الرئيسية / تقاريـــر / القواعد الامريكية في كردستان العراق..الغايات والأعداد؟

القواعد الامريكية في كردستان العراق..الغايات والأعداد؟

شهدت عودة أمريكا العسكرية إلى العراق تناميا ملحوظا عقب اجتياح داعش، لمدن واسعة من البلاد منذ منتصف عام 2014، فقد وقعت واشنطن اتفاقية عسكرية مع اربيل على بناء خمس قواعد لها بمناطق تحت سيطرة منطقة كردستان العراق. اضافة الى ذلك، تعتزم واشنطن بناء قاعدة عسكرية جديدة في كردستان العراق، بالاتفاق مع اربيل حتى تحول المنطقة الى ثكنات عسكرية امريكية.

العالم-تقارير

وبعد خروج الجنود الأمريكيين من العراق عام 2011 عادوا إليه مرة أخرى في صورة المخلص من تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا وبغداد عام 2014.

وكانت الولايات المتحدة احتفظت بـ1500 جندي بالعراق لم يخرجوا ضمن اتفاق الانسحاب عام 2011، ووفقا لتقرير نشرته جريدة “وول ستريت” فإنهم قبعوا داخل السفارة الأمريكية ببغداد.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نحو 5 آلاف جندي أمريكي ينتشرون في العراق، وذلك منذ سيطرة تنظيم داعش على شمال وغرب العراق في صيف العام 2014، قبل أن يعلن العراق هزيمة التنظيم عسكريًا.

وكشفت صحيفة “المونيتور” عن أن “البنتاجون” طلب في منتصف شهر يوليه 2017 من الكونجرس الموافقة على بناء قواعد صغيرة في سوريا والعراق، وأرجعت الصحيفة دوافع ذلك إلى المساعدة في محاربة تنظيم “داعش”، وهدف آخر ذي أمد بعيد وهو مواجهة إيران.

ويلزم بناء قواعد عسكرية في العراق قانون من المشرعين الأمريكيين، إذ وقع الرئيس السابق جورج دبليو بوش في عام 2008، مشروع قانون “إقرار الدفاع الوطني” عمل أولا على الحد من التمويل للقواعد الدائمة في العراق إبان توقيع اتفاقية ثنائية عن وضع القوات، والتي نصّت على سحب القوات الأمريكية بحلول عام 2011، وجدد الكونجرس التأكيد على تلك القيود في مشروع قانون “إقرار الدفاع الوطني” في عام 2012، وأجاز في 2015 بعض الصلاحيات لتنفيذ عمليات بالعراق من أجل بسط الاستقرار في مواجهة تنظيم داعش لكنه أبقى على القيود المفروضة على القواعد الدائمة.

12 قاعدة عسكرية أمريكية بالعراق ومنطقة كردستان

فبعد ثلاثة أسابيع على سقوط الأنبار بيد تنظيم داعش أذن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بنشر 450 جنديا أمريكيا إضافيا في العراق توجهت إلى قاعدة “التقدم” الجوية الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا من الرمادي، وأشار رئيس أركان الجيوش الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إلى إمكانية إقامة معسكرات أمريكية جديدة أخرى بعد قاعدة التقدم، وذلك بالتوازي مع استعادة الجيش العراقي مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش.

ووقعت واشنطن اتفاقية عسكرية مع اربيل على بناء خمسة قواعد لها بمناطق تحت سيطرة منطقة “قاعدة قرب سنجار، وأخرى في منطقتي أتروش والحرير، إضافة إلى قاعدتين حلبجة بمحافظة السليمانية والتون كوبري في كركوك” وفقا لمصادر عراقية.

القواعد الامريكية في كردستان العراق..الغايات والأعداد؟

وقالت مواقع محلية في حينها إن “الاتفاقية قضت أيضا بدفع الأمريكان رواتب قوات البيشمركة لمدة لا تقل عن 10 سنوات، مع تدريب تلك القوات، فضلا عن تجهيز وتسليحها بأحدث الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة“.

وكشفت مصادر خاصة مطلعة، في حديث لـ”عربي21″ أن “القاعدة العسكرية في مدينة حلبجة، قد تقلق إيران كونها في السليمانية والتي ستعتبر بمثابة اليد الأمريكية التي تمتد في العمق الإيراني“.

