الرئيسية / زاد الاخرة / مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح 14

أول تكثر وقع في دار الوجود،

هي هذه الكثرة الأسمائية والصفاتية في الحضرة [19 ] العلمية ومقام الواحدية الجمعية بظهور

الخليفة الإلهية في صور التعينات الأسمائية وتلبسه بلباس الكثرات واكتسائه بكسوة الصفات.

وهذه الكثرة هي مبدأ مبادئ كل كثرة وقعت في العين، وأصل أصول الاختلاف لمراتب

الوجود في الدارين.          

مصباح 15

كل اسم كان أفقه أقرب من الفيض الأقدس،

كانت وحدته أتمّ، وجهة غيبه أشد وأقوم، وجهات الكثرة والظهور فيه أنقص وعن أفقها أبعد،

وعلى سبيل التعاكس، كلّما بُعد عن حضرته ورفض عن مقام قربه، كانت الكثرة فيه أظهر،

وجهات الظهور أكثر. ومن ذلك يستكشف على قلب كلّ عارف مكاشف ويعرف كلّ

سالك عارف أنّ الاسم الأعظم المستجمع لجميع الأسماء والصفات مع اشتماله للكثرات

واستجماعه للرسوم والتعينات كان من أفق الوحدة أقرب. وكان ذلك الاشتمال بوجه منزّه

عن الكثرة الحقيقية؛ بل حقيقته متحد مع الفيض الأقدس ومقام الغيب المشوب، واختلافهما

بمحض الاعتبار، كاختلاف المشيئة والفيض المقدس مع التعين الأول المعبّر عنه في لسان الحكماء

“بالعقل الأول” . مصباح           16

إياك وأن تظن من قولنا : إن مرتبة الاسم “الله”

الأعظم أقرب الأسماء إلى عالم القدس وأول مظاهر الفيض الأقدس باعتبار اشتماله على كل

الأسماء والصفات ، أن ساير الأسماء الإلهية غير جامعاً لحقائق الأسماء ، ناقصة في تجوهر ذاتها .

فإن هذا ظن الذين كفروا بأسماء الله ويلحدون فيها ، فحجبوا عن أنوار وجهه الكريم . بل

الإيمان بها أن تعتقد أن كل اسم من الأسماء الإلهية جامع لجميع الأسماء مشتمل على كل

الحقائق . كيف ، وهى متحدة الذات مع الذات المقدسة ، والكل متحد مع الكل ؛ ولازم عينية

الذات مع الصفات والصفات بعضها مع بعض ذلك. وأما قولنا : إن الإسم الكذائى من

أسماء الجلال ، وذاك من أسماء الجمال ، [ 20 ] وهذا “الرحمن الرحيم” وذلك “القهار الجبار” ،

باعتبار ظهور كل فيما أختص به ، وان ما يقابلة باطن فيه : فـ “الرحيم” تكون الرحمة فية

ظاهرة ، والسخط باطنا فيه . والجمال ظهور الجمال وبطون الجلال ؛ والجلال بالعكس .

و”الظاهر” مختلف في الباطن ، و”الباطن” مستكن في الظاهر . وكذا “الأول” في الآخر ، و

“الآخر” في الأول.    وأما اسم “الله” الأعظم ، رب الأسماء والأرباب ، فهو في حد

الإعتدال والإستقامة ؛ وله البرزخية الكبرى : لا الجمال يغلب جلاله ، ولا الجلال جماله ؛ لا

الظاهر حاكم على باطنه ، ولا الباطن على ظاهره . فهو الظاهر في عين البطون ، والباطن في

عين الظهور ، والأول بعين الآخرية ، والأخر بعين الأولية . فاعرف ذلك ، فإنه باب واسع

للمعرفة .

شاهد أيضاً

طالوت وبنو إسرائيل

طالوت وبنو إسرائيل من سير الأطهار يوسف مزاحم قال تعالى في كتابه العزيز: ( وَلَقَدْ ...