الإنفاق في سبيل الله \عز الدين بحر العلوم
4 أيام مضت
زاد الاخرة
30 زيارة
الإنـفـاق
فـي سـبـيـل االله
عز الدّين بحر العلوم
بسم االله الرحمن الرحيم
من القرآن الكريم :
(مثل الذين ينفقون أموالھم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله
ِيم . )
يضاعف لمن يشاء والله واسع عل
سورة البقرة : اآلية ٢٦١
(والذين يكنزون الذھب و الفضة وال ينفقونھا في سبيل الله ّ فبشرھم بعذاب أليم * يوم يحمى عليھا
في نار جھنم فتكوى بھا جباھھم وجنوبھم وظھروھم ھذا ما كنزتم النفسكم فذوقوا ما كنتم
تكنزون)
( سورة التوبة اآلية ٣٤ ـ ٣٥
===============
( ٨ )
من السنة الشريفة :
===============
( ٩ )
تعال معي نتصفح الكتاب …
مشكلة الفقر ، والفقير لا تقل خطورة عن بقية المشاكل التي تهدد كيان المجتمع و تنخر فيه ،
ولذلك تصدى الاسلإِم لها ، فأولاها اهتماماً خاصاً ، فوضع لها حلولاً دقيقة ليجنب الافراد ويلات
الفقر ، فإن البطون أذا جاعت ، و الحاجة أذا الحت فقد يخرج الإنسان عن طوره ، ويصبح
كالوحش الكاسر لا تقف أمامه أي عقبة من العقبات .
لقد تناول المشرع الإسلامي هذه المسأله فرسم لها الخطوط العريضة واعتمد فيها على الأسس
الرصينة ليخفف بذلك الضغط عن الطبقات الضعيفة بأن جعل لهم حقأ في أموال الأغنياء ..
ويتمثل هذا الحق بجعل الضرائب الإلزامية و النفقات التطوعية كما سنجد ذلك بنحو من التفصيل
في بحوث هذا الكتاب مستمداً من القرآن الكريم و من السنة الشريفة .
وبتطبيق هذا القانون لم يبق فقير يعاني ما يخلفه الفقر من مصاعب وحرمان .
من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة.
وألن أعول أھل بيت من المسلمين وأشبع ّ جوعھم وأكسوا عورتھم وأكف وجوھھم عن
الناس أحب إلي من أن أجح حجة وجحة وجحة …
وموضوع بحثنا ليس هو الفقير المتوسل الذي يتخذ التكفف حرفة ومكسباً يكيف به حياته
اليومية يلاحق الناس بيد ممدودة من
===============
( ١٠ )
شارع إلى آخر ، ومن زقاق إلى زقاق .
ليس هذا الإنسان موضوع بحثنا لأنه إنسان لايستحق أن يبحث عن مشكلته ، بل موضوع
بحثنا هو الفقير العاجز عن العمل ، أو القادر الذي لم تساعده الضروف على حصول عمل يؤمن
له معاشه ، أو من يعول به . هذا الإنسان العاجز هو الذي يشكل خطراً على المجتمع لو ترك
على هذا الحال ، ولم تؤخذ مشمكلته بعين الاعتبار … ذلك لأن مثل هذا الإنسان قد لا يطيق
صبراً ليواجه هذا النوع من الحرمان ، فيضطر بالأخير إلى إرتكاب الجرائم ليحصل من وراء
ذلك على المال ، ولقمة اللعيش ، ولسنا بحاجة لذكر الكثير من المشاهد التي تمثل الفقر ، والتي
تكون السبب في اشاعة الفوضى ، والجريمه من فتى عاطل ، وقد غُلقت في وجهه الأبواب ، أو
كبير أقعدته الأيام أو أم فقدت كفيلها بعد أن ترك لها رعيلاً من الصغار .
أو فتاة تحافظ على عفافها ، ولكنها تواجه من لا يرحمها إلا بتقديم أعز ما لديها هديه رخيصه
إليه .
وقد تستقبل أرصفة الشوارع صنوفاً ألفوا إليها يفترشونها أذا داهنهم الليل يلقون بين منعطفاتها
أجساداً أنهكها التسول تاركين لعيونهم أن يداعبها الكرى وطائف يطوف عليهم يناغيهم بصوت
ألفوا نغماته في مثل هذا الوقت من الليل وهو يقول ..
نامي فأن لم تشبعي * من يقظة فمن المنام
هذا الحشد من المساكين ماذا نقول لهم لو أقدموا على الجريمه فسرق بعضهم وباع كرامته
آخر وتطاول ثالث فقتل نفساً محترمة .
===============
( ١١ )
عندها نجد أنفسنا تؤمن شاءت أم أبت بالحديث الذي يقول :
« كاد الفقر أن يكون كفراً ».
ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الصور إذا ما استجاب الموسرون لنداء القرآن ، والسنة فأدوا ما
عليهم من الحقوق إلى الفقراء والمستحقين ، وأقرضوا االله قرضاً حسناً ، وأنفقوا في سبيل االله ـ
وفي هذه الحالة ـ لا يبقى مجال الجريمة ، بل يعود الجميع إلى حضيرة الإسلام ، وهم يطبقون
تعاليمه ، وبذلك يؤمنون لمجتمعهم السعادة ، والرفاه ، وبعدها يقف الإسلام في وجه من تسول له
نفسه أن يرتكب الجريمة لينزل به العقوبات الصارمه لأن الجريمة في هذه الصورة لاتكون وليدة
الحاجة ليعذر في بعض الصور من يرتكبها لو خاف على نفسه من الوقوع في التهلكة ، بل هي
وليدة النفوس الشريرة الخبيثة ، ولذلك لا ترحم القوانين السماوية ، والوضعية مثل هؤلاء ، بل
تلاحقهم لتستأصل مادة الفساد بأقتلاع جذور الجريمة .
وفي الختام : اضرع إلى االله القدير أن يصلح لنا نفوسنا ، وشؤوننا ويرزقنا كرامة الدنيا
والآخرة . وهو الموفق
صفر ـ ١٤٠٨ النجف الأشرف
===============
( ١٢ )
===============
( ١٣ )
ملكية الفرد للمال :
عز الدين السيد علي بحر العلوم
2024-12-14