الرئيسية / زاد الاخرة / الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

کتاب الشمس الساطعة

القسم‌ الاوّل‌: في‌ ذكري‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌

 

بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌

 و صلّی‌ الله‌ علی سيّدنا و نبيّنا خاتم‌ النبيّن‌ محمّد و علی آله‌ الطيّبين‌ الطاهرين‌

 و لعنة‌ الله‌ علی أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ الی قيام‌ يوم‌ الدين‌

 

 تِهْ دَلاَلاً فَأنتَ أهلٌ لِذَاكَا                                وَ تَحَكَّم‌ فَالحُسْنُ قَدْ أعطَاكَا

 وَ لَكَ الامرُ فَاقضِ مَا أنتَ قَاضٍ                      فَعَلَيَّ الجَمَالُ قَدْ أوْلاَكَا

 وَ تَلافِي‌ إنْ كَانَ فِيهِ ائتِلاَفِي‌                          بِكَ عَجّل‌ بِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَا

 وَ بِمَا شِئْتَ فِي‌ هَوَاكَ اخْتَبِرنِي‌                       فَاخْتِيَارِي‌ مَا كَانَ فِيهِ رِضَاكَا

 فَعَلَيَ كُلِّ حَالَةٍ أنتَ مِنِّي                               ‌ بِي‌َ أوْلَي‌ إذْ لَم‌ أَكُن‌ لَوْلاَكَا

 وَ كَفَانِي‌ عِزّاً بِحُبِّكَ ذُلِّي             ‌                     وَ خُضُوعِي‌ وَ لَسْتُ مِن‌ أكْفَاكَا

 وَ إذَا مَا إلَيْكَ بِالوَصْلِ عَزَّتْ                                نِسبَتِي‌ عِزَّةً وَ صَحَّ وِلاَكَا

 فَاتِّهَامِي‌ بِالحُبِّ حَسْبِي‌ وَ أنِّي                         ‌ بَيْنَ قَوْمِي‌ أاَعدُّ مِن‌ قَتْلاَكَا [2]

 لقد تشرّف‌ هذا الحقير، سنة‌ ألف‌ و ثلاثمائة‌ و أربع‌ و ستّين‌، بالذهاب‌ الی بلدة‌ قم‌ الطيبّة‌ لتحصيل‌ العلوم‌ الدينيّة‌، فحللتُ في‌ غرفة‌ بمدرسة‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ «حجّت‌»، التي‌ عُرفت‌ فيما بعد بالمدرسة‌ الحجتيّة‌، و تابعتُ الدرس‌ و البحث‌ و المطالعة‌.

 و كان‌ بناء هذا المدرسة‌ صغيراً، و كان‌ في‌ نيّة‌ آية‌ الله‌ «حجّت‌» توسعتها ليُضاف‌ إليها عدّة‌ آلاف‌ متر مرّج‌ من‌ الاراضي‌ المجاورة‌ كان‌ قد أعدّها من‌ أجل‌ أن‌ يبني‌ للطلبة‌ مدرسة‌ ضخمة‌ علی طراز المدارس‌ الإسلاميّة‌، بحيث‌ تضمّ عدداً كبيراً من‌ الغرف‌ وقاعةً للتدريس‌ و مسجداً و مكتبة‌ و سرداباً و فخرناً للعماء و سائر ما يحتاج‌ اليه‌ الطلبة‌، و ذلك‌ وفق‌ نظام‌ صحيّ صحيح‌، و بفضاء واسع‌ مفتوح‌ يبعث‌ النشاط‌ في‌ أرواح‌ الطلبة‌. [3]

 و مع‌ انّ العديد من‌ المهندسين‌ قدموا من‌ طهران‌ و غيرها و قدّموا خرائط‌ تصاميم‌ مختلفة‌، الاّ انّ أيّاً منها لم‌ يحظَ بموافقة‌ آية‌ الله‌، ثمّ طرق‌ سمعنا أخيراً أنّ سيّداً قدم‌ من‌ تبريز فأعدّ تصحيحاً حاز رضا آية‌ الله‌ و إقراره‌، فكنّا في‌ غاية‌ الشوق‌ نترصّد رؤية‌ هذا السيّد.