أما القاعدة الثانية في منطقة ألتون كوبري بمحافظة كركوك، فإنها تتميز بموقعها الإستراتيجي المتميز وسط الطريق بين مدينتي كركوك وإربيل وكحلقة وصل بين وسط العراق وشماله، حسبما ذكرت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها.

وفي سبتمبر 2017، أكد مسؤول الإتحاد الوطني الكردستاني في مخمور، رشاد كلالي، أن القوات الأمريكية أقامت قاعدة عسكرية جديدة تضم مختلف أنواع الأسلحة والمعدات جنوب اربيل.

واضاف كلالي في حديث لـ السومرية نيوز، إن “القوات الأمريكية انشأت مؤخرا قاعدة عسكرية في منطقة مخمور جنوب أربيل”، مبينا أن “القاعدة اقيمت على مساحة ثمانية دونمات من الأراضي ويحتوي على كافة أنواع الأسلحة منها الصواريخ الذكية والمدفعية الثقيلة والدبابات والناقلات وأكثر من 1500 عجلة“.

يشار الى ان محيط مطار اربيل يضم قاعدة امريكية إضافة الى مقر قيادة قوات الزيرفاني الكردية ومقر منظمة الامم المتحدة.

كما اتخذت القوات الأمريكية قاعدتي “عین الأسد” في قضاء البغدادي و”الحبانية” في الأنبار قاعدتين عسكريتين، وفقا لتقارير إخبارية أضافت أيضا سيطرة الجنود الأمريكان على مطار “القيارة” العسكري جنوبي مدينة الموصل، بعد تأهيل المدرج وبناء كانتونات سكنية لعوائل العسكريين، بالإضافة إلى تشييد قاعدة أخرى عند سد الموصل، وتمركزها أيضا بقاعدة بلد الجوية ومعسكر “التاجي”، إلى جانب قاعدة أخرى في منطقة “المنصورية” بمحافظة ديالى.

وعلى صعيد محافظات الغرب والشمال ، فإن القوات الأمريكية اتخذت قاعدتي “عين الأسد” في قضاء البغدادي و”الحبانية” في الأنبار كقاعدتين عسكريتين، عقب سيطرة تنظيم الدولة على أغلب مدن المحافظة في 2014.

وعلمت “عربي21” في وقت سابق من مصادر خاصة أن “واشنطن قاربت على إنهاء تأسيس قاعدة لقواتها في مطار القيارة العسكري جنوبي مدينة الموصل، بعد تأهيل المدرج وبناء كانتونات سكنية لعوائل العسكريين“.

ولم تكتف القوات الأمريكية بقاعدة واحدة في الموصل، فقد شرعت بتشييد قاعدة أخرى عند سد الموصل، لكنها ليست بحجم قاعدة القيارة الجوية، حسبما كشف عضو مجلس محافظة الموصل خلف الحديدي في حديث سابق لـ”عربي21“.

وفي محافظة صلاح الدين، تتخذ واشنطن قاعدة بلد الجوية مقرا لها للتحكم بطلعات طائرات “إف 16” التي منحتها للعراق مؤخرا، أما في معسكر التاجي شمال بغداد، فتوجد قوة أمريكية لأغراض التدريب، وفقا لستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون.

وتكهن البرلماني العراقي السابق عمر عبد الستار لـ”عربي21″ عن إنشاء قاعدة أمريكية أخرى في منطقة المنصورية بمحافظة ديالى، ربما سيعلن عنها في الأيام المقبلة، مشددا على أن ذلك يأتي في سياق حماية نموذج عراق ما بعد داعش.

الغايات والأبعاد

يثير تزايد أعداد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، خلال السنوات الاخيرة، تساؤلات ملحة حول الغايات والأبعاد السياسية والعسكرية التي ترسمها واشنطن في البلد الذي انسحبت منه أواخر العام 2011.

في حين اعلنت “رويترز” -نقلا عن مسؤول أمريکي طلب عدم البوح باسمه- انه قد تم اتخاذ قرار یوم أمس بشأن انسحاب القوات الامريکية في أقرب وقت ممکن من شمال شرق سوريا اعلن ترامب في تغريدة ان هدف أميركا في شمال سوريا قد تحقق بهزيمة داعش، وأثر ذلك أعلن أن “اربيل” العراقية ستكون وجهة القوات الأمريکية القادمة.

