الرئيسية / تقاريـــر / المبعث النبوي الشريف في القرأن الكريم المقال الأول سورة الجمعة بين الأميين و الأخرين بقلم سالم الصباغ

المبعث النبوي الشريف في القرأن الكريم المقال الأول سورة الجمعة بين الأميين و الأخرين بقلم سالم الصباغ

ملحوظة ( هذا البحث بعد التدبر سيخرج بمعني جديد لكلمة ( الأميين ) خلاصته أن الأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه واله وهو ( رسول منهم ) هم الأئمة من ال محمد عليهم السلام ، فكما أن القرأن وصفه صلوات الله عليه بالرسول النبي الأمي ، فهم أيضاَ الذين وصفهم الله بالأميين وهو منهم حسب النص الشريف في سورة الجمعة )

نتمني المشاركة بأرائكم وخاصة المفكرين والسادة العلماء الكرام ، فإن أحسنت فمن الله ، وإن أسأت فمن نفسي

نص البحث
مازلنا نبحث ونتدبر ونتفكر في الأيات الكريمة التي نزلت في اعظم حدث في تاريخ البشرية ، وهو حدث البعثة النبوية لخاتم الانبياء والرسل صلوات الله عليه وأله ، ونحاول أن نستنطق هذه الأيات عما تخفيه من إشارات خلف العبارات لعلنا نأتي منها بقبس أو نجد علي نورها هدي ، وسوف أتناول في هذا المقال التدبر في سورة الجمعة المباركة .

يقول الله عز وجل في سورة الجمعة المباركة :

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) الجمعة )
نبدأ البحث بطرح بعض الاسئلة حول الايات الشريفة :

من هم ( الأميين) الذين بُعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وأله ….؟

ومن هم ( الأخرين ) منهم ولما يلحقوا بهم ..؟

وما معنى عطفهم علي ( الاميين ) حيث أن هذا العطف يعني أن الرسول صلوات الله عليه وأله له بعثتين ، مرة في ( الأميين ) ومرة أخري سيبعث في (الاخرين منهم ) أي من الأميين ايضا..؟

ولماذا بُعث ( فيهم ) ولم يقل بُعث ( إليهم ) كما ورد في ثلاث أيات والتي سوف سنذكرها ؟ وكما في حال موسي عليه السلام ، فإن الله قال عنه : ( ورسولاَ ( إلي ) بني إسرائيل … وليس ( فيهم ) ؟!
وهل هي بعثة ( خاصة ) بخلاف البعثه العامة للناس كافة ، أوللناس جميعاَ ، كما في قوله تعالى :
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ (إِلَيْكُمْ )جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 158) الأعراف )

وما الفرق بين أن يستعمل مع ( البعث الخاص للأميين ) كلمة ( فيكم )
وبين أن يستعمل مع ( الرسالة العامة للناس ) كلمة (إليكم ) ……………….؟!

ومن إجابة الأسئلة المذكورة ( وخاصة معنى الاخرين منهم ) نحاول أن نبحث عن تفسير لما يجري حولنا من أحداث .

المبحث الأول
من هم الأميين المبعوث فيهم رسولاَ منهم ؟

لقد تكررت أية بعثة الرسول صلوات الله عليه وأله ثلاث مرات :

1 ـ ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ) سورة الجمعة
2 ـ (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ) وهي تتحدث عن دعوة إبراهيم عليه السلام لذريته سورة القرة 129
3 ـ (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ )164 أل عمران

نلاحظ أن هذه الأيات الثلاثة الكريمة تتحدث عن موضوع واحد وهو المبعث النبوي الشريف ، وتكاد تتشابه اياتها تماما مع بعض الإختلافات في الالفاظ وهي تخدم الموضوع ، ومن خلال هذه الأيات نستطيع أن نقول أن المبعوث فيهم رسولا منهم لهم ثلاث صفات :

الصفة الأولي : انهم ( الأميين ) والرسول منهم وبعث فيهم …. سورة الجمعة
الصفة الثانية : أنهم من ( ذرية إبراهيم وإسماعيل ) والرسول منهم وبعث فيهم .. أل عمران
الصفة الثالثة ؛ أنهم ( المؤمنين ) والرسول من ( أنفسهم ) ، وبعث فيهم

بالجمع بين الايات الثلاث وبإختصار نستنتج أن :

أن الأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه واله ، وهو منهم ) ، هم في نفس الوقت ( المؤمنين ) الذين منَ الله عليهم والرسول منهم وبعث فيهم ، كذلك هم ( من ذرية إبراهيم وإسماعيل ) في دعوة إبراهيم ( عليه السلام ) وهم في هذه الامة محمد وأل محمد ( عليهم السلام ) والرسول منهم وبعث فيهم أيضاَ

ونستكمل الشرح في المقال الثاني بإذن الله .

شاهد أيضاً

منهج في الإنتماء المذهبي – صائب عبد الحميد

ما الذي يحملني على الإعتقاد – إلى حد التسليم – بأن مذهبي الذي ورثته عن ...