قالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لإدخال تنظيم «الإخوان المسلمون» في الساحة السياسية السورية، وسط رفض دمشق لذلك.
وأضافت شعبان في مقابلة مع قناة «الميادين»، أنه لا توجد معارضة حقيقية، إنما «إخوان مسلمون تحت الجناح التركي، ولن نسمح لأحد بتغيير هوية سورية».
وأوضحت أنّ القرار الرئاسي السوري بالتنسيق مع الحليف الروسي هو أن «تعود إدلب إلى حضن الوطن»، مؤكدة أنّ «مسألة تحرير إدلب محسومة، لكن أمر العملية مرتبط بالتوقيت».
وأشارت إلى أنّ الاتفاق حول إدلب هو الرابع، لكنه في الحقيقة لا ينفذ من قبل تركيا، وأنّ الأخيرة تنفذ الاتفاق حول إدلب وفق مصالحها، مضيفة أنه «لا يمكن ترك الإرهاب إلى ما لا نهاية في إدلب ويجب وضع حدّ له».
كما لفتت شعبان إلى أنّ الحديث الروسي عن العودة إلى اتفاقية أضنة بين سورية وتركيا هو رفض لما تطلبه أنقرة بخصوص المنطقة الآمنة.
وفي السياق ذاته كشفت شعبان عن أنّ هناك تحضيرات تجري في موسكو لمؤتمر يعقد في الخريف المقبل حول الشرق الأوسط بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جهتها دعت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إلى عدم الثقة بتصريحات مسؤولي الولايات المتحدة حول سحب القوات الأميركية من سورية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا: «لا جدوى من الثقة بهذه التصريحات أيا كان مصدرها، لأنها تصريحات سيتمّ تفنيدها في اليوم التالي من قبل قوى سياسية أخرى».
وتابعت زاخاروفا: «لا تزال السلطات الأميركية تفتقر إلى تصوّر حقيقي لاستراتيجيتها في المنطقة، ولم تقدّم حتى الآن رؤية واضحة لهذه الاستراتيجية ذات معايير زمنية ونوعية دقيقة وأهداف ومهمات». أضافت: «نحن نعرف تمام المعرفة أنه حتى القضايا البسيطة جدا تُناقش في الولايات المتحدة على مدار أشهر، وماذا عن المواطنين الأميركيين، والعسكريين الذين لا تكمن مهمتهم على الإطلاق في ضمان أمن الولايات المتحدة، بل ينفذون مهمات مختلفة تماماً تطرح أمامهم، وإذا كانوا يُسحبون بعد نشرهم، فذلك يعني أنّ هذه القضايا تتطلب هي الأخرى مناقشة على المستوى الوطني».
وتُجري الولايات المتحدة، منذ العام 2014، عملية عسكرية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في كلّ من العراق، بموافقة بغداد، وسورية، حيث تتصرّف دون تصريح من حكومة هذا البلد.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب قراره البدء بسحب قوات بلاده من سورية، دون أن يحدّد موعد إتمام هذه العملية.
وفي السياق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أنّ الولايات المتحدة ستترك «مجموعة صغيرة لحفظ السلام» تضمّ 200 جندي في سورية لفترة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من هناك.
ونقلت قناة «سي بي إس» التلفزيونية عن تصريح ساندرز: «ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام تضمّ نحو 200 شخص في سورية لفترة من الوقت».
وتمّ إعلان القرار بعد أن تحدث ترامب هاتفياً إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال بيان للبيت الأبيض إنه فيما يتعلق بسورية اتفق الرئيسان على «مواصلة التنسيق بشأن إقامة منطقة آمنة محتملة».
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إنّ الإعداد لقرار ترامب يجري منذ فترة. ولم يتضح إلى متى ستظلّ القوة البالغ قوامها 200 جندي أميركي في المنطقة، أو متى ستنشر تحديدا.
