عد مراقبون, الاثنين,اتساع رقعة نفوذ عصابات داعش الارهابية وتمدده الى الاردن ولبنان والكويت ومصر وليبيا والسعودية والعراق بمثابة جرس انذار للمنطقة ويعد مؤشرا خطير على ان هذه العصابات مدعومة دوليا وليس كما يزعم انه حركة جهادية اصولية.
وبدأت الدول التي كانت تدعم هذا التنظيم بالشعور بالخطر عقب تهديداته لها.فقد اعرب الاردن وهو مركز انطلاق الجهاديين عن قلقه من التظاهرات المؤيدة للتنظيم في مدينة “معان” اليوم.
ويؤكد المراقبون ان نار عصابات داعش الارهابية ستحرق منطقة الشرق الاوسط برمته في حال عدم تدارك خطرها”,وحثو على”دعم ومساندة القوات الامنية العراقية التي ستكون السد المنيع دون انتشار وتمدد هذا التنظيم الظلامي”.
وقد نشر التنظيم، عبر مواقعه الإعلامية مؤخرا خارطة الدولة الإسلامية، لارهاب دول المنطقة وهي المرة الأولى التي تظهر فيها معالمها بعد اشهر طويلة من إعلام متطرف رفع شعار “باقية.. باقية”.
وقبل ظهور الخارطة، قام مسلحو داعش بتعليق لافتات تعطي طابعاً محدداً لـ”الإدارة المدنية” في محافظة نينوى، حيث انتشرت صورة لأحد جسور مدينة الموصل، علق عليها عبارة “ولاية نينوى ترحب بكم”.
وبحسب الرسم التوضيحي للخارطة، فإن الدولة الاسلامية المفترضة لا تضم إيران وتركيا والسعودية ومصر. لكن الدول التي وضعت في الخارطة، تضم “ولايات” سوريا، العراق، الكويت، لبنان، فلسطين، والأردن.
وبحسب خبراء في الجماعات المسلحة، فإن معدل انتشار مسلحي عصابات داعش الارهابية في كل محافظة، سواء في العراق أو سوريا، ما بين 800 إلى 1000 مسلح.
وكانت محافظة نينوى تضم نحو 1000 مقاتل من عصابات داعش الارهابية، لكن العملية التي شنها التنظيم في 9 حزيران/ يونيو 2014، بحسب الخبير العراقي هشام الهاشمي، شهدت إرسال “أبو بكر البغدادي” الى “ولاية نينوى” تعزيزات عسكرية عبر الحدود السورية العراقية، من منطقة “العكيدات”، تضم نحو 800 مسلح عربي وأجنبي، من جنسيات مختلفة، أغلبهم من شمال أفريقيا ومصر والخليج.
وبحسب مظاهر تمدد عصابات داعش الارهابية، فإن من الواضح أن التنظيم يركز قواه في سوريا، ومنها يوزع مقاتليه إلى دول الجوار، ومنها العراق.
ويقوم التنظيم باستقطاب مقاتلين أجانب، بعضهم مسلمون من أوروبا، لتغطية حاجة العمليات إلى المقاتلين، كما أن التنظيم يسعى إلى الحصول على دعم بشري إضافي من الشبان الذين يعلنون ولاءهم للبغدادي، في المناطق التي يحتلها التنظيم.
وفي حال استمرار تدفق الدعم البشري للتنظيم، فإن ما قاله أبو محمد العدناني، الناطق باسم “الدولة الاسلامية” بشأن الزحف إلى بغداد لـ”تصفية الحساب”، يجعل القوس “الداعشي” يواصل تقدمه على جغرافية أكثر سعة وطولاً.
ويقول وفيق السامرائي، الخبير العسكري المتقاعد، “من الواضح أن هدف داعش هو بغداد (…) لكنه أمر مستحيل مع استعادة القوات العراقية معنوياتها الأسبوع الماضي”.
لذلك، فان نطاق حركة التنظيم يجري قطعه عند سامراء، على الرغم من استمكان مدينة تكريت، التي يحاول المسلحون جعلها نقطة ارتكاز لهم في العراق، بعد مدينة الموصل.
أما في سوريا، فان مدن عدة سقطت بيد داعش، خاصة في الرقة وريف دير الزور وبعض أحياء مدينة حلب مثل بستان القصير، وريف حلب الشمالي والغربي، وريف اللاذقية الشمالي، وبعض قرى درعا وريف دمشق.
كما يتواجد مسلحو التنظيم في ريف إدلب، بمدن سرمدا والدانا وحزانو وغيرها.
وأخيراً، أعلن التنظيم مدينة الدانا إمارة إسلامية وبدأ بتطبيق الشريعة فيها، لتتوسع الى باب الهوى والسلامة على الحدود السورية التركية.
ورغم أن خط تمدد “داعش” قريب من المناطق الحدودية مع تركيا، لكن من الصعب توقع اتجاهات تحركاته، الذي يبقى خاضعا لخطط البغدادي.
في ظل هذه الخريطة، فإنه من البديهي أن تسعى الدول الواقعة على الرسم الافتراضي للتنظيم، إلى ترتيب اتفاقات أمنية لمكافحة الإرهاب.لكن في الحقيقة، ثمة عوائق سياسية تحول دون تحقيق مثل هذا التنسيق الأمني.
عملياً، هناك تنسيق عراقي إيراني سوري، بشأن ضرورة صد هجماتعصابات داعش الارهابية، لكن التعرض للمنشآت النفطية العراقية، قد يدخل لاعبين آخرين في المنطقة، ولو بتأثير غربي.
في ما عدا ذلك، فإن الخطر في التنسيق الإقليمي على المستوى التنظيمي، سيقتصر على حلف عقائدي في مناطق “قوس داعش”.