الرئيسية / زاد الاخرة / مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

وهذه مرقاة لفهم حقائق الأسماء الإلهية، وإن كان الفرق بينهما ثابتاً؛

كما أشرنا إليه . 

هذا الذي أشرنا إليه أنموذج لأرباب الأسرار. وإيّاك وأن تهتك سترها عند

الأغيار .  

مصباح   48

إنّ النبوّة الحقيقيّة المطلقة، هي أظهار ما في غيب الغيوب في الحضرة

الواحديّة حسب استعدادت المظاهر بحسب التعليم الحقيقي والإنباء الذاتي. فالنبوّة مقام ظهور

الخلافة والولاية؛ وهي مقام بطونها .   مصباح 49 إن الإنباء والتعليم بحسب نشآت الوجود

ومقامات الغيب والشهود مختلف المراتب؛ فإن لكل قوم لسانا:ً وما أرسل رسول إلا بلسان

قومه. فلهما مراتب شتّى تجمعها حقيقة الإنباء والتعليم . فمرتبة منها ما وقع لأصحاب سجن

الطبيعة وأرباب القبور المظلمة في عالم الطبيعة. ومرتبة منهما ما وقع لأهل السرّ من الروحانيين

والملائكة المقربين. كما سيأتي إن شاء الله، ذكرها. وفي الرواية: سبّحنا، وسبحت الملائكة،

وهلّلنا فهللت الملائكة. إلى غير ذلك من فقرات الرواية الآتي ذكرها إن شاء الله، في “المشكاة”

[39] الثانية.

ومن ذلك تعليم أبينا، آدم علية السلام .      ومرتبة منهما ما وقع للحقيقة

الإطلاقية من حضرة الإسم الأعظم، رب الإنسان الكامل . ومرتبة منهما ما وقع للأعيان

الثابتة من حضرة العين الثابت المحمدي(ص) ومرتبة عالية منها ما وقع لحضرة الأسماء في مقام

الواحدية والنشأة العلمية الجمعية من حضرة الإسم “الله” الأعظم بمقامه الظهوري. وفوق ذلك

لا يكون إنباء وظهور؛ بل بطون وكمون .    

مصباح   50

هل بلغك من تضاعيف إشارات

الأولياء، عليهم السلام، وكلمات العرفاء، رضي الله عنهم، أنّ الألفاظ وضعت لأرواح المعاني

وحقائقها ؟ وهل تدبرت في ذلك ؟ ولعمري، أنّ التدبر فيه مصاديق قوله عليه السلام : تفكر

ساعة خير من عبادة ستين سنة. فإنه مفتاح مفاتيح المعرفة وأصل أصول فهم الأسرار القرآنية.

ومن ثمرات ذلك التدبر كشف حقيقة الإنباء والتعليم في النشآت والعوالم. فإن التعاليم

والإنباآت في عالم الروحنيّات وعالم الأسماء والصفات غير ما هو شاهد عندنا، أصحاب

السجون والقيود وجهنام الطبيعة وأهل الحجاب عن أسرار الوجود. فاخرج نفسك أيّها

الكاتب الغير المجاهد والمطرود الملعون المعاند عن هذا السجن المظلم؛ وابعثها عن ذاك القبر

الموحش؛ وقل : اللهم، يا باعث من في القبور، ويا ناشر يوم النشور، ابعث قلوبنا عن هذه

القبور الدائرة، وارحل راحلتنا عن تلك القرية الظالمة، لنشاهد من أنوار معرفتك، وتسمع قلوبنا

أنباء نبيك في النشأة القلبية، لئلاّ يكون حظّنا من نبوته (ص) فقط حفظ دمائنا وأموالنا بإجراء

الكلمة على اللسان، ولا من أحكامه الإجزاء الفقهي والوفاق الصوري، ولا من كتابه جودة

القراءة وتعلم تجويده، فنكون ممّن قال تعالى فيهم: ((وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة )

وقال تعالى: (( في قلوبهم مرض )) وقال تعالى: ((وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب

….. )) .

 

 

شاهد أيضاً

الشيخ قاسم: المقاومة مستمرة وقد استعادت عافيتها 

لبنان  01/01/2025 الشيخ قاسم: المقاومة مستمرة وقد استعادت عافيتها أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ ...