الرئيسية / بحوث اسلامية / في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 05

في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 05

أبو الخطاب :
هو محمد بن مقلاص الأسدي اشتهر بكنيته ظهر بالكوفة ، وهو من أعداء الإسلام ، ومن
دعاة الإلحاد ، وقد دعا إلى إلهية الإمام الصادق عليه السلام
ثم دعا إلى تأليه نفسه ، ولما بلغ حديثه امام الصادق خاف فتنته ، وأمر شيعته
بالابتعاد عنه ، والبراءة منه فقد روى عيسى بن أبي منصور قال : سمعت أبا عبد الله
الصادق قال : ( اللهم العن أبا الخطاب فإنه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي اللهم
أذقه حر الحديد ) ( 1 ) .
وروى ميسرة قال : ذكرت أبا الخطاب عند أبي عبد الله عليه السلام وكان متكئا فرفع
إصبعه إلى السماء ثم قال :
( على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فأشهد بالله أنه كافر فاسق
ومشرك وأنه يحشر مع فرعون في أشد العذاب غدوا وعشيا ) .
وأوجد أبو الخطاب حزبا له فأغراهم بأكاذيبه وأضاليله ودجله ، فقد روى عنبسة بن
مصعب بعض أكاذيبه ، قال : قال لي أبو عبد الله : أي شئ سمعت من أبي الخطاب ؟ فقال
: سمعته يقول : إنك وضعت يدك على صدره ، وقلت له : عه ولا تنسى ، وأنت
تعلم الغيب ن وإنك قلت : هو عيبة علمنا ، وموضع سرنا أمين على أحيائنا وأمواتنا .
فتأثر الإمام الصادق عليه السلام وقال :
( لا والله ما مس شئ من جسدي جسده إلا يدي ، وأما قوله : إن قلت : إني أعلم الغيب
، فوالله الذي لا إله إلا هو ما أعلم الغيب ، ولا أجرني الله في أمواتي ولا بارك لي
في أحيائي إن كنت قلت له : وأما قوله : إني قلت له : هو عيبة علمنا ، وموضع سرنا ن
وأمين على أحيائنا وأمواتنا فلا آجرني الله في أمواتي ، ولا بارك لي في أحيائي إن
قلت له من هذا شيئا ) .
وحكى كلام الإمام عليه السلام مدى تأثره وغيظه من هذا المغالي الذي لا يؤمن بالله
ولا باليوم الآخر .
ومن أقواله الفاسدة ما رواه أبو بصير عنه وعن حزبه الذين يؤمنون بمقالته قال : قلت
لأبي عبد الله عليه السلام ، إنهم – أي الخطابية – يقولون : إنك تعلم قطر المطر
وعدد النجوم وورق الشجر ، ووزن ما في البحر ، وعدد ما في التراب . . . ) .
فأنكر الإمام الصادق ذلك وقال : سبحان الله
سبحان الله ، والله ما يعلم هذا إلا الله ( 1 ) .
لقد كشف الإمام عليه السلام أضاليله ودجله وحذر المسلمين من شروره وخداع حزبه وقد
أحاط به الفشل ، ومنى بالخيبة والخسران .
وقد ثار أبو الخطاب على الحكم العباسي وأغرى جماعته بقوله : قاتلوهم فإن قصبكم يعمل
فيهم عمل الرماح ، ورماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا تضركم ولا تعمل فيكم ( 2 ) .
وزحف إليهم الجيوش العباسية بقيادة عيسى بن موسى ، وجرت بينهم معركة قاسية فقتل من
أصحاب أبي الخطاب ثلاثون رجلا ن وأسر أبو الخطاب فأتي به إلى عيسى بن موسى فقتله
في دار الرزق وصلبه مع جماعة من أصحابه وذلك في سنة 138 ه‍ وانتهت بذلك حياة هذا
الضال الذي أغرى السذج والبسطاء بأكاذيبه .
بشار الشعيري :
ومن أقطاب الغلاة والملحدين بشار الشعيري
الكوفي ، وكان يقول بربوبية الإمام الصادق عليه السلام ، وقد طرده الإمام من مجلسه
وقال له : اخرج عني لعنك الله لا والله لا يظلني وإياك سقف أبدا . . . ) .
فخرج مذموما مدحورا ، والتفت الإمام إلى أصحابه فحذرهم منه فقال :
( ويله إلا قال : بما قالت اليهود : لا قال : بما قالت النصارى : إلا بما قالت
المجوس أو بما قالت الصائبة والله ما صغر الله تصغير هذا الفاجر أحد أنه شيطان ابن
شيطان ، خرج من البحر ليغوي أصحابي فاحذروه ، وليبلغ الشاهد الغائب ، إني عبد الله
بن عبد الله ضمتني الأصلاب والأرحام وإني لميت ومبعوث ، ثم مسؤول ، والله لأسألن
عما قال في : هذا الكذاب . وادعاه ، ماله غمه الله فلقد آمن على فراشه ، وأفزعني
وأقلقني رقادي . . . ) ( 1 ) .
وآلمت هذه الكلمات بالألم الممض الذي داخل
الإمام من جراء دعاوى هذا المغالي وما يضفيه على الإمام من صفات الربوبية وإني على
ثقة أن الغلو إنما جاء من عصابة مدسوسة أرادت قبل كل شئ تشويه الإسلام وتفريق كلمة
المسلمين والطعن في معتقداتهم .