ومن الأرجح أن قرار حکومة ترامب بشأن الانسحاب من سوريا مرده الی اتفاقات تم الاجماع عليها وراء الکواليس بين کل من امريکا و ترکيا وروسيا؛ اتفاقات مثل: تسليم120 مقاتلة امريكية من طراز F-35 لتركیا، والوعود بشأن تحديد مصير غولن، والاتفاق علی تسليم متزامن لمنظومة اس 400 الروسية للاتراك. یضاف الی ذلك کله التعهد الترکي والروسي ايضا بالحفاظ علی القواعد العسکرية لامريکا شمال شرقي سوريا.

وبالنظر الی تهديد اردوغان الجاد بشأن قيامه بشن هجوم عسکري وشيك علی المناطق الخاضعة للاکراد شمال شرقي سوريا وانطلاقا من اعلان ترامب عن انتهاء مهام الامريکان في سوريا یمکن ان نتوقع ان الاکراد سیطلبون العون من الحکومة السورية بشکل خاص تفاديا للهجوم الترکي المحتمل؛ الامر الذي تم تجريبه قبل بضعة اشهر لکنه باء بالفشل علی خلفية الاستئثار الکردي بالامر.

واعتبر ترامب هزيمة داعش في شمال شرق سوريا السبب وراء انسحابه من هذه المنطقة لکن یجب الا ننسی ان احتواء الحدود العراقية السورية بحجة التغلغل الايراني في البلدين ظل ومايزال يحظی باهمية حيوية بالنسبة لترامب.

وعليه یمکن أن نتوقع ان ينشد ترامب هدفه من اليوم فصاعدا في اربيل العراقية. وفي الوقت نفسه وکما يستفاد من تصريحات سارا ساندرز فإن امريکا تحتفظ لنفسها بحق التدخل في سوريا بذريعة مکافحة داعش وما تسميه الارهاب.

وما يقصد الیه ترامب من توجيه أکثر من 2000 من قواته العسكرية الی اربيل العراقية إنما يأتي في هذا السياق: محاولة أمريکا لاستکمال وتدشين أکبر قاعدة جوية لها في المنطقة.

ومن البديهي أنّ تواجد القوات الامريکية في هذه المنطقة سیؤدي الی تطوير هذه القاعدة من جهة ومن جهة أخری فإنها ستساعد امريکا في احتوائها للمنطقة برمتها وعلی نحو خاص احتواء ايران وسوريا والعراق وروسيا ولبنان و کل ما يطلق عليه “التهديدات الکامنة لأمريکا”.

القواعد الامريكية في كردستان العراق..الغايات والأعداد؟

من جهته، فسر الباحث في الشؤون الدولية الدكتور عمر عبد الستار التواجد الكثيف للقواعد الأمريكية في العراق، بأنها تأتي في سياق الترتيب للصدام المحتمل مع الوجود الإقليمي الإيراني في المنطقة، والذي يشكل العراق التواجد الأكبر له بالمنطقة. وأشار إلى أن أمريكا اضطرت للخروج من العراق أواخر 2011 بضغط إيراني، لأن الأخيرة قاومت أمريكا في العراق.

في ذات السياق، أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية في البرلمان العراقي السید ماجد الغراوي رفضه عزم الولايات المتحدة الأميركية بناء قاعدة عسكرية في منطقة كردستان، واعتبر ذلک بدایة لاحتلال العراق، وقال “إن واشنطن تريد تقسيم البلاد وإقامة إقليم سني بهدف عزل بعض المحافظات عن الحكومة المركزیة” .

وأضاف الغراوي إن “عزم أميركا بناء قاعدة عسكرية في منطقة حرير شمال أربيل غير مقبول”، وتابع أن “الغاية منه احتلال العراق من جديد والضغط على حكومة المركز للحصول على امتيازات خاصة“.

وأردف الغراوي قائلاً “نحن لا نستبعد دخول قوات برية للعراق بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي باعتبار أن القاعدة التي تعتزم أميركا بناءها تكون على محوري العراق سوريا”، وبیّن أن “واشنطن تريد أن يكون لها موطئ قدم من خلال تحقيق مصالحها الاقتصادية والعسكرية بالعراق“.

وفي هذا السياق أفادت مصادر كردية عراقية أن الجيش الأميركي سيبدأ ببناء قاعدة له في منطقة حرير شمال مدينة أربيل وفي المطار العسكري القائم فيها.

