الرئيسية / أخبار وتقارير / التطبيع مع الكيان الصهيوني خنجر في ظهر الفلسطينيين

التطبيع مع الكيان الصهيوني خنجر في ظهر الفلسطينيين

قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران “خالد قدومي”، ان التطبيع مع الكيان الصهيوني خنجر في ظهر شعبنا الفلسطيني، مؤكد ضرورة الاستمرار في ايجاد الارادة المقاومة لكسر العنجهية الصهيونية حتى لا تبقى دائما و تمر دون حساب.

وحول تاريخ نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران “خالد قدومي” في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء، “ان هذا المظهر الذي يتحدث عن تاريخ نقل السفارة، هو بالحقيقة مظهر للجرم الاساسي، وهو محاولة تصفية القضية الفلسطينية”.

وأضاف، “ان هذه المحاولات لم تتوقف منذ احتلال الكيان الصهيوني الارض الفلسطينية المباركة وبمساعدة امريكية وبانحياز أمريكي فاضح، واليوم ان الادارة الامريكية تصر على أن تتخذ مكان العدو من الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي اراد أن يعيش دائماً بحرية وسلام وبأمن كغيره من شعوب العالم، وشعوب المنطقة، ومن حقه أن يعيش بسلام، ولكن للأسف الشديد ان الإدارة الأمريكية تصرّ دائماً على الانحياز الى جانب الكيان الصهيوني”.

هناك أدوات إقليمية تتعاون مع خطة نقل السفارة

وتابع، “من يظن أن نقل السفارة هو ابتكار للرئيس ترامب، فإن هذا تفكير ساذج، بالتأكيد أن شخصية ترامب تختلف بطبائعها وتختلف بخططها وبدوافعها بتصفية القضية الفلسطينية ولكن هناك سعي حفيف لدى الادارات المتعاقبة، واليوم المصيبة الكبرى أن هناك أدوات إقليمية للأسف الشديد تتعاون مع هذه الخطة، وتتعاون مع هذا المشروع لتصفية القضية الفلسطينية، ولعل هذا مشروع التطبيع الذي نراه مع الكيان الصهيوني، دليل قوي على ذلك”.

ونوه خالد القدومي الى ان  اختيار تاريخ النكبة هو امعان في العداء للشعب الفلسطيني، و في الانحياز لطرف الكيان الصهيوني، وهو تحدي صارخ في استثارة مشاعر الشعب الفلسطيني الذي ينظر إلى هذا اليوم على أنه يوم النكبة.

وحول ردة فعل المقاومة، قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران، “نحن في المقاومة ما زلنا على أرضنا، قابضين على الجمر، متمسكين بحقوقنا، وشعبنا الفلسطيني بذاته متمسك بكل قوة، فعملية الدهس التي حصلت في عكا أدت إلى إصابة أربعة جنود، كانت دليل جديد على أن شعبنا الفلسطيني ممتثل للحالة القرآنية تحت عنوان (ما استطعتم من قوة)، أي بما لديهم من امكانات، فهذه القدس، والقدس ليست مسألة بسيطة، هي خط أحمر، القدس تمسّ كل مشاعر المنطقة العربية والاسلامية وحتى المسيحية، والادارة الأمريكية وضعت يدها على قضية تعتبر قضية خط احمر، وثابت من ثوابت القضية الفلسطينية، كما أن المقاومة ستبقى مستمرة وستصعّد من مواجهتها للكيان الصهيوني”.

وعن تحويل هذا الهجوم الأمريكي لصالح المسلمين، قال القدومي،” هذا تحدي كبير، فبدلاً من ان نواجه هذه الجريمة، بمحاولات ايقافها ومحاولة عزل هذا القرار، كما حدث في مجلس الأمن والجمعية العمومية، وبدلاً من ان نطبق حالة  العزل للقرار، ونواجه هذا القرار الأمريكي، نجد ان هناك حالة من التطبيع غير مسبوقة، وحرص البعض في المنطقة على ارضاء الكيان الصهيوني المجرم.”

وأضاف، “اذا اردنا أن نحول هذا التهديد إلى فرصة يمكن أن تزيد من شعبية قضيتنا، هو أن نثبت للعالم، وخاصة أن نثبت لأصدقاء أمريكا في المنطقة أن أمريكا لم تأتي إلينا بخير، هذه هي أمريكا التي دائماً تعد الناس بأنها تأتي بالخير لهم، ماذا حصلوا من تقربهم لها؟!”.

