الرئيسية / من / قصص وعبر / قصص المعصومين (عليهم السلام )

قصص المعصومين (عليهم السلام )


– خديجة .. قالها رسول اللّه (ص ) مندهشا بعد ان راى خديجة تتمتم فرحة وكانها تكلم شخصا امامها.. فقالت له :
ـ يا رسول اللّه .. الجنين الذي في بطني يحدثني ..فتؤنسني عذوبة حديثه .
فـي هذه الاثناء.. نزل الامين جبرائيل (ع ).. وهمس في اذن رسول اللّه (ص ) مماجعله يبتسم فرحا وهـو يـنـقل كلام جبرائيل (ع ) الى زوجته خديجة قائلا : آياخديجة .. انها ابنتي .. نسمة طاهرة مطهرة .. وقد امرني اللّه تعالى ان اسميهافاطمة .. وسيجعل من ذريتها ائمة يهتدى بهم .
مما جعل فرحة خديجة تتعاظم فملات آفاقها سعادة عوضتها عن حرمان مقاطعة النساء لها.
تمر لحظات الولادة .. وخديجة وحيدة لا توجد امراة قربها.. مما اضطرهاان ترسل الى قريباتها من نـسـاء مـكـة .. وراحـت تنتظر حتى اتاها جوابهن :ـ ياخديجة .. انت عصيتنا.. ولم تقبلي منا قولنا.
فتزوجت ذلك الفقير الذي لامال له .. لذلك لن نجي ء اليك .
فاغتمت خديجة لذلك غما شديدا.. وبينما هي كذلك واذا بها تتفاجا باربع نساء يدخلن