 و كنّا أيضاً ـ من‌ جهة‌ أخري‌ ـ في‌ غاية‌ اللهفة‌ لدارسة‌ الفلسفة‌، و كان‌ العالم‌ الجليل‌ فخر الحكماء و الفلاسفة‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ الميرزا مهدي‌ الآشتياني‌ قدّس‌ الله‌ نفسه‌ قد تشرّف‌ في‌ ذلك‌ الوقت‌ بالمجي‌ء الی قم‌ ناوياً التدريس‌، فلبق‌ في‌ قم‌ عدّة‌ أشهر. و كان‌ قد وعد أحد أصدقائنا الاعزاء أن‌ يبدأ بإلقاء درس‌ خصوصيّ في‌ الفلسفة‌ علينا من‌ «المنظومة‌ السبزوارية‌»، و كنّا علی و شكّ البدء في‌ الدرس‌ حين‌ انصرف‌ بغتةً عن‌ الإقامة‌ في‌ قم‌ و عاد الی طهران‌.

 ثمّ سمعنا في‌ تلك‌ الاثناء أنّ ذلك‌ السيّد الذي‌ قدم‌ من‌ تبريز و أعدّ خارطة‌ و تصحيحاً للبناية‌ يُعرف‌ بإسم‌ القاضي‌، و أنّه‌ حاذق‌ ماهر في‌ الرياضيّات‌ و الفلسفة‌، و أنّه‌ قد بدأ بتدريس‌ الفلسفة‌ في‌ الحوزة‌.

اللقاء الاوّل‌ مع‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ قدّس‌ الله‌ نفسه‌

 و هكذا ازداد شوقي‌ لرؤيته‌ و لقائه‌، و كنت‌ أترصّدالذهاب‌ الی منزله‌ و اللقاء به‌ بحُجّة‌ ما، حتّي‌ جاء الی غرفتي‌ يوماً أحد الاصدقاء الذين‌ يتردّدون‌ علی المدرسة‌ ـ و هومن‌ علماء رشت‌ حالياً ـ فقال‌: لقد عاد السيّد القاضي‌ [4]   من‌ زيارة‌ مشهد، فهلمّ نذهب‌ لزيارته‌!

 و ما إن‌  دخلنا منزله‌، حتّي‌ فوجئنا بأنّ هذا الرجل‌ المعروف‌ المشهور هو بنفسه‌ السيّد الذي‌ كنّا نلتقيه‌ يوميّاً في‌ الازقّة‌ في‌ الطريق‌، فلم‌ نكن‌ لنحتمل‌ أبداً أن‌ يكون‌ من‌ أهل‌ العلم‌، فضلاً عن‌ التبحّر في‌ العلوم‌. فلقد كان‌ يتردّد في‌ أزقّة‌ قم‌ مرتدياً عمامة‌ صغيرة‌ جدّاً من‌ الكرباس‌ الازرق‌، و جبّة‌ ذات‌ أزرار مفتوحة‌، و دونما جورب‌، بملابس‌ أدني‌ من‌ العاديّة‌؛ كما كان‌ بيته‌ هو الآخر بسيطاً محقّراً للغاية‌.

 ثمّ أنّنا عانقناه‌ و جلسنا، و تطرّق‌ الحديث‌ الی جهاتٍ عدّة‌، فرأيناً أنّ الامر ليس‌ كما يتصوّر المرء، فهذا الرجل‌ في‌ الحقيقة‌ عالَم‌ من‌ العلم‌ و الدراية‌ و الإدراك‌ و الفهم‌، و صار مشهوداً لدينا جيّداً أنّ:

هر آنكو ز دانش‌ برد توشه‌اي‌                       جهانيست‌ بنشسته‌ در گوشه‌اي‌[5]

 و لقد تصاعد بنا الوله‌ و التعلّق‌ و الحبّ الی أوجها دفعةً واحدةً في‌ ذلك‌ المجلس‌، فسألناه‌ أن‌ يدرسّنا درساً خصوصياً في‌ الفلسفة‌، ليمكننا البحث‌ و المحادثة‌ خلال‌ الدروس‌ بحريّة‌ من‌ أجل‌ نفي‌ أيّ إشكال‌ و إبهام‌ في‌ المطلب‌، فوافق‌ في‌ منتهي‌ الجلال‌. و حين‌ خرجنا من‌ محضره‌ و وصلنا الی سائر الاصدقاء الذين‌ تقرّر أن‌ ندرس‌ الفلسفة‌ معهم‌، سألونا: كيف‌ وجدتم‌ السيّد القاضي‌؟ أجبتُ: عليّ أن‌ أقرأ في‌ جوابكم‌ ذلك‌ الرباعي‌ الذي‌ أنشده‌ أبوالعلاء المعريّ الاعمي‌ في‌ السيّد المرتضي‌ حين‌ عاد الی وطنه‌ بعد لقائه‌ بالسيّد فسئل‌ عنه‌: كيف‌ وجدتَهُ؟ فقال‌:

