الرئيسية / كلامكم نور / جامع السعادات – اتقوا الله وكونوا اخوة بررة متحابين في الله

جامع السعادات – اتقوا الله وكونوا اخوة بررة متحابين في الله

القساوة
وهي ملكة عدم التأثر عن تألم أبناء النوع. ولاريب في كونه ناشئا من غلبة السبعية، واكثر ذمائم الصفات: من الظلم والايذاء، وعدم اغاثة المظلومين، وعدم مواساة الفقراء والمحتاجين وغير ذلك يترتب عليه. وضده الرحمة والرقة، وهو التأثر عن مشاهدة تألم ابناء نوعه، ويترتب عليه من الصفات المرضية اضداد ما ذكر.

وقد ورد به المدح والترغيب في الأخبار الكثيرة، كقول النبي (ص): ” يقول الله تعالى: اطلبوا الفضل من الرحماء من عبادي تعيشوا في اكنافهم، فاني جعلت فيهم رحمتي. ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم، فاني جعلت فيهم سخطى”.

وكقول الصادق (ع): ” اتقوا الله وكونوا اخوة بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين… الخ “. وقوله (ع): ” تواصلوا وتباروا وتراحموا وكونوا اخوة بررة كما امركم الله “.

وقوله (ع): ” يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض، حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل: رحماء بينهم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الانصار على عهد رسول الله (ص) “.

وقد ورد: ان من ترحم على العباد يرحمه الله. الأخبار الواردة في فضيلة مطلق الرحمة وفي فضيلة خصوص كل واحد واحد فيما يندرج تحته: من اعانة المحتاج، واغاثة المظلوم، ومواساة الفقير، والاغتمام بمصائب المؤمنين، وأمثال ذلك، اكثر من ان تحصى.

ثم ان ازالة القساوة واكتساب الرحمة في غاية الاشكال، إذ القساوة صفة راسخة في القلب لا يقدر على تركها بسهولة، فطريق العلاج ان يترك لوازمها وآثارها من الافعال الظاهرة، ويواظب على ما يترتب على الرحمة من الصفات الاختيارية، ويكلف نفسه على ذلك حتى يرتفع على التدريج مبدأ الأولى ويحصل مبدأ الثانية.

[1]  روي هذا الحديث في البحار ـ في الجزء الرابع من المجلد الخامس عشر ص149 باب التواضع ـ عن الاحتجاج والتفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (ع).
[2]  الاعراف، الآية: 46.
[3]  الفرقان، الآية: 63.
[4]  الشعراء، الآية: 215.
[5]  روى هذا الحديث في البحار أيضاًً في الموضع المتقدم عن مصباع الشريعة.
[6]  هذا الحديث من نفس الحديث المتقدم عن الاحتجاج والتفسير المنسوب إلى الإمام.
[7]  في بعض نسخ الكافي في باب الفخر والكبر زيادة كلمة (هو).
[8]  الاعراف، الآية: 12. ص، الآية: 76.
[9]  هذا الحديث رواه في الكافي في باب الانصاف والعدل عن الباقر (ع).

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...