المغيرة بن سعيد :
مولى بجيله كان من أقطاب الغلاة والملحدين وهو صاحب الأحداث الجسام في الإسلام فقد
أله الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على ما قيل وكان يخرج إلى المقبرة فيتكلم
فيرى مثل الجراد على القبور وقد زعم أنه يحيي الموتى بالاسم الأعظم ويرى الناس
أشياء من المخاريق ( 1 ) .
وكان ماهرا في دس الأحاديث وافتعالها على أهل البيت عليهم السلام ، يقول الإمام
أبو عبد الله الصادق عليه السلام .
( كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب علي أبي ، ويأخذ كتب أصحابه ، وكان أصحابه
المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب فيدفعونها إلى المغيرة وكان يدس فيها الكفر
والزندقة ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه ثم يأمرهم أن يتلوها في الشيعة فكل
ما كان في كتب أبي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم . . . ) .
وأنت ترى في هذا الحديث براءة الإمام عليه السلام من هذا الإنسان الممسوخ الذي لا
نصيب له من الإسلام وقد تضافرت الأخبار من الإمام في لعنه فقد روى عبد الرحمن بن
كثير قال :
قال أبو عبد الله عليه السلام يوما لأصحابه :
لعن الله المغيرة بن سعيد ولعن الله يهودية كان يختلف إليها ، يتعلم منها السحر
الشعبذة والمخاريق .
إن المغيرة كذب على أبي فسلبه الله الإيمان وإن قوما كذبوا علي ، مالهم أذاقهم
الله حر الحديد فوالله ما نحن إلا عبيد خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضر ولا نفع
إن رحمنا فبرحمته وإن عذبنا فبذنوبنا ، والله ما بنا على الله من حجة ولا معنا من
براءة ، وإنا
لميتون ، ومقبورون ومنشورون ومبعوثون ، وموقوفون ، ومسؤولون ، ما لهم لعنهم الله
فلقد آذوا الله وآذوا رسول الله في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وها
أنا ذا بين أظهركم أبيت على فراشي خائفا وجلا ، يأمنون وأفزع ، وينامون على فراشهم
وأنا خائف ، ساهر ، وجل ، أبرأ إلى الله مما قال : في الأجدع ، وعبد بني أسد أبو
الخطاب لعنه الله والله لو ابتلوا بنا ن وأمرناهم بذلك لكان الواجب أن لا يقبلوه ،
فكيف وهم يروني خائفا وجلا ، استعد الله عليهم وأبرأ إلى الله منهم إني امرؤ
ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما معي براءة من الله أطعته رحمني وإن
عصمته عذبني عذابا شديدا . . . ) ( 1 ) .
وأعرب الإمام في حديثه عن استيائه من هذا الملحد الخطير الذي هو من ألد أعداء
الإسلام والذي امتحن به الإمام امتحانا عسيرا .
وخرج المغيرة على السلطة في الكوفة ، وكان خالد القسري على المنبر يخطب في الناس إذ
سمع
صياح أصحاب المغيرة فأذهل ، وقال من فزعه أطعموني ما فهجاه يحيى بن نوفل بقوله :
تقول من الفواكه أطعموني شرابا ثم بلت على السرير ( 1 )
وأحاطت به وبأصحابه جيوش العباسيين فجئ به مخفورا مع سبعة نفر من أصحابه ، فأمر
خالد القسري حاكم الكوفة بأطنان من القصب ونفط ، ثم أمر المغيرة أن يتناول القصب ،
فامتنع ، فأجبر على ذلك فشد عليه القصب وصبوا عليه النفط فاحترق وهكذا فعل بأصحابه
( 2 ) وهكذا انتهت حياة هذا المجرم الأثيم الذي اقترف أفحش الجرائم وأساء إلى الإسلام
كأفظع ما تكون الإساءة .
هؤلاء بعض دعاة الغلو من الملحين الذين كادوا للإسلام ، وحاولوا تشويه عقيدة الشيعة
والحط من قيمها ، وكانوا مدفوعين بحقدهم على الإسلام وعلى حماته من أئمة أهل البيت
عليهم السلام .
وعلى أي حال فلا علاقة للغلو والغلاة بالشيعة وأنهما على طرفي نقيض ، فقد حكم
الأئمة بكفرهم والبراءة منهم ، وإنهم خصوم الإسلام وأعداء أهل البيت ويترتب عليهم

جميع ما يترتب على الكفار من آثار وأحكام .
والغريب من بعض الكتاب كيف عدوا الغلاة من فرق الشيعة التي هي من أعظم الطوائف
تمسكا بالإسلام .

 

 

https://wilayah.info/ar/

 

https://wilayah.info/en/

 

https://www.ommahwahda.com/

شاهد أيضاً

اليمن – رمز الشرف والتضامن العربي مع غزة فتحي الذاري

  ان الحشد المليوني للشعب اليمني بكافة قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد بقيادة السيد القائد عبدالملك ...