الشهيد فايۣز خضير نجٝم العۣذٚاٛرئٛ يا أباعلي لم تمت وإنما ماتت الكلمات التي ترثيك فأنت كالزمن معنا… أباعلي يامصداقا للصمت ومفهوم الإنسان وينبوع الإخلاص والأخلاق النبيلة… مَنْ قال إن الصلاة يمكن لها أن تموت ودعاؤك الليلي يمكن أن ينقطع…
لم تستشهد الصلاة ولن تنهدم حضارة الشهداء ولم تنته الحياة، فالحياة حياة الشهداء والناس هم الأموات… أباعلي نحن نعيش عيشة الأحياء المحتضرين، لاندري ما هي العاقبة ولانعلم ما هو المصير…
إلا إننا نعلم إن الحياة الحقيقية هي السبيل الذي اتخذته والهدف الذي رسمته… أباعلي أفٍ لهذا الدهر حيث وصلت بنا الحالة بأن نكتب عنك ونتحدث، لأنك غادرت وتركت خلفك مشلول اليد والعين والساق، ليس لديه سوى أن يعيش ذكراك ويعيد الماضي، لكي يتلذذ بما كان بيننا… أباعلي لم تمت فأنت في جسد البقاء بقاء( ).
ولد في مدينة البصرة — المعقل عام1952م، في أسرة متدينة متمسكة بتعاليم أهل البيت عليهمالسلام فنشأ على حبهم، وكان حسيني المنهج والسلوك.
مارس العمل في أماڪن متعددة ومهن كثيرة وكان رحمهالله كثير التردد على المسجد حيث كان هو المعلم لأخوته.
هاجر إلى الجمهورية الإسلامية في الشهر الثاني من عام1983م، وفور وصوله التحق بصفوف المجاهدين ليشاركهم في عملياتهم الجهادية في أهوار الجنوب، بعد أن تلقى التدريبات اللازمة ضمن أفراد الدورة الثانية لقوات بدر بتاريخ22/5/1983م. اختير آمرا لفصيل من فصائل فوج الشهيد الصدر.
يقول عنه المجاهد أبوطالب السعيدي( ) وهو ممن عايشه عن قرب (كان مثالا للأخلاق الإسلامية العالية والخصال الحميدة، فقد عرفناه بشدة تواضعه وكرم نفسه وسخائها وصفاء قلبه وحسن نيته وصدق سريرته وإخلاصه وتفانيه في سبيل الله، وهذا نتاج كثرة صلاته وتنسكه وملازمته لكتاب الله العزيز).
ترك طفله الوحيد وعمره ثمانية أشهر والذي كان ينتظره بعد سبع سنوات من الزواج، وكان في نفسه رغبة وشوق لرؤيته والإشراف على تربيته، إلا أنه لم ينسه في وصيته التي طلب منه فيها أن يلتزم بمبادئ الإسلام الحنيف وخصوصا ولاية أمير المؤمنين وزيارة الحسين عليهماالسلام.
كان له حضور فعال في ميادين صراع الحق ضد الباطل، منها اشتراڪه مع إخوته المجاهدين بواجب جهادي على مشارف مدينة البصرة، ومنها مشاركته مع فوج الشهيد الصدر للسيطرة على هور الحويزة،
فاشترك في عمليات القدس التي سيطر فيها المجاهدون على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج، ثم بعد تلك العمليات بثلاثة أشهر شن المجاهدون هجوما صاعقا على ما تبقى من فلول صدام وخاضوا معركة أسموها عمليات عاشوراء في تاريخ23/10/1985م، حيث استطاعوا وبسرعة قياسية من السيطرة على كل بحيرة أم النعاج، وفيها سقط أبوعلي العذاري شهيدا مضرجا بدمه، لينال أمنيته التي انتظرها طويلا ورجعت روحه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.
شيع ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة مشهد المقدسة.
من وصيته رحمهالله (أمي العزيزة إخواني الأعزاء أخواتي العزيزات زوجتي العزيزة أوصيكم بتقوى الله فإن خير الزاد التقوى واعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو وتفاخر بين الناس…وإني أشكر الله سبحانه وتعالى أن وفقني إلى طريق الجهاد في سبيله الذي طالما كنت أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقني إليه وأنال مرضاته سبحانه وتعالى والذي سبقني إليه أخي نجم من قبل…)
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا