ثم سار منه فأرسل إليه عبد الله بن جعفر ابنيه وكتب إليه بالرجوع فلم يمتنع ،
وسار مغذا ( 4 ) لا يلوي على شئ حتى نزل ذات عرق ( 5 ) فتبعه منها رجال ، ثم نزل
الحاجر من بطن الرمة ( 6 ) فبعث قيسا إلى مسلم بكتاب يخبر به أهل الكوفة عن
قدومه ، ثم سار فمر بالثعلبية ( 7 ) فزرود ( 8 ) فبلغه خبر مسلم وهاني وقيس ، ثم سار
فمر بزبالة ( 9 ) فأخبر بعبد الله بن يقطر ، فخطب أصحابه وأعلمهم بما كان من أمر
مسلم وهاني وقيس وعبد الله وأذن لهم بالانصراف فتفرق الناس عنه يمينا وشمالا
إلا من كان من أهل بيته وصفوته .
ثم سار فمر ببطن العقبة فنزل شراف وبات بها ،
فلما أصبح سار فطلعت خيل عليهم فلجأ إلى ذي حسم فإذا هو الحر بن يزيد في
ألف فارس يمانعه عن المسير بأمره وقد بعثه الحصين بن تميم التميمي وكان على
مسلحة الطف التي نظمها ابن زياد من البصرة إلى القادسية ، فصلى بهم الحسين
الظهر ، ثم خطبهم فقال : ” أيها الناس إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت علي
رسلكم أن أقدم إلينا فإنه ليس علينا إمام لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق ،
فإن كنتم على ذلك فأعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم ، وإن لم تفعلوا
وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم ” ( 1 )
فسكتوا عنه .