دقيقة. فيما انتقد صحافي بجريدة “Le soir” الإخلاء الذي لم يتم بالسلاسة والتلقائية المفروضة في ظل هجمات إرهابية، مضيفا أن الانتحاري خالد البكراوي كان بالفعل في المترو، وكان من المحتمل أن يقوم بتفجير نفسه أثناء الإجلاء الوقائي.
من جهته، قال عضو لجنة التحقيق فيليب بيفان إن الإجراءات المتخذة بعد التفجيرات فُعِّلت بشكل جيد داخل المطار، متسائلا: “ماذا لو تم تنفيذ تفجير مولنبيك أولا، هل كان سيتم إغلاق مطار بروكسيل؟”، ليختم النائب البرلماني الاتحادي أوندري فريديريك كلامه بالقول: “موعدنا دجنبر المقبل، إذ سيتم استخلاص النتائج ووضع التوصيات، وعلينا المرور إلى العمل وتفادي الثغرات”.
في الصدد ذاته، تحدث ضيوف البرنامج عن نظام “استريد”، الذي كان من المفروض أن يسمح لأجهزة الإنقاذ والأمن بالتواصل في ما بينها خلال الهجمات، وهو النظام الذي لم يصمد سوى ساعات فقط؛ مما صعب من العمليات وأجبر الأجهزة على التواصل عبر “واتساب”.