الرئيسية / تقاريـــر / لضرورة الإنتباه لمحاولات تخريب التحرك الشعبي اللبناني السلمي المشروع والمحقّ من قبل عملاء الفوضى الأميركية المدمّرة

لضرورة الإنتباه لمحاولات تخريب التحرك الشعبي اللبناني السلمي المشروع والمحقّ من قبل عملاء الفوضى الأميركية المدمّرة

قلم د.جمال شهاب المحسن

كما أنَّ التحرّك الشعبي الكبير للفقراء الموجوعين والجائعين والمرضى والمرهَقين بالضرائب والعاطلين عن العمل والمتقاعدين والعمال والمزارعين والمعلمين والمعلمات وخريجي الجامعات وأساتذتهم من كل الشرائح الإجتماعية في كل الساحات العامة اللبنانية هو أكبر من كل التحركات الشعبية السابقة فهو أيضاً أكبر بكثير من أصحاب الأجندات المشبوهة لحرف هذا التحرك المطلبي عن مساره وأهدافه المشروعة…

وكوني إبن هذا الشعب البطل وإبن قلعة المقاومة الحصينة التي يحاولون إسقاطها من الداخل حيث أن أحزاباً بقدّها وقديدها في الحكومة والبرلمان شاركت في التجويع والنهب والفساد فترةً طويلةً من الزمن قد تحركت لركوب هذه الموجة الشعبية الكبرى المحقّة والمشروعة … 

وهناك ما يسمّى جماعات وجمعيات ومنظمات “المجتمع المدني” وبعضها مرتبطٌ بشكلٍ مباشر بالسفارات الأجنبية ولا سيّما السفارة الأميركية في عوكر يعملون داخل هذا التحرك من أجل الفوضى الأميركية المدمرة ومن أجل الفراغ والإنهيار ويصرخون بفكرة إجراء انتخابات برلمانية مبكّرة ونحن نعلم أن مؤسساتنا لا تستطيع ذلك في هذه الأيام .

والأنكى من كل ذلك أن العمل مَن ركبوا موجة التحرك الشعبي يعملون وفق خطة مرسومة من أجل ضياع قضايانا الوطنية والإجتماعية في أوحال السياسة الأميركية والدولية على حساب لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته … وهذه الخطة بدأت بالعقوبات الأميركية وانطلقت بالتلاعب بسعر صرف الدولار الأميركي وافتعال أزمات الوقود ورغيف الخبز وازدياد الضغط بالضرائب الذي ولّد الإنفجار .

*والأخطر الأخطر التعرّض بالإساءة لقائد المقاومة البطل سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله ورعاه الذي كان شفّافاً وواضحاً إلى أبعد حدود الوضوح* حين قال : “إن أهم نتيجة يجب أن تؤخذ من الحراك الشعبي الحاصل هي الاقتناع بأن الناس لم تعد تستطيع تحمّل رسوم جديدة” ، مشدّداً على أن “يتحمل الجميع مسؤولية المعالجة وعدم الانشغال بتصفية الحسابات الشخصية مع أحد ما سيؤدي الى مجهول أمني وسياسي” .

وقال : “إن مَن يهرب مِن تحمّل المسؤولية يجب أن يُحاكم، خصوصاً الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع الصعب.. ونحن في حزب الله لن نتخلى عن شعبنا ولن نتخلى عن بلدنا، لن نسمح بإغراق هذا البلد ولا بإحراق هذا البلد، نحن الذين قدّمنا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى دفاعاً عن كرامة شعبنا وعزته وشرفه ووجوده وحياته وعرضه، لن نسمح لأحد أن يغرقه أو يدفع به إلى الهلاك أو أن يمزقه”.

وإعتبر سماحته أنه “عندما يحتاج مواجهة فرض ضرائب جديدة على الفقراء أن ننزل الى الشارع سننزل إلى الشارع وإذا نزلنا الى الشارع لا نستطيع أن نخرج قبل تحقيق الأهداف التي نزلنا لأجلها “.
*وقال :” اذا جاء وقت نزول حزب الله الى الشارع ستجدوننا جميعاً في الشارع ونغيّر كل المعادلات* ”.

لقد وضع سماحة السيد نصرالله النقاط على الحروف ، فهو لسان الصدق وصاحب الوعد الصادق واقتران الأقوال بالأفعال ، وعلى الجميع أن يدرك حروفه ونقاطه .

وانطلاقاً من كل ما تقدّم حذارِ ثمّ حذارِ من صرخة الجوع والفقر والفلتان الأمني معاً ، مشددين على ضرورة المعالجة الجدية ووقف مسلسل الضرائب واعادة النظر بكل السياسة المالية والاقتصادية التي أوصلتنا الى حافة الإنهيار …. والتجربة الملموسة أكدت أن سياسة الديون من الخارج بكل مقدماتها ومسارها ونتائجها لا تؤدّي إلاّ إلى الإرتهان للخارج على حساب قضايا اللبنانيين ووضعهم المعيشي …..

ويجب أن لا تغيب عن الأذهان والإهتمام والعناية ضرورة الإنتباه لمحاولات تخريب التحرك الشعبي اللبناني السلمي المشروع والمحق من قبل عملاء الفوضى الأميركية المدمّرة في سبيل الفراغ والانهيار وزعزعة الإستقرار خيث ستنقلب المعادلات على رؤوس المنخرطين فيها . و لا بتوهمنَّ أحدٌ أن باستطاعته استغلال معاناة الناس وتحركهم المطلبي للوصول الى حرائق ” الخريف العربي” التي يعاني من بشاعاتها ونتائجها وآثارها التدميرية والتهجيرية شعوبٌ ودولٌ في المنطقة .

-إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

 

 

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...