 يَا سَائِلِي‌ عَنْهُ لَمَّا جِئتُ أَسْألُهُ                ألاَ هُوَ الرَّجُلُ العَارِي‌ مِنَ العَارِ

 لَوْ جِئتَهُ لَرَأيْتَ النَّاسَ فِي‌ رَجُلٍ               وَالدَّهْرَ فِي‌ سَاعَةٍ وَ الارْضِ فِي‌ دَارِ [6]

 و الخلاصة‌ فقد شرع‌ في‌ تدريسنا درس‌ الفلسفة‌ في‌ قاعة‌ درس‌ المدرسة‌، و مع‌ انّه‌ قد تقرّر أن‌ يكون‌ الدرس‌ خصوصيّاً، الاّ انّ الطلبة‌ اطّلعوا علی الامر، فملا قاعة‌ الدرس‌ في‌ اليوم‌ الاول‌ ما يقرب‌ من‌ امائة‌ نفر.

 و علی الرغم‌ من‌ ان‌ البحث‌ و المناقشة‌ كانا بقدر كافٍ خلاف‌ الدرس‌، الاّ انّه‌ لم‌ يكن‌ صواباً ـ بسبب‌ اكتظاظ‌ القاعة‌ بعدد كبير ـ أن‌ تُطرح‌ إشكالات‌ أعلي‌ من‌ المستوي‌ العادي‌ للدرس‌، و هكذا فقد كنتُ علی الدوام‌ أسايره‌ بعد نهاية‌ الدرس‌ الی باب‌ منزله‌ للتحدّث‌ معه‌ في‌ الطريق‌ لاستيضاح‌ بعض‌ المطالب‌.

 وازداد حبّي‌ له‌ و تعلّقي‌ به‌؛ و لانّه‌ كان‌ رجلاً بسيطاً جليلاً خلوقاً حيياً نزيهاً، فقد كان‌ يعاملني‌ معاملة‌ الاخ‌ العطوف‌ و الرفيق‌ الشفيق‌، فكان‌ يأتي‌ الی الغُرفة‌ عصراً، كما كان‌ يتحدّث‌ معي‌ كلّ يوم‌ ـ علاوةً علی الدرس‌ الرسمي‌ ـ لساعة‌ أو ساعتين‌ عن‌ القرآن‌ الكريم‌ و المعارف‌ الإلهيّة‌. و قد رّسني‌ ـ علاوةً علی درس‌ الفلسفة‌ ـ دورة‌ في‌ الهيئة‌ القديمة‌ (علم‌ الفَلَك‌)،  [7] و شرع‌ أيضاً بتدريسي‌ التفسير.

منهج‌ و اسلوب‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ في‌ الدرس‌

 و باختصار فقد استقرّت‌ العظمة‌ و الجلالة‌ و السكينة‌ و الوقار في‌ وجوده‌، و كان‌ بحر العلوم‌ و المعرفة‌ فوّاراً لديه‌ متدفّقاً كالعين‌ الغزيرة‌ الفوّارة‌، و كان‌ يجيب‌ علی الاسئلة‌ في‌ هدوء و سكينة‌. و مع‌ انّ نقاشي‌ و تطاولي‌ كان‌ يصل‌ الی أقصاه‌ أحياناً، فانّه‌ لم‌ يكن‌ ليتخطّي‌ أبدا خطّ سيره‌ و نجه‌، فلم‌ تكن‌ نبرة‌ صوته‌ لترتفع‌ ـ ولو لمرّة‌ واحدة‌ ـ عن‌ ذلك‌ الحدّ الطبيعي‌، و كان‌ ذلك‌ الادب‌ و المتانة‌ و الوقار و العظمة‌ راسخاً في‌ مكانه‌ دوماً، كما ان‌ كأس‌ صبره‌ و احتماله‌ لم‌ تكن‌ لتطفح‌ أو تفيض‌.

 و كان‌ يلقي‌ عليّ أحياناً بيانات‌ عن‌ أحوال‌ الاعلام‌ و أولياء الله‌ و المدارس‌ و الاتّجاهات‌ العرفانيّة‌، و كان‌ له‌ خاصّةً بيانات‌ مفصّلة‌ عن‌ استاذه‌ في‌ النجف‌ في‌ المعارف‌ الالهيّة‌ و الاخلاق‌؛ المرحوم‌ سيّد العارفين‌ و سند المتألّهين‌ آية‌ الله‌ الوحيد السيّد  الحاج‌ الميرزا علی اقاي‌ القاضي‌  رضوان‌ الله‌ عليه‌، كانت‌ شأئقة‌ و محببّة‌ الی نفسي‌. و كانت‌ مجالسي‌ معه‌ ـ علاوة‌ علی أوقات‌ الدروس‌ الرسميّة‌ ـ تمتدّ أحياناً الی ساعتين‌ أو ثلاث‌ في‌ اليوم‌.

