تناولت صحف طهران الصادرة صباح السبت، قضايا محلية واقليمية ودولية متعددة، فقد نشرت صحيفة “كيهان” مقالا للكاتب والمحلل السياسي الايراني سعدالله زارعي تحت عنوان “لماذا ارتعدت آمريكا من الاتفاق الايراني الروسي الاخير؟”.
ذكر الكاتب الايراني”سعدالله زارعي” في مقالته ان التعاون العسكري الروسي الايراني في الحرب ضد الارهاب يعتبر نقطة تحول هامة جدا، حيث اقلق هذا التعاون الامريكيين الى درجة دفع مايكل مورل المساعد السابق في CIA الى القول “على ضباط CIA المتخفين في سوريا قتل كل مواطن ايراني وروسي في سوريا” وكان التعاون خطيرا جدا الى درجة دفع الكيان الصهيوني الى وصف التعاون بـ”بدء التغييرات الجذرية و البنية الجديدة في الشرق الاوسط”.
واضاف:كما دفع السعوديين والحكومات العربية الحليفة لها الى تسمية هذه الخطوة بـ”التحدي الكبير لأمريكا والسعودية” و”نقطة تحول غير مسبوقة” و “رسالة صريحة الى الولايات المتحدة الامريكية” و “مزعزع للتوازن في المنطقة”.
واشار زارعي الى عدة نقاط اساسية حول هذه القضية لافتا الى ان الاتفاق الايراني والروسي حول الاستخدام المحدود للمقاتلات الروسية من قاعدة همدان الجوية لمكافحة الارهابيين الدواعش في ديرالزور والرقة لايعتبر خطوة كبيرة لان الطائرات الحربية الروسية تقصف مواقع الارهابيين قبل هذه الخطوة، ولاينبغي اعتبار استخدام قاعدة همدان خطوة استراتيجية، فلماذا وصف الامريكان والسعوديون هذه الخطوة بالاستراتيجية؟
واضاف: لانريد هنا التقليل من اهمية هذا التعاون ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يجب ان يكون هذا الاتفاق هاما الى هذا الحد بالنسبة الى الجبهة الامريكية ووصفه بـ”مزعزع للتوازن في المنطقة”؟ فماذا يريد الامريكان والسعوديون والاسرائيليون اخبار العالم بحيث لايتطابق مع الشيء الظاهر؟
وتابع: قامت القاذفات الروسية بخمسة طلعات انطلاقا من همدان الى دير الزور الى حد الان وحسب الاخبار المنتشرة قتل قرابة 100 داعشي جراء هذه الهجمات، اذن اتضح الامر حول استخدام قاعدة همدان من اجل محاربة داعش ولم يتعدى ذلك.
ونوه الى ان امريكا والسعودية كانتا الى الامس القريب تقولان دعونا من محاربة النصرة ونتجه الى القضاء على داعش، لذلك يجب على هؤلاء الترحيب بهذا الاتفاق واعتباره خطوة هامة في سبيل القضاء على داعش لكنهم اعتبروا الاتفاق تحديا هاما بين امريكا وروسيا، ونفهم من ذلك ان ليس شعار اعتبار جبهة النصرة وداعش من قبل أمريكا ارهابية لا حقيقة له فحسب بل فرصة لتهديد معارضي امريكا (ايران وروسيا) لذلك لايجب اعتبار الاتفاق الايراني الروسي حول زعزعة الامن المحيط لداعش في شرق سوريا استراتيجيا فحسب بل مزعزعا للمشروع الدموي الامريكي- الداعشي ضد امن المنطقة ووصفه بـ” اعلى من الاستراتيجي” ايضا.
وتابع: ندرك من التصريحات الامريكية والصهيونية والسعودية جيدا القلق العميق لديهم خلال الاسابيع الاخيرة لاسيما بعد فشل الانقلاب العسكري في تركيا وتعكر العلاقات بين انقرة والغرب واتضاح توجه انقرة الى تسوية قضاياها مع الجوار في ظل الزيارات الايرانية والروسية والتركية الى اهم عواصم المنطقة”طهران وموسكو وانقرة”، فيعتبر الاتفاق الروسي الايراني حول استخدام قاعدة همدان الجوية لضرب داعش وسط ترحيب تركي له بوصفها عضوا في الناتو، ضربة استراتيجية لامريكا والسعوديين والصهاينة.
المصدر: جريدة كيهان الايرانية