الوقت- تحولت أزمة كشمير التي هي إرث مشؤوم للاستعمار البريطاني الى منبع للصراعات في قلب آسيا، فهذه المنطقة التي تقبع تحت السيطرة الهندية شهدت بدء نشاط حركة المسلمين الكشميريين في شهر يوليو1931 حينما قتل حكام هذه المنطقة 21 مسلما احتجوا على الاساءة للقرآن الكريم، وفي عام 1947 الذي شهد تقسيم شبه الجزيرة الهندية ووقوع اول حرب بين الهند وباكستان سيطرت باكستان على قسم من كشمير وبقي القسم الاخر تحت السيطرة الهندية لكن الهند اعلنت ضم كشمير بشكل كامل اليها في عام 1954 ، ونظرا الى عدم نجاح 4 عقود من النضال اعلن الكشميريون في عام 1988 قتالهم المسلح للهند واستغلت الهند ذلك وارسلت قوات كبيرة الى كشمير لقمع اهاليها وفي عام 2008 حينما قررت حكومة ولاية كشمير اعطاء قطعة ارض للهندوس غير الساكنين في كشمير لبناء معبد لهم قاد الشعب الكشميري نضالا سلميا كبيرا ضد هذا الامر لكنه قوبل بالقمع ما ادى الى مقتل 92 شخصا واستمرت الاضطرابات عاما كاملا، وقبل شهر من الان نزل انصار “حزب المجاهدين” الى الشوارع احتجاجا على مقتل جماعة “حزب المجاهدين” المسلحة “برهان مظفر واني” واحرقوا 3 مقرات للشرطة ومبنيين حكوميين ومنذ ذلك اليوم وحتى الان قتل 74 كشميريا وجرح 3 الاف منهم وحالة 500 منهم حرجة فالرصاص المطاطي الذي يستخدمه الجيش الهندي ادى الى بتر اعضاء 569 متظاهرا، وتقول المصادر الهندية ان عدد القتلى الكشميريين في العقدين الماضيين هو 65 الف شخص كما اصبح 8 آلاف كشميري ايضا في عداد المفقودين في هذه السنوات.
اهم اسباب و جذور ازمة كشمير
ان اهم اسباب وجذور ازمة كشمير التي بقيت دون حل حتى الان يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- السعي الهندي لتغير هوية الأزمة الكشميرية وتحويلها من قضية انسانية اسلامية الى نزاع سياسي وحصرها في النطاق الداخلي الهندي وليس اعتبارها ازمة اقليمية دولية ولذلك لايسمح حكام الهند بطرح هذه القضية امام المحافل الدولية.
2- ان باكستان التي تدعي بأنها تريد ضم كشمير اليها تستخدم قضية كشمير كأداة للضغط على الهند، فنظرة الساسة الباكستانيين الى كشمير نظرة مصلحية تستخدم لكسب الاصوات الانتخابية وفي المقابل يبدو ان الكشميريين انفسهم يفضلون الاستقلال وليس الضم الى اية جهة.
3- يعود قسم من اسباب الاضطرابات الاخيرة في كشمير الى السياسات المتطرفة لحزب بهاراتيا جاناتا الذي يقوده رئيس الوزراء الهندي فهذا الحرب وعد مؤخرا باعادة 100 الف هندوسي طردوا في بداية التسعينيات الى كشمير، ان الحكومة الهندية الحالية (وعلى العكس من الحكومة السابقة التي كانت تريد انعاش السياحة والاقتصاد في كشمير من اجل ارساء الاستقرار والهدوء) ترفع شعارات هندوسية متطرفة وتنتهج القمع لاسكات الكشميريين وهكذا يصبح الصراع في كشمير دينيا بين المسلمين والهندوس.
4- يعتقد الساسة والعسكريون الهنود بأن انفصال كشمير عن الهند المتعددة القوميات سيؤدي الى تقسيم الهند وبدء صراعات الانفصال الدامية ومن جهة اخرى فإن لكشمير موقعية ومكانية استراتيجية في المنطقة.
5- يؤدي تجاهل الشعب الكشميري الى استمرار هذه الازمة فالمسلمين الكشميريين سواء من الشيعة او من اهل السنة هم متحدون في مواجهة الظلم الذي يلحق بهم، ان القرارات الدولية الصادرة حول كشمير تهتم فقط بقضايا الهند وباكستان وتتجاهل قضية الشعب الكشميري.
6- السياسات الاستراتيجية والامنية لامريكا وبريطانيا هي ايضا من عوامل تعقيد الازمة الكشميرية وبقائها من دون حل فواشنطن ولندن ومن اجل ابقاء الهند وباكستان النوويتين تحت سيطرتهما لاترغبان بحل قضية كشمير.
ان الاسباب التي ذكرناها بالاضافة الى عدم وجود ارادة كافية لدى اللاعبين الدوليين تساهم في ابقاء ازمة كشمير دون حل على المدى المنظور، ويبقى على الشعب الكشميري ان يعتمد على نفسه وقدراته الذاتية لتحقيق اهدافه كما يجب ايضا على الدول المسلمة ان تقدم الدعم اللازم لهم لتحقيق هذا الهدف النبيل.