الرئيسية / الاسلام والحياة / الفكر معيار قيمة الإنسان معيار شخصك بالتفكّر

الفكر معيار قيمة الإنسان معيار شخصك بالتفكّر

(إنّ في ذلك لآيةً لقوم يتفكّرون) كما يمتدح عزّ وجل أولئك الذين يذكرون الله . (.. ويتفكّرون في خلق السموات والأرض)  بل هو يذمّ أولئك الذين يعرضون عن التفكّر والتدبّر بقوله: (أفلا يتدبّرون القرآن، أم على قلوب أقفالها) 

العدد 010

التفكّر في مبدأ خلق الجسم:
كانت قطرة ماءٍ نتنة، تصرفت فيها يد القدرة فخلقت منها أذنا وعيناً [19] ورأساً ويداً ورجلاً ولساناً، وعروقاً وأعصاباً وعظاماً، لحماً وجلداً وغير ذلك. إن على الإنسان أنّ يدقق في حاله الحاضرة. إنه عاجز حتى عن خلق شعرة. الآن هو قادر لكنه في تلك الأثناء عندما كان نطفة كان أعجز مما هو عليه الآن. إذاً هذه الأعاجيب غيره أحدثها فيه وهو الله تبارك وتعالى، فليدرك حينئذٍ حكمة الله من كيفية خلق أعضائه.

 

 

فليستدل إلى إحاطة الله بإحاطة النفس
كذلك فليستدل من إحاطة الروح بالبدن، وإطّلاعها على جميع الحالات التي تعرض عليه، على إحاطة الله علماً بكل العوالم، وليستيقن أنّ الله يعلم علماً كاملاً بالحوادث كلها. وكما أنّ الروح لا يمكن إدراكها بواسطة الحواس الظاهرة لأنها ليست مجسّمة إلاّ أنه بالإمكان الإحساس بآثارها في البدن، وآثارها الوجودية تعرف من انعدامها، أي أنه بمجرد إنفصالها عن البدن تزول خصائصه ويتحول بعد مُضي أيام معدودات إلى جيفة نتنة.

 
كذلك الأمر بالنسبة إلى الله تعالى، فلا يمكن إدراكه بواسطة الحواس الظاهرة، إنما يمكن رؤية وإحساس آثار قدرته وعجائب حكمته متجلية في جسم عالم الوجود.

 

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني50

22 وقد قال رسول الله (ص) لبعض أصحابه وهو يشير إلى علي (ع): ( والِ ...