كشفت تصريحات وزير الخارجية السعودي الجديد، إبراهيم العساف،يوم الجمعة، أن سبب التغييرات التي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس، وجود ضعف في دبلوماسية الرياض، لا سيما مع ما واجهته من مشاكل عديدة مؤخراً، أبرزها اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وفي أول تصريحاته الصحفية بعد تعيينه وزيراً للخارجية السعودية، قال العساف، في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، إن تعيينه وإعادة بناء مجلس الوزراء لا علاقة له بقضية مقتل الصحفي السعودي خاشقجي، مؤكداً أن البلاد تمرّ بمرحلة تحوّل بالكامل.
وأضاف: “موقفنا واضح من ذلك، لكن الذي حدث جزء من تحوّلٍ غير مسبوق في البلد، حيث شهدت السعودية تغييرات عديدة، وكان آخرها إعادة بناء مجلس الوزراء”.
وفي معرض حديثه حول مهمته الجديدة أكد العساف بأنه سيواصل “بناء هياكل الوزارة لتكون أكثر فاعلية، ولتستجيب للمتطلّبات بالسرعة اللازمة، ولمراجعة تمثيل السعودية في جميع أنحاء العالم”، في إشارة واضحة إلى أن الوزير السابق لم يكن فاعلاً ولم يُحسن الاستجابة للمتطلبات بالسرعة اللازمة.
في سياق متصل نفى العساف أن تكون بلاده تمرّ بمرحلة حرجة، مضيفاً: “نحن لسنا في أزمة، بل في مرحلة تحوّل للبلد بأكمله، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي وغيره من المجالات، ووزراة الخارجية تمرّ بنفس تلك التغيّرات”.
وتواجه الرياض على المستوى الخارجي عدة أزمات تسبّبت بتشويه سمعة المملكة في العالم، وعرّضتها لعقوبات من عدة دول؛ بسبب تهم تتعلّق بانتهاك حقوق الإنسان داخلياً وخارجياً، أبرزها حربها على اليمن التي أوقعت قرابة 10 آلاف شهيد، إضافة للاعتقالات التعسّفية لسعوديين بينهم 3000 آلاف من معتقلي الرأي، وآخرها التورّط بقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
جدير بالذكر أن العساف كان من بين الذين احتجزهم ولي العهد، محمد بن سلمان، في فندق “ريتز كارلتون”، وسط الرياض، أوائل شهر نوفمبر من العام الماضي؛ بتهمة تلقّيه رشى وأموالاً مقابل منح مناقصات في قضية توسعة الحرم المكي، بالإضافة إلى قضايا فساد مالي أخرى، لكن السلطات في الوقت نفسه لم تعفه من منصبه كوزير للدولة ساعة اعتقاله.