واجب وطني وانساني
عدد كبير من اهالي منطقتي الشعب وحي اور اوضحوا لمندوبة “الصباح” بتول الحسني، انهم بادروا حال سماعهم بوصول عائلات نازحة من المحافظات الساخنة الى استقبالهم وتوفير جميع متطلبات معيشتهم دون ايعاز من اي جهة رسمية، بل دفعهم واجبهم الوطني والانساني وانتماؤهم للعراق بلد التآخي والحضارات.
المواطن حسن عليوي (احد سكنة منطقة حي اور) اكد لـ”الصباح” ان اكثر من 100 اسرة نازحة من مدينة تلعفر متواجدة حاليا في منطقة حي اور.وشدد على تسابق الاهالي في مشاطرتهم ما يملكون من المسكن والمأكل والملبس، بما يخفف عنهم ما تعرضوا له من معاناة مريرة على يد ارهابيي “داعش” عقب نهب وسلب ممتلكاتهم ومنازلهم، مشيرا الى ان النازحين يعانون ظروفا انسانية ونفسية صعبة جراء كل مامروا به من ظروف قاسية.اما المواطن موسى عمران (من منطقة الشعب)، فبين ان الاهالي بادروا باشراك النازحين بموائد فطورهم اليومية خلال الشهر الفضيل مثبتين انهم ابناء هذا الوطن وان تباعدت محافظاتهم فهم لحمة واحدة ولن تفرقهم تلك المجاميع القادمة من وراء الحدود، كاشفا عن قيام البعض من اصحاب المولدات بتزويدهم بالكهرباء دون مقابل، اسوة بأصحاب الافران والاسواق الغذائية، علاوة على ما اسهم به اهالي المنطقة من ملابس واغطية وافرشة.
الأسر العالقة
في تلك الاثناء، تعمل مفوضية حقوق الانسان بالتنسيق مع حكومة اقليم كردستان لنقل النازحين العالقين في سيطرة (كلك) باتجاه محافظة اربيل.
عضو المفوضية الدكتورة سلامة الخفاجي اوضحت لمندوبة “الصباح” وفاء عامر، ان المفوضية تابعت بقلق ما تتعرض له تلك العائلات من نقص بالماء والغذاء مع ارتفاع حرارة الجو وعدم وجود مأوى لهم.وكشفت عن وفاة بعض الاطفال جراء ذلك ودفنهم قرب الساتر الترابي ألى جانب وفاة سيدة اثناء الولادة.
وبينت ان تلك العائلات نزحت من تلعفر الى سنجار والقرى المجاورة لها وبسبب صعوبة الوضع الامني للنازحين في سنجار فانهم يرغبون بالعبور من خلال الاقليم الى محافظات الوسط والجنوب كون النازحين هنالك لا يواجهون صعوبة في استقبالهم، موضحة ان المفوضية تسعى الى ايجاد طرق لاجلائهم بتوفير حافلات لنقلهم من مطار اربيل الى مطاري بغداد والنجف، فيما لايزال اصحاب السيارات عالقين في السيطرة، مؤكدة عمل المفوضية مع حكومة الاقليم لتسهيل دخولهم ونقلهم بالطائرات الى المحافظات الاخرى.
احصاء النازحين
مجلس محافظة بغداد وجه من جانبه المجالس البلدية والمحلية كافة باحصاء اعداد النازحين ضمن مناطقهم، بحسب عضو لجنة منظمات المجتمع المدني فيه جسومة رحيم.واوضحت لــ”الصباح” ان عددا كبيرا من النازحين وصلوا من الانبار والموصل وديالى وصلاح الدين الى بغداد جراء الاعمال الاجرامية التي تمارسها عصابات داعش بحق الابرياء، منوهة بان اللجنة عممت كتابا الى جميع المجالس البلدية والمحلية لاحصاء اعدادهم واماكن تواجدهم بهدف اغاثتهم بالمستلزمات الضرورية.واكدت ان عدد النازحين من قضاء ابو غريب الى قاطع الرشيد وصل الى ثلاثة الاف اسرة، فيما استقبلت منطقة الحسينية 185 اسرة نازحة من الموصل وتلعفر، فضلا عن نزوح 149 اخرى موزعين من هذه المحافظات الى قاطع 9 نيسان، علاوة على نزوح 90 اسرة الى منطقة النهروان والذين تم ايواؤهم في مجمع الاحسان السكني الذي انجزته المحافظة مؤخرا وخصصته للفقراء والمتعففين، بيد انها ارتأت ايواء النازحين فيه كونه مجمعا متكامل الخدمات.رحيم افصحت عن ان العائلات التي تم ايواؤها في الجوامع والحسينيات، يؤمن لها وجبات افطارهم وسحورهم اهالي مناطق بغداد، فضلا عن قيام المجالس البلدية باستئجار دور للبعض منهم، مشيرة الى التنسيق مع المحافظة لاقامة اكبر مخيم سكني متكامل يضم مئات الخيم المجهزة بالافرشة والاغطية، فضلا عن مولدة كبيرة سعة 250 كي في.
800 اسرة
من جانبه، اوضح مدير فرع الهجرة والمهجرين في جانب الرصافة صفاء حمزة في تصريح لمندوبة “الصباح” اسراء السامرائي، ان الفرع استقبل منذ بدء تدهور الاحداث الامنية في محافظات الانبار ونينوى صلاح الدين نحو 800 اسرة تم تسجيلهم في الفرع، والذين توزعوا بواقع 722 من الانبار، و12 من الموصل وصلاح الدين، اضافة الى 22 اسرة من ديالى.
واشار الى ان الفرع يعمل على منح الاسر المقيمة في جانب الرصافة مبالغ مالية ومساعدات غذائية وعينية، مبينا ان اعداد النازحين يتم تحديثها يوميا وهي في تزايد مستمرة مقارنة بالاشهر الماضية.
ايواء مؤقت
من جهتها، قالت رئيس منظمة المرأة العراقية النموذجية عذراء الحسيني لـمندوبة “الصباح” جنان الاسدي: انه ونتيجة لكثرة اعداد الاسر النازحة، فقد قامت المنظمات الانسانية وبالتنسيق مع مجالس محافظات وسط وجنوب البلاد بايوائها في المدارس لاسيما بعد انتهاء الامتحانات ولفترة مؤقتة، لاسيما ان الخيم التي تأويهم لاتصلح في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود اية وسائل للتبريد.وبينت ان المنظمات خاطبت نظيرتها العالمية وبرنامج الامم المتحدة بتقارير موثقة تبين الوضع الانساني المزري الذي تعيشه الاسر النازحة، مفصحة عن وجود 25 منظمة مجتمع مدني منتشرة في عموم البلاد تقوم باداء دورها وبالتنسيق مع الجهات الحكومية، داعية وسائل الاعلام الى تسليط الاضواء على معاناة تلك الاسر التي تضم الاطفال وكبار السن والنساء المعيلات وعرضها على الرأي العام ليشاطروهم مأساتهم بتوفير الدواء والغذاء والمساعادت العينية والغذائية.