الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / المرأة علم وعمل وجهاد

المرأة علم وعمل وجهاد

الفصل الثاني‏

 

 العمل‏

 

– هل العمل حق محصور بالرجل؟

– هل ينافي عمل المرأة دورها في الأسرة؟

– ما هي ساحات عمل المرأة؟

– مشكلة الاختلاط

– التخطيط لعمل المرأة

هل العمل حق محصور بالرجل؟

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“إنّنا نعتقد أنّ‏ِ النساء في كلّ‏ِ مجتمعٍ بشري سالمٍ قادرات وعليهنّ‏ِ أن يجدن الفرصة لبذل الجهد والتسابق في مجال التقدّم العلمي والاجتماعي والبناء والإدارة في هذا العالم في حدود سهمهنّ. وفي هذا المجال ليس هناك أيّ‏ُ فرق بين المرأة والرجل”.

 

هل العمل هو مجرد وسيلة لكسب المال ولقمة العيش، أم أنه طريق من طرق خدمة المجتمع وتفعيل الطاقات الكامنة في الإنسان؟

 

إن لم يكن للعمل قيمة سوى تأمين لقمة العيش لنفسه وعائلته، فمن المعروف أن الرجل هو من يتحمل مسؤولية تأمين لقمة عيش العائلة، وبالتالي فهو المكلف بالعمل والمشقة لتأمين ذلك، ومن هذا المنطلق يلاحظ البعض صلة وثيقة بين العمل والرجل حتى يكاد يخصص العمل به ويمنع المرأة من العمل، فهي غير مكلفة بذلك إلا في ظروف استثنائية… ولكن علينا هنا أن نميز بين الواجب وبين الحق، فالحق أمر ثابت للإنسان يستطيع أن يقوم به أو أن يتخلى عنه بينما الواجب هو أمر ثابت عليه ومطالب به وعليه أن يؤديه، صحيح أن العمل من واجبات الرجل لتأمين لقمة عيش العائلة وهو غير واجب على المرأة من هذه الزاوية، ولكن هذا لا يعني سلبها حقها واختيارها في ذلك.

 

هذا كله إذا لم نر في العمل إلا مجرد تأمين لقمة العيش. وأما إن التفتنا إلى أن العمل ضروري لتفعيل الطاقات وخدمة المجتمع قبل أن يكون وسيلة من وسائل تأمين لقمة العيش، فلا فرق في هذا بين

 


الرجل والمرأة، فكلاهما يستطيع أن يخدم المجتمع ضمن الحدود والقدرات التي أولاه الله تعالى اياها.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“إذاً في الساحة الثانية أي ساحة النشاطات الاجتماعية والسياسية والعلمية وباقي النشاطات المتنوعة يحق للمرأة المسلمة كما يحق للرجل المسلم أن تقوم حسب مقتضى الزمان بمل‏ء الفراغ المحسوس وأداء المهام الملقاة على عاتقها”.

 

ويقول أيضاً دام ظله:

“لذلك ليس هناك أي تفاوت بين المرأة والرجل في مجالات الإعداد والاقتصاد والتخطيط والتفكير ووضع الدراسات لشؤون البلد والمدينة والقرية والجماعة والشؤون الشخصية للأسرة. فالكل مسؤول وعلى الكل أن يؤدي المسؤولية”.

 

ويقول أيضاً دام ظله:

“الساحة الثانية هي ساحة النشاطات الاجتماعية التي تشمل النشاط الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بمعناه الخاص والعلمي والدراسة والتدريس والكدح في سبيل اللّه والجهاد وجميع ساحات الحياة الاجتماعية.

في هذه الساحة أيضاً لا يوجد تفاوت بين الرجل والمرأة في مزاولة النشاطات المختلفة في شتى المجالات في نظر الإسلام.

 


فمن يقول إن الرجل يمكنه أن يدرس والمرأة لا يمكنها ذلك، والرجل يمكنه أن يدرّس والمرأة لا يمكنها ذلك، والرجل يمكنه أن يمارس نشاطاً اقتصادياً والمرأة لا يمكنها ذلك، والرجل يمكنه أن يمارس العمل السياسي والمرأة لا يمكنها ذلك؛ فإنه لا يبين المنطق الإسلامي، وكلامه مخالف لكلام الإسلام.

فإن رأي الإسلام هو أن للرجل والمرأة أن يمارسا جميع النشاطات المتعلقة بالمجتمع البشري ونشاطات الحياة، وهما في ذلك سواسية”.

 

وهناك الكثير من الأدلة الشرعية التي تؤكد ذلك، وقد أشار الإمام الخامنئي دام ظله إلى بعض هذه الأدلة في كلماته حيث قال:

“فالساحة مشرّعة أمام الرجال والنساء في المجتمع الإسلامي.

والشاهد على ذلك جميع الاثار الإسلامية الموجودة في هذه المجالات، وجميع التكاليف الإسلامية التي تجعل المرأة والرجل متساويين في مسؤولياتهما الاجتماعية.

فإن الحديث القائل: “من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم” لا يختصّ بالرجال، بل على النساء أيضاً أن يدركن مسؤولياتهنّ‏ِ تجاه أمور المسلمين والمجتمع الإسلامي وأمور العالم الإسلامي وكل ما يجري في العالم، وأن يبدين اهتماماً بذلك، لأنه واجب إسلامي”.

IMG-20181122-WA0252

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...