وتابع، “حصلنا على ضياع الحق الفلسطيني، وحتى القوانين الدولية التي اتخذت تجاه ضد الكيان الصهيوني، ماذا حصل القانون الدولي منها ، دائماً أمريكا جاهزة وترفع يدها بحق الفيتو ، استخدمت امريكا 42 مرة حق النقض الدولي الفيتو والجمعية العمومية ايضاً ضد الشعب الفلسطيني وتعمل لصالح الكيان الصهيوني”.

الموقف العربي الرسمي لا يتماشى مع حجم الهجمة الامريكية على قضية القدس

ولفت ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران الى ان الموقف العربي الرسمي لا يتماشى مع حجم الهجمة الامريكية على أهم قضية من قضايا العالم، وهي قضية القدس، إذا رأينا كيف كانت ردة فعل الشعوب فنجد أن هناك فجوة حقيقية ما بين استجابة الشعوب، واستجابة الوسط الرسمي.

وأضاف، “ما كنت أتوقعه على الاقل أن يتم مساءلة السفراء الأمريكيين في منطقتنا، عن هذه الخطوة التي لا تؤدي إلا لمزيد من التوتر، فإذا كان هناك 11 سفيرا أمريكيا في الكيان الصهيوني يقولون أن هذا القرار ضد المصالح الأمريكية، وأن هذا القرار يؤدي إلى مزيد من التوتر، فكان من الأجدر أن حكوماتنا في المنطقة العربية والاسلامية أن تستدعي هؤلاء السفراء لتعبر عن سخطها”.

وتابع، “لا يجب علينا أن نلجأ إلى الدبلوماسية في كل مرة يتم اتخاذ القرار الامريكي بطريقة غير دبلوماسية، فإن القرار الأمريكي قرار بلطجي، قرار خارج عن اطار الشرعية الدولية، قرار خارج الدبلوماسية الدولية”.

 واردف قائلا، يجب علينا أن نتخذ قراراً مقابل ذلك، وأن نستدعي سفرائنا من أمريكا على اقل تقدير، وأن نهدد بقطع العلاقات مع امريكا، وهناك اسوء من ذلك فنجد أن البعض بدلا عن أن يقطع العلاقة، يزيد ويعزز من علاقاته مع الكيان الصهيوني وأمريكا، وهذا بالنسبة لنا في حركة حماس أمر مرفوض، ولا يمكن السكوت عنه، لان التطبيع جريمة وخنجر في ظهر شعبنا الفلسطيني.

المصالحة الوطنية الفلسطينية

وحول تشكيل حكومة الوحدة، قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران،” ان المصالحة اليوم تمر في طور خطير جداً ، هذه الخطورة تتشكل بسبب تشكيل بيئة دولية مختلفة تتحدث عن تصفية القضية الفلسطينية، والخطورة في ذلك بأن الادارة الامريكية اليوم تحاول تصفية القضية الفلسطينية بعيداً عن القرار العربي الاسلامي، ان أمريكا تريد أن تدير هذا الموضوع مباشرة وببرنامج خفي ومبهم التفاصيل، وعنوان هذا البرنامج تضييع القضية الفلسطينية”.

و رأى القدومي “أن الوحيد الذي يمكن أن يوقف هذا التدهور في القضية الفلسطينية وفي مضيعة الحق الفلسطيني، هو الوحدة الفلسطينية والجانب الفلسطيني نفسه، نحن كفلسطينيين مسؤولين أمام الله وأمام شعبنا، بأن نقف أمام هذه الهجمة لتصفية القضية الفلسطينية، نحن اليوم مع الأخوة في مصر قطعنا شوطاً طيباً، الاخوة في القيادة المصرية قاموا برعاية هذا الجزء المهم من المصالحة، وأدت إلى بعض التنفيس على الاوضاع داخل قطاع غزة”.

وتابع، تواصلنا مع الرئيس محمود عباس وأوصلنا له رسائل تدعمه في موقفه في رفض هذه الصفقة المجرمة بحق شعبنا الفلسطيني ولكن في نفس الوقت، نحن لسنا راضين عن تقدم ملف المصالحة، لأن لدينا مشوار طويل وفي غزة لدينا معاناة حقيقية، و في القدس والضفة الغربية ايضاً، من المهم أن يكون التصرف على مستوى هذه المسؤولية.