 و لقد بلغ‌ من‌ ولهي‌ و تدلّهي‌ به‌ حدّاً هجرتُ معه‌ غرفة‌ المدرسة‌ و استأجرتُ غرفة‌ قرب‌ منزله‌، فانتقلتُ اليها لاستزادة‌ أُنسي‌ به‌ و لقائي‌ معه‌، و لاستزادة‌ استفادتي‌ منه‌ و انتهالي‌ من‌ فيضه‌، فكان‌ يُلقي‌ عليّ باستمرار مواعظ‌ أخلاقيّة‌ و عرفانيّة‌ قبل‌ الغروب‌ بساعة‌ أو ساعتين‌. و كان‌ يحصل‌ أحياناً أن‌ تمتدّ الی جزء من‌ الليل‌، كما كان‌ يأتي‌ في‌ فصل‌ الربيع‌ الی حديقة‌ «باغ‌ قلعة‌» الواقعة‌ قرب‌ منزله‌، فيُلقي‌ عليّ و علی رفيق‌ أو رفيقين‌ آخرين‌ بيانات‌ مفصّلة‌ عن‌ سيرة‌ و نهج‌ الفلاسفة‌ المتألّهين‌ المسلمين‌، و عن‌ مسلك‌ علماء الاخلاف‌، و عن‌ سير و سلوك‌ العرفاء الاجلاّء، و خاصّة‌ عن‌ أحوال‌ المرحوم‌ الآخوند الملاّ حسين‌ قلي‌ الهمداني‌ و تلامذته‌ المبرزين‌، كالسيّد أحمد الكربلائي‌ الطهراني‌ و الحاج‌ الميرزا جواد اقا الملكي‌ التبريزي‌ و الحاج‌ الشيخ‌ محمّد البهاري‌ و السيد محمد سعيد الحبوبي‌، و عن‌ سيرة‌ و نهج‌ المرحوم‌ السيّدين‌ ابن‌ طاوس‌ و بحر العلوم‌، و عن‌ استاذه‌ المرحوم‌ القاضي‌ رحمة‌ الله‌ عليهم‌ أجمعين‌، و كانت‌ تلك‌ البيانات‌ مفتاح‌ طريقنا في‌ المعارف‌ الإلهيّة‌.

 و حقّاً! فانّنا لو لم‌ نلتقِ بمثل‌ بهذا الرجل‌، لكنّا قد خسرنا الدنيا و الآخرة‌، و لكانت‌ أيدينا صفرات‌ من‌ كلّ شي‌ء؛  فلله‌ الحمد و له‌ المنّة‌.

 و باختصار، فقد كان‌ ذكرنا و فكرنا الدائمي‌ ـ علاوة‌ علی الدروس‌ الرسميّة‌ للحوزة‌ من‌ الفقه‌ و الاصول‌ ـ في‌ الإستفادة‌ من‌ محضره‌ الطافح‌ بالبركة‌، سواءً بلحاظ‌ الفلسفة‌ أو الاخلاق‌ و العرفان‌؛ أو تفسير القرآن‌ الكريم‌ الذي‌ كان‌ يفسّره‌ علی نحوٍ و اسلوب‌ بديع‌، و دام‌ ذلك‌ لغاية‌ سنة‌ الف‌ و ثلاثمائة‌ واحدي‌ و سبعين‌ هجرية‌، حيث‌ تشرّفت‌ بالذهاب‌ الی النجف‌ الاشرف‌ لإدامة‌ التحصيل‌ و للاستفادة‌ من‌ مدينة‌ العلم‌: مولي‌ الموالي‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌.

 و كنتُ قد سألتُ العلاّمة‌ خلال‌ هذه‌ المدّة‌ أن‌ يُدرّسني‌ شرح‌ «الفصوص‌» للقيصري‌ و شرح‌ «منازل‌ السائرين‌» للملاّ عبدالرزّاق‌ الكاشاني‌، فكان‌ يعدني‌ بذلك‌ باستمرار، لكنّ الحديث‌ كان‌ يدور ـ بدلاً عنها ـ عن‌ آيات‌ القرآن‌ و شرحها و تفصيلها، حتّي‌ علمتُ في‌ النهاية‌ أنّه‌ لا يمتلك‌ رغبةً قويّة‌ لتدريسها. بيد أنّه‌ شرح‌ دورة‌ كاملة‌ عن‌ السير و السلوك‌ علی نهج‌ الرسالة‌ المنسوبة‌ لآية‌ الله‌ بحر العلوم‌، و كان‌ ذلك‌ محبّباً و شائقاً لنا.