ونقل مستشار رئيس الوزراء العراقي، عبد الكريم هاشم مصطفى، في وقت سابق عن ممثلي القيادة العسكرية الأميركية أنّ انسحاب القوات الأميركية من سورية يجب أن ينتهي بعد انتهاء عمليتها في منطقة شرق الفرات، لكن قبل أول شهر نيسان/ أبريل المقبل.
وفي الوقت ذاته لم يؤكد ولم ينف المتحدث باسم البنتاغون، شون روبرتسون، المعلومات حول هذه المواعيد. ويوجد في سورية حالياً نحو ألفي جندي أميركي.
وأمر ترامب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بسحب القوات الأميركية من سورية، مدّعياً أنهم هزموا متشدّدي تنظيم داعش هناك، على الرغم من أنّ مقاتلين سوريين تدعمهم واشنطن ما زالوا يخوضون معركتهم النهائية ضدّ آخر مواقع التنظيم.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنّ الكرملين يتابع باهتمام تطوّر موقف واشنطن بشأن سحب القوات الأميركية من سورية.
وقال بيسكوف أمام الصحافيين: «نحن لم نفهم حتى الآن عما يدور الحديث . أنتم تعرفون أنهم أطلقوا عدة تصريحات في البداية، والآن هناك تعديلات جديدة. أحياناً نسمع تصريحات مختلفة من هيئات متنوّعة، لذلك نحن نراقب باهتمام كبير ودقيق كيف يتطوّر موقف الولايات المتحدة حيال هذه المسألة ونحلّل التصريحات».
وعُرف سابقاً في شباط/ فبراير أنّ الحكومة السورية قرّرت، بدعم من روسيا، فتح ممرّين إنسانيّين لضمان خروج النازحين المتواجدين في المخيم إلى أماكن يختارونها للإقامة الدائمة.
وفي وقت لاحق، أورد رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، الجنرال سيرغي سولوماتين، أنّ المسلحين الذين ينشطون في منطقة الركبان، يمنعون النازحين من مغادرة المخيم، مستخدمين في ذلك أساليب الترهيب، إضافة إلى قيامهم ببناء ساتر ترابي مانع حول المخيم.
وأمس، أفاد ينس ليركي، المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في موجز صحافي، بأنّ الوضع في الركبان لا يزال صعباً، وأنّ النازحين يبقون فيه على الرغم من فتح معابر لخروج الراغبين منه.
على صعيد آخر، غادرت شاحنات تقلّ مدنيين آخر جيب لتنظيم «داعش» في شرق سورية، أمس، فيما تنتظر «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة لتهاجم مسلحي التنظيم المحاصرين.
وشاهد صحافيون قرب الخط الأمامي في الباغوز عشرات الشاحنات وهي تخرج حاملة مدنيين، لكن لم يتضح إن كان هناك المزيد من الشاحنات في الجيب الصغير.
والباغوز هي آخر جيب لتنظيم «داعش» في منطقة وادي الفرات، التي أصبحت آخر معقل مأهول للتنظيم في العراق وسورية بعد أن خسر مدينتي الموصل والرقة في 2017.
وعملت «قوات سورية الديمقراطية» على طرد مسلحي التنظيم من منطقة الوادي بعد أن سيطرت على الرقة في 2017، وتنتظر الآن إجلاء المدنيين لشنّ هجوم نهائي.
من جانبه ذكر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يدعم قوات سوريةالديمقراطية أنّ أخطر متشددي التنظيم ما زالوا محاصرين في الباغوز.
ونقل عن مدير المركز الإعلامي لـ»قوات سورية الديمقراطية»، مصطفى بالي، أنّ «العدد حوالي 7 آلاف داخل المدينة تمّ إجلاء قسم منهم وبقي آلاف داخل المدينة سيتمّ إجلاؤهم اليوم».
وكانت «قوات سورية الديمقراطية» قد توقعت في وقت سابق إكمال عملية الإجلاء يوم الخميس لكن لم يغادر أحد من المدنيين.
هذا ومن شأن بسط السيطرة على منطقة الباغوز وتطهيرها من مسلحي «داعش» أن يشكل منعطفا مهما في الحملة ضد التنظيم والصراع في سورية عامة.