وكشفت مصادر في حكومة منطقة كردستان عزم الولايات المتحدة الأمريكية تحويل مطار حرير الواقع قرب مدينة أربيل إلى قاعدة عسكرية جوية تابعة لها وأنّ حكومة كردستان بدأت بتفريغ المطار بعد أنّ تم إبلاغها بالقرار الأمريكي هذا. وفي حین لم تصرح به رسمياً الولايات المتحدة عن بناء قواعد عسكرية في العراق، بدأت أوساط سياسية ونيابية تتناول إدخال قوات برية أمريكية للبلاد وبناء قواعد عسكرية.

وفي هذا السیاق ذکرت صحف أمیرکیة عدیدة أن الحکومة الامیرکیة تعاقدت مع مقاولین وشرکات بناء لتوسیع مرکز استخباری تابع للمخابرات الامیرکیة ویقع بالقرب من مطار أربیل بهدف المساعدة في جمع معلومات عن تنظیم داعش .

وقال النائب عن التحالف الكردستاني ريناس جانو إن إقامة قاعدة عسكرية علی الأراضي العراقیة ليست سهلة وهي ستثیر اعتراضات من عدة قوى سياسية داخل العراق ترفض إنشاءها.

وکشف موقع کردی عن وثیقة سریة تتحدث عن اتفاق الجانب الترکی والأمریکی وجهات داخل إقلیم کردستان بالعراق، تم خلال اجتماع عقد فی أربیل مؤخراً، لإقامة مطارات عسکریة غربي کردستان .

إلی ذلک انتقد الخبير الاستراتيجي جمعة العطواني، قرار منطقة كردستان بشأن الموافقة على منح الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عسكرية في أربيل قائلاً :”لا يجوز لحكومة كردستان ولا أية حكومة محلية أن تتخذ قرار دون موافقة الحكومة المركزية لأنها ستشير نزاعات بين مكونات الشعب العراقي” مضیفاً أن “منطقة كردستان يصدر قرارات فردية ويتعامل وكأنه دولة مستقلة بالإضافة إلى أنه لم يطلب موافقة الحكومة المركزية في العديد من الأمور“.

وطلب العطواني من حكومة منطقة كردستان العدول عن هذا القرار نظراً للوضع الذي تشهده العراق .

من جانبه اعتبر إذاعة “صوت العراق” الذي یبث من بغداد وجود قاعدة للأمیرکیین في أربیل بأنه “سیشکل إدانة لرئاسة منطقة كردستان لمنحه تسهیلات للولایات المتحدة دون علم أو موافقة الحکومة الإتحادیة ، مشیراً إلی أن “امتلاک الأمیرکیین قاعدة في أربیل إنما هو انتهاک لسیادة العراق وتحریض لرئاسة منطقة على الإخلال بنظام الفیدرالیة الذي یمنع منطقة من توقیع أیة اتفاقات عسکریة وأمنیة مع دول أجنبیة دون علم الحکومة الاتحادیة في بغداد” .

القواعد الامريكية في كردستان العراق..الغايات والأعداد؟

کما انتقد رئيس كتلة الصادقون البرلمانية النائب حسن سالم قرار منطقة كردستان بإنشاء قاعدة عسكرية في كردستان معتبراً أن هذا یأتي في سیاق السيطرة على الجانبين السوري والعراقي.

وقال سالم في تصريح لــ” وكالة عين العراق للأخبار”، نحن “ننتقد قرار منطقة كردستان القاضي بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في أربيل يكون الهدف منها السيطرة على الجانبين السوري والعراقي”، مضیفاً أن” تصرف حكومة أربيل غير لائق وعليها أن تتراجع في قرارها لأنها جزء لا يتجزء من الحكومة العراقية ويجب طلب الإذن من الحكومة الاتحادية قبل اتخاذ أي قرار“.

وتابع أن “أمريكا هي الشيطان الأكبر، وسوف تقلب الطاولة على كل شخص بعد ما تنهي مصالحها معه”، وطلب من قيادة منطقة كردستان والتراجع عن القرار حفاظاً على وحدة البلاد .

وانتقد المحلل السياسي عبد الواحد عطا الله تصرفات منطقة كردستان وقال ” إن ما تقوم به حكومة منطقة كردستان استفزاز لجميع مكونات الشعب العراقي وغير مسموح به علی الإطلاق” مضیفاً أنه ” لا يحق لأي طرف اتخاذ قرار دون الرجوع لحكومة المركز لأنه يعد تجاوز على الدستور العراقي” .

ووصف عطا الله هذا التصرف بأنه سيكون “بداية لخلق ازمات جديدة بين الطرفين وعلى الجانب الكردي أن يحترم الظرف الأمني والسياسي الذي تمر به البلاد” .

قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن ائتلاف دولة القانون النائب عباس البياتي إنه لم تطلب أية دولة من العراق إنشاء قاعدة عسكرية علی أراضیه ، معتبراً ذلك “أمراً سیادیاً وليس من صلاحية منطقة كردستان الموافقة على بناء أيّ قاعدة عسكرية على أراضي كردستان” .

وأضاف النائب عباس البياتي أن العراق لیس بحاجة إلی قاعدة عسكرية أجنبیة علی أراضیه وأن القوات العراقیة کفیلة بدحر الإرهاب والقضاء علیه .

یشار إلی أن المطار الذي یزمع بناء قاعدة عسکریة فیه ، يقع في منطقة لا تبعد عن الحدود الإيرانية أكثر من 60 كيلومتراً وأن الجيش الأميركي سبق له أن استخدمه في حرب إطاحة نظام صدام حسين في عام 2003 .

تحويل منطقة كردستان العراق الى ثكنات عسكرية امريكية

تعتزم واشنطن بناء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة كردستان، بالاتفاق مع اربيل، لتضم الى سلسلة قائمة القواعد العسكرية الامريكية في العراق، التي لم يعرف الى الآن عددها الحقيقي، بسبب كثرة استحداث تلك القواعد، إذ تنتشر القوات الأمريكية في غرب وشمالي العراق، بعدة قواعد من ضمنها قاعدة سبايكر وعين الاسد والبغدادي والقيارة وقواعد صغيرة أخرى يتم بناؤها في شمالي البلد من دون علم الحكومة المركزي.

ولذالك يرى مراقبون، ان واشنطن تريد ان تحوّل العراق و منطقة كردستان الى ثكنة عسكرية لقواتها تكون بديلة عن قاعدة “انجرليك” في تركيا، وتستغل الأزمات في البلد لخدمة ذلك الانتشار الذي لم يواجه الى الآن بإجراءات حقيقية من قبل الحكومة أو البرلمان.

ويرى المختص في الشأن الأمني الدكتور معتز محي عبد الحميد، بان الاستراتيجية الأمريكية تقتضي بإنشاء قواعد متعددة في العراق، لاسيما في غرب وشمالي العراق، حيث تعتزم تحويل نصف مطار اربيل الى قاعدة أمريكية فضلا عن قاعدة القيارة وقاعدة بالقرب من قضاء طوزخورماتو بكركوك.

مبيناً في حديث خص به (المراقب العراقي) ان الامريكان يفكرون بالبقاء مدة أطول عبر ذلك الانتشار الواسع في العراق، وهنالك مساعٍ لإنشاء قاعدة تكون بديلة عن “الانجرليك” التركية.

مزيداً بان واشنطن تريد ان تحكم قبضتها على آبار النفط في شمالي العراق، وحرّكت قبل اسابيع قوة في كركوك للهيمنة على نفطها, منبهاً الى ان الشركات الامنية الامريكية سيطرت على الطريق الدولي لتأمين الطرق المؤدية الى القواعد العسكرية.

متابعاً ان مبررات البقاء الأمريكي هي وجود الشركات، حيث تتذرع ببعض المشاريع الاستثمارية لإيجاد مبرر لوجود قواتها العسكرية.

من جهته، يرى عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية اسكندر وتوت، بان الوجود الأميركي بدأ يثير القلق في الشارع العراقي، لاسيما بعد تزايد القواعد العسكرية. مؤكداً في تصريح صحفي بان لجنته ستقوم بزيارة لقيادة العمليات المشتركة ومعرفة التفاصيل بشأن ذلك الانتشار.

موضحاً بان لجنة الأمن النيابية ارسلت كتابا إلى مستشارية الأمن الوطني للاستفسار عن أعداد القوات والقواعد الأميركية في العراق وأماكن انتشارها.متسائلا عن أسباب بقاء الأمريكان واستمرار وجودهم المكثف بعد انتهاء المعركة ضد عصابات داعش الاجرامية، وأبدى وتوت استغرابه من دعوات البقاء التي يلوّح بها المسؤولون الامريكيون بين الحين والآخر.

شاهد أيضاً

هجوم صعب.. جيش العدو يعترف بإصابة 14 جنديًا في عملية “عرب العرامشة”

عين على العدو  17/04/2024 هجوم صعب.. جيش العدو يعترف بإصابة 14 جنديًا في عملية “عرب ...