موانع المصالحة

وأشار  ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران الى ان “ليس هناك موانع بقدر ما هو هناك من رواسب صغيرة حصلت منذ الانقسام إلى اليوم، حيث نحتاج إلى وقت لبناء الثقة وإصلاح الامور فيما بيننا، لا اريد أن اقوم بدور المناكفات السياسية، ونحن اليوم لسنا بوارد هذه الامور، وهذا من الخطأ أن يلقي حزباً بمسؤولية هذه المصالحة على الطرف الآخر، نحن (حماس وفتح) مسؤولون بشكل مباشر عن تأخر أي خطوة في المصالحة”.

 وأضاف، بـ”النسبة لنا في حركة حماس قمنا بكل ما هو مطلوب لدينا، واستضفنا الفريق الأمني المصري قبل أيام، وهو لا يزال موجود في غزة لمتابعة تنفيذ خطوات المصالحة وما تم الاتفاق عليه، وقمنا بحل اللجنة الادارية وبتسليم الوزارات والجباية مؤخراً”.

وتابع، “مع الاسف الشديد مازال الطرف الآخر مصرّ على العقوبات التي فرضها على غزة، وعلى قطع الكهرباء، ورفض تسليم موظفين فتح في غزة رواتبهم، فهذه الامور بالنسبة إلينا غير مفهومة، ولكن نأمل من خلال وجود الأخوة في مصر المساعدة على تقارب وجهات النظر بشكل أكبر، اذ  لمسنا منهم جديّة أكثر من كل مرة، ومحاولة للضغط على الجانبين، وتسهيل الأمور في كلا الطرفين لجعل المصالحة شيء ممكن تحقيقه، لان الوضع في قطاع غزة سيء للغاية، ولم يعد يحتمل، ونحن لا نرى أي شيء يقف أمام هذه المصالحة، سوى القرار السياسي”.

لا يجب أن يخلط ما بين سلاح المقاومة وما بين المسائل الأمنية المتعلقة بوزارة الداخلية في غزة

ونوه ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران الى ان “لا يجب أن يخلط ما بين سلاح المقاومة وما بين المسائل الأمنية المتعلقة بوزارة الداخلية، فالأمور الشرطية متعلقة بوزارة الداخلية وهذه تم تسليمها، والطرف الآخر يرفض التعامل مع دفع رواتب هؤلاء الموظفين، لكن في نفس الوقت نؤكد بأننا في جاهزية عالية وايجابية عالية للتفاهم على كل هذه الأمور بأجندة مفتوحة دون قيد أو شرط، لأن القضية متعلقة بملف تحقيق المصالحة، ونحن هدفنا تحقيق الامن بكل واقعية وبعيداً عن المحاصصة”.

وأضاف، “سنقوم بتسهيل وتذليل كل هذه العقبات، ولكن في الخطوة الأولى تعالوا واستلموا هذه الأمور، فمن غير المعقول أن نبقى جالسين وننظر من رام الله، والاكتفاء بقول الطرف في غزة لا يسلمونا ولا يمكنونا، ماذا يعني التمكين؟!؛ هذا المصطلح الغريب المستخدم”.

وتابع، “كل ما علينا هو تسليم الوزارة لوزيرها، والكوادر والموظفين يتم النظر فيهم وهذه مسألة عامة يجب حلها، لكن لا يجب أن يخلط ذلك مع ملف المصالحة وملف سلاح المقاومة، لأن سلاح المقاومة ليس على الطاولة، ولعل هذا الفهم أصبح واضحاً لدى الاخوة في رام الله”.

التهديد الاسرائيلي ليس بجديد

ولفت القدومي الى ان التهديد الاسرائيلي ليس بجديد، قائلا،  “أنا لا اريد أن اقلل من حجم التهديدات الاسرائيلية، للشعب الفلسطيني، وحديثه المتواصل حول الحرب، فالكيان الصهيوني يمكن أن يطلق الحرب في أي وقت، وفي نفس الوقت نريد أن ندرس الامور بطريقة علمية، فالمقولة الشعبية تقول: (الذي يريد أن يضرب لا يهدد)، ولكن بالعقل وبالمنطق ان وضع الكيان الصهيوني الداخلي لا يسمح بحروب جديدة”.

واكد ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران ان “هناك تهديد لرئيس الوزراء الاسرائيلي وهو الان موجود في نيويورك ليبحث هذه الأمور مع الرئيس ترامب، ولعله يعود بشيء حول صفقة القرن، أو شيء حول الحرب على غزة، أو حول شيء أخر كحرب أخرى في المنطقة، لأن من السهولة لكل مستعمر مجرم ان يصدر مشاكله الداخلية كما يفعل ترامب، فالرئيس ترامب اليوم لديه مشاكل تهدد شرعيته الداخلية، فجاء بمشاريع حول الحدود ليوحد الصف الداخلي، فيمكن أن يقوم الكيان الصهيوني بمثل هذه الأمور، خاصة أن باب السجن تم فتحه لنتنياهو في قضايا الفساد الموجودة ضده في محاكم دولته الصهيونية”.

اعدادنا وعتادنا وقوتنا في تجديد مستمر

وأضاف، “نحن في المقاومة نأخذ الأمور على محمل الجد واعدادنا وعتادنا وقوتنا في تجديد مستمر، ونحن بفضل الله سبحانه وتعالى وعونه سنقابل أي تهديد، ولعل هناك بعض الامور التي شاهدها المتابع للقضية الفلسطينية وشاهدها الجنرالات الصهاينة في اداء المقاومة خلال الفترة الماضية، من خلال المناورات التي قامت بها في البحر وفي البر، وخاصةً عندما هربت الطائرات الصهيونية أمام المضادات الارضية في غزة، وايضاً عندما سقطت الطائرة الاسرائيلية في الشمال بواسطة مضادات الطيران السورية، هذه الامور اجتمعت لتشكل جوا لتحدي جديد للمقاومة، يجعل من المقاومة مصرّة أكثر من أي وقت مضى على تمسكها بحقها وعلى أن تبقى دائما متجددة ودائماً مستعدة إلى أي حماقات صهيونية”.

ورأى القدومي “ان اسقاط الطائرة الاسرائيلية من المضادات السورية كانت خطوة نحو كسر عنجهية الصهاينة، واعادة لترسيم قوانين الاشتباك في الميدان، “اسرائيل” لا حق لها ان تعبث ودون محاسبة، نحن في مسير كسر التفوق الاستراتيجي لإسرائيل، يجب علينا أن نستمر دائماً في ايجاد الارادة المقاومة لكسر هذه العنجهية الصهيونية ،حتى لا تبقى دائما و تمر دون حساب”.

الجمهورية الاسلامية ليست في موقف المساعدة بقدر ما هي بموقف الشريك في مواجهة العدو

وحول رسالة اسماعيل هنية الى قائد الثورة الاسلامية، قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران، “ان التفاعل الايراني مع الرسالة هو المطلوب، والتفاعل الايجابي في الاعلام المحلي الايراني مع رسالة الاخ المجاهد إلى سماحة القائد ينم على استعداد الجمهورية الاسلامية الدائم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، هذه الرسالة كانت في سياق ارسال رسائل لزعماء ومسؤولين العالم العربي والاسلامي للدول الصديقة”.

وأضاف، “و عندما تكون الرسالة إلى ايران يكون لها طابع خاص ونكهة مختلفة، بنكهة المقاومة ونكهة الجهاد، وبفضل الله سبحانه وتعالى نحن نتلقى كل المشاركة خاصة اذا ما اتفقنا اليوم، على أن الجمهورية الاسلامية ليست في موقف المساعدة، بقدر ما هي بموقف الشريك، لأن اليوم نحن معاً نواجه عدواً مشتركاً، هذا العدو المشترك يحاول أن يضرب المصالح الايرانية و أن يضرب الامن الايراني والامن الفلسطيني بشكل مشترك، فنحن الان نواجه عدو مشترك فيما بيننا، هذا السياق التي جاءت به هذه الرسالة”.

وحول مواجهة المقاومة لنقل السفارة، قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في ايران، “يمكن أن يكون تحرك المقاومة في ثلاث مجالات رئيسية، المجال الاول “المجال المقاوم”، وهو اعداد العدة الدائمة لمواجهة الكيان الصهيوني، الذي يعتبر بالسنبة لنا هو رأس الحربة المتقدم للأطماع الغربية والاستعمار الغربي، على رأسه أمريكا في محاولة كسر آمال وطموحات الأمة بشكل شخصية قضية القدس ورمزيتها”.

وأضاف، “الاطار الثاني يكون الاطار الفلسطيني، نحن كفلسطينيين يجب علينا أن نكون موحدين وهذا الرد الثاني، و الثالث التحركات الدبلوماسية المستمرة، في العالم العربي وفي العالم الاسلامي، و مع الدول الصديقة في المؤسسات الدولية لعزل هذا القرار وقد نجحت كثير من الدول التي هي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني كما رأينا في مجلس الامن وفي الجمعية العمومية، يجب أن نواصل في هذا الامر ويجب أن نحث اخواننا في السلطة الفلسطينية والافراد على تقديم القضايا في المحاكم الدولية ضد الجرائم الصهيونية”.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...