الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 146 الشهيد سلمان عبد الزهرة كاظم معلّه – أبو داوود الرميثي

146 الشهيد سلمان عبد الزهرة كاظم معلّه – أبو داوود الرميثي

من معشر حملوا هم الإسلام ونذروا أنفسهم في سبيل تبليغ تعاليم دينهم وتوعية أبناء مجتمعهم عما يحيط بهم من مخاطر وما تتجاذبهم من أفكار وآراء ولم تمنعهم ضريبة ذلك الطريق من مواصلته حتى النهاية.
ولد في محافظة المثنى، قضاء الرميثة عام 1956م وسط أسرة عريقة مؤمنة ربّته على الإيمان والتضحية فتلك المدينة وعشائرها الغيورة كتبت تاريخها بدماء أبنائها وتضحياتهم في ثورة العشرين واستمرت بالعطاء لإسلامها.
كان سلمان يسمع تلك القصص البطولية ويتفاعل معها ويشعر ان الصراع بين الحق والباطل بدأ منذ ان خلق الله البشرية ويستمر إلى نهايتها، ولا يختص بزمن دون آخر، لهذا شمر عن ساعديه وبدأ بتوعية الشباب أثناء دراسته المتوسطة والإعدادية التي أنهاها في العام الدراسي 1973 — 1974م في مدينة النجف الأشرف حيث انتقلت أسرته الى النجف، منطقة الجديدة الرابعة.
دخل الجيش لأداء الخدمة الإلزامية التي استمرت إلى تاريخ 01/12/1978م ولم تغير منه تلك السنوات أو تحد من نشاطه بل استمر لأداء تكليفه داخل القوات المسلحة فأحبه الجنود والمراتب وحظي باحترامهم وكانت كلماته وتوجيهاته تخرج من القلب لتجد منفذًا لها في تلك القلوب الظمأى إلى تعاليم الدين الحنيف.
قام بنشاطات كثيرة داخل مدينة النجف الأشرف منها توزيع المنشورات وتوعية الشباب لتحصينها من الهجمة التي كانت تستهدف الدين والقيم.
بعد الهجمة المسعورة التي قادتها الزمر البعثية ضد المؤمنين من أبناء العراق والتي شملت جميع شرائح المجتمع، اضطر إلى ترك العراق ودخول الكويت في 01/10/1980م، وبقي يعمل فيها حيث اتصل بالمؤمنين الهاربين من بطش النظام الصدامي إلى ان أتيحت له فرصة الهجرة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد حصوله على جواز عبور من سفارتها هناك وعن طريق البحر وصل بتاريخ 17/02/1984م.
نقل إلى مخيم اللاجئين في مدينة كرج غربي العاصمة طهران وكله شوق وحماس للالتحاق بأخوته المجاهدين فحقق الله له ذلك بتاريخ 4/9/1984م.
سالت دموع الفرح على وجنتيه وهو يدخل أول معسكر جهادي حيث شاهد الشباب من كل مدن العراق يجمعهم حب الجهاد والدفاع عن دينهم ووطنهم.
اشترك بالدورة الثامنة— دورة الشهيد أبي‌وفاء العراقي( )— التي ضمت العديد من المجاهدين القادمين من الكويت على خلفية التفجيرات التي طالتها، وكان يطبق التمارين العسكرية بكل جدية وإخلاص وكله شوق إلى ذلك اليوم الذي يلتحق فيه بميادين الصراع بين الحق والباطل.
انتهت الدورة وقد اجتازها بكل جدارة ونُسّب إلى الفوج الثالث فشارك مع أخوته المجاهدين في العديد من الدوريات والكمائن في هور الحويزة.
يقول الحاج غانم المياحي( ) « يمتاز أبوداوود بالهدوء والسكينة وطاعة المسؤولين فلم أسمع منه اعتراضًا على أمر صادر له، كان يطالب ويصر على الذهاب في أي عملية جهادية أو دورية قتالية كانت تنفذ في منطقة الأهوار….
اشترك في عمليات تحرير مخفر الترابة داخل هور الحويزة واستقر مع سريّة من فوجه في منطقة البنيات( )، ثم في مالة عويد( ) ومناطق أخرى.
اشترك في عمليات القدس والتي سيطر فيها المجاهدون على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج وذلك بتاريخ 23/7/1985م.
بتاريخ 23/10/1985م، شن المجاهدون هجومًا صاعقًا على كل مواقع العدو ومن عدة محاور، سيطروا فيها على النصف الآخر للبحيرة وعلى كافة الممرات المائية والمناطق المحيطة بها، فزجّ العدو البعثي بقواته لاستعادة ما فقد من مواقعه على محوري البحيرة الشرقي والغربي، فتصدى لهم المجاهدون ودمروا القوات المهاجمة وهكذا كرر العدو محاولاته ولكنه في كل مرة كان يتكبد خسائر كبيرة وخصوصًا على مناطق الولد والمچري — مواقع الفوج الثالث.
قام مع مجموعة من المجاهدين بدورية قتالية فاشتبكوا مع العدو الذي انهزم باتجاه منطقة أبي‌خصاف شمال بحيرة أم النعاج، ولكن المجاهدين استمروا بتعقيبهم فأصيب أبوداوود برصاصة من يد أثيمة في رأسه الشريف وذلك صباح يوم 13/04/1986م فسقط شهيدًا وعرجت روحه إلى أعلى عليين لمرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
شيع في مدينة مشهد ودفن في مقبرة الشهداء( ).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا

146 146-1

أطراف هور الحويزة — منطقة الجرّاية

 

https://t.me/wilayahinfo

0

شاهد أيضاً

مفاجآت القرن الـ 21: ملحمة فلسطين وأسطورة إيران

ناصر قنديل يبدو القتال الأميركي الإسرائيلي والغربي عموماً لإنكار صعود العملاق الإيراني وإبهار الملحمة الفلسطينيّة ...