نشر موقع (تسارغراد) الروسي أن الرؤساء لا يسمحون لأنفسهم بالتلفظ بكلمات عشوائية في المفاوضات والمؤتمرات، لأن هذا هو أحد شروط المهنة.
و جاء في المقال أن الرئيس التركي أردوغان، في كلمته للصحفيين عقب محادثات في سوتشي، أطلق على الحزام الأمني الذي اقترحه فلاديمير بوتين تسمية “المناطق الخضراء”.
روسيا اقترحت إنشاء في سوريا أربع مناطق وقف للتصعيد —ولكن أردوغان يصر أن تكون هذه المناطق من ضمن الآمنة- في محافظة إدلب، في شرق الغوطة، في شمال حمص وحول درعا في الجنوب. الحدود الدقيقة للمناطق لا تزال بحاجة إلى مناقشة الخبراء. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن يكون الخبراء من الأطراف غير المتصارعة في سوريا، بل من البلدان الضامنة. وهي روسيا وإيران وتركيا.
وأشار كاتب المقال إلى الحقيقة أن مفهوم “المناطق الخضراء” في ممارسة حفظ السلام الدولية ليس لديها سوى دلالة واحدة — “الخط الأخضر” فصل بين الجانبين في قبرص. فما هو؟ هذا خط ترسيم الحدود بين اليونانيين والأتراك في قبرص. التقسيم حدث في ظل ظروف مأساوية للغاية.
بلغت الاشتباكات بين اليونانيين والأتراك ذروتها في عام 1964 الأمر الذي أدى إلى إدخال القوات الأممية إلى القبرص — قوات حفظ السلام في قبرص. في عام 1974، حاولت الحكومة القبرصية بمساعدة اليونان إعادة وحدة الجزيرة بالقوة. ولكن تركيا من جانبها أدخلت قواتها إلى شمال قبرص. وابتداءا من هذه اللحظة، ظهرت “المنطقة الخضراء” أي منطقة نزع السلاح بين الجانب التركي واليوناني وتم إطلاق عليها “منطقة خضراء” بسبب تعيين المنطقة باللون الأخضر على الخارطة.
وتقوم القوات الأممية بالسيطرة عليها ويبلغ طولها 180 كم وعرضها 3.3 مترا حتى 7.4 كم. ومن ثم تم إعلان من الجانب التركي جمهورية شمال قبرص التي لم تعترف بها أي دولة عدا تركيا. وتم فصل هذه الجمهورية بالأسلاك الشائكة والحقول الملغومة.
وخلص المقال بأن هذا الخطاء في الكلام للرئيس التركي ليس صدفة، آخذا بيعن الاعتبار أن سوريا دولة مجاورة لتركيا. ويرى الكاتب أنه يوجد خيار تالي لأردوغان: إدخال مصطلح “المنطقة الخضراء”، جعل هذه المنطقة غير مسيطرعليها وتوفير الوجود العسكري التركي فيها. ومن ثم — إعلان جمهورية “إدلب” (أو شمال سوريا) وإدخال القوات على الحدود بين إدلب وسوريا.