 كما أنّه‌ شرح‌ في‌ أيّام‌ العطلة‌. لطلاّب‌ خاصّين‌ يتراوحون‌ بين‌ عشرة‌ الی خمسة‌ عشر نفراً، رسائل‌ الآيتين‌ العلمين‌: سيّد العرفاء المتألّهين‌  السيّد أحمد الكربلائي‌  و شيخ‌ الفقهاء الربانيّين‌ الحاج‌  الشيخ‌ محمد حسين‌ الاصبهاني‌ الكمباني‌  رضوان‌ الله‌ عليهما، ثم‌ قام‌ بعد تنقيح‌ البحث‌ ببيان‌ نظريّته‌ مفصّلاً.

 و يضمّ هذا الكتاب‌ اربع‌ عشرة‌ رسالة‌ تدور حول‌ التوحيد الذائي‌، سبعٌ منها لاية‌ الله‌ الكربلائي‌ في‌ مسلك‌ التوحيد علی مذاق‌ العرفاء، و سبع‌ أخري‌ لآية‌ الله‌ الاصبهاني‌ في‌ مسلك‌ التوحيد علی مذاق‌ الفلاسفة‌.

 و قد دُوّنت‌ هذه‌ الرسائل‌ و تبودلت‌ ردّاً علی بعضها البعض‌ الآخر، حيث‌ أعدّ هاتان‌ الآيتان‌ كلاهما و سائلهما الاستدلاليّة‌ العرفانيّة‌ و الفلسفيّة‌ بكلّ معني‌ الكلمة‌، و نهض‌ كلُّ منها لإبطال‌ مدّعي‌ خصمه‌ في‌ هذه‌ المراسلات‌ و تقرّر أن‌ يقوم‌ العلاّمة‌ ـ بدوره‌ ـ بكتابة‌ تذييل‌ علی كلّ من‌ هذه‌ الرسائل‌ بعنوان‌  محاكمات‌، فكتب‌ فعلاً الی التدييل‌ السادس‌، الاّ انّ الرسائل‌ الباقية‌ بقيت‌ دون‌ تذييل‌، فقد تشرّف‌ الحقير بالذهاب‌ الی النجف‌ لإدامة‌ التحصيل‌ و الدرس‌، فلم‌ يتمّ العلاّمة‌ تلك‌ التدييلات‌ فبقيت‌ الی النهاية‌ دون‌ اتمام‌. و مع‌ انّي‌ سألتُه‌ ذلك‌ عدّة‌ مرّات‌ خلال‌ تشرّفي‌ بلقائي‌، و مع‌ انّه‌ وعد بذلك‌، الاّ انّ الشواغل‌ و انحراف‌ المزاج‌ لم‌ يتركاله‌ مجالاً و احتمالاً لذلك‌، الی أن‌ التحقق‌ برحمة‌ الله‌. [8]

 

 

إقرأ المزيد ,,

مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى

إقرأ المزيد ,,

الإمام الخامنئي: الشعب الفلسطيني فضح الغرب وأمريكا وادعاءاتهم الكاذبة بشأن حقوق الإنسان

إقرأ المزيد

الشيعة وفلسطين _.._ قراءة في عملية طوفان الاقصى (جميع الحلقات)

إقرأ المزيد

لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية

فلسطيني رقص على الدبكة خلال الاشتباكات يُذكر بـ “رقصة الحرية” للهنود الحمر

إقرأ المزيد

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

إقرأ المزيد

( أُمُّ الْبَنِينَ ابْكِ عَلىٰ أَحْزانِها ) – قصيدة من ديوان مدائح الأطهار

*غولاني” يُسحب من غزّة.. المقاومة تُحطّم جنود “النُخبة”

*أبو عبيدة: إذا أراد العدو أسراه أحياءً فعليه وقف العدوان

*أمير عبداللهيان: الشعب الفلسطيني ومقاومته اثبتا تفوق قدرتهما وارادتهما على آلة القتل الصهيونية

*السيد الحوثي: البوارج الأميركية هدف لصواريخنا إذا اعتدت واشنطن علينا

رئيسي لـ “بابا الفاتيكان” : أتمنى أن نرى عشية العام الجديد وقفاً فورياً لقتل ألابرياء في غزة

محلل عسكري صهيوني: لسنا قريبين من تحقيق أهداف الحرب على غزة

 

 

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב#نتن _ياهو_جزار_غزة

شاهد أيضاً

شهادة الزهراء – شيخ زمان الحستاوي

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...