كشف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنَّ روسيا سلّمت أوكرانيا مسوّدة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل لاتفاق، معتبرًا أن “الكرة الآن في ملعب كييف، وننتظر منها جوابًا”.
وقال بيسكوف: “إنّ الجانب الأوكراني ينحرف باستمرار عن الاتفاقات التي سبق أن وافق عليها، ويغيّر موقفه باستمرار”، مشيرًا إلى أنَّ “ذلك بالنسبة لفعالية المفاوضات وجدواها بالطبع له عواقب وخيمة”.
وردًا عن سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد فعل كييف، أوضح بيسكوف أنَّ “الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني”.
وتابع المتحدث باسم الكرملين: “لكنني أكرّر مرة أخرى، وقد صرّحنا بذلك باستمرار، أنّ ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيئ، والأوكرانيون لا يظهرون رغبة كبيرة لتكثيف عملية المفاوضات”.
وفي سياقٍ متصل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “إنّ روسيا فقدت الثّقة بالجانب الأوكراني المفاوض بشأن الوضع الأوكراني”، منوّهة الى أنّ واشنطن والناتو يديران العمليات وليس زيلينسكي.
وأضافت في تعليقها على عملية المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا: “الأمر هنا ليس بالثّقة والتحقق من هذه الثّقة، الموضوع هنا التحقق (الالتزام)، إذ لا توجد ثقة تجاه هؤلاء الأشخاص، وفقدنا الثّقة تجاههم منذ فترة طويلة”.
وتابعت: “من جانب مكتب رجل يسمي نفسه رئيس أوكرانيا ويتمتع بالسلطات المناسبة، تمّ تقديم طلب إلينا لإجراء مفاوضات، ولم ترفض روسيا هذا الطلب، ثمّ، كما هو الحال دائمًا، بدأ السيرك، حرفيًا ومجازيًا، من جانب نظام كييف: أولًا يأتون، ثم لا يأتون، وأحيانًا يشاركون، وأحيانًا لا يشاركون”.
ولفتت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أنَّ موسكو كانت مستعدة لذلك، وكانت تتوقع أن تتصرف أوكرانيا بشكل غير متسق خلال هذه المفاوضات، موضحةً أنَّه “في السنوات الأخيرة تمّ بناء نهج كييف للمفاوضات بالطريقة نفسها تمامًا، ومصير اتفاقيات مينسك معروف ولم يتمّ تنفيذها”.
واعتبرت زاخاروفا أنَّ “المخطط كلاسيكي، ويقول إنّ النظام (في كييف) ليس مستقلًا، إنّه خاضع للرقابة. وثانيًا، تستخدم المفاوضات كمشتت”، مؤكدةً أنَّ حلف “الناتو” وواشنطن هما من يديران العمليات في أوكرانيا وليس الرئيس زيلينسكي.
وأضافت: “ليست هناك حاجة للحديث عن استقلال فلاديمير زيلينسكي، سواء الآن أو قبل ذلك. بطبيعة الحال، يقف القيّمون عليه خلفه. أولًا وقبل كل شيء، كانت واشنطن وهياكل الناتو الأخرى هي التي تدير هذه العملية بطريقة أو بأخرى لسنوات عديدة، لذلك، فإن الحديث عن تصريحات زيلينسكي والتفكير المنطقي تأتي بنتائج عكسية، اليوم يقول شيئًا، وغدًا يقول شيئًا آخر”.
وختمت زاخاروفا قائلةً: “إنّ رئيس أوكرانيا لا يسيطر على الوضع في البلاد. تصريحات زيلينسكي أدلى بها في حالات مختلفة. هذا واضح، هذه لقطات شاهدها العالم بأسره، وشاهدها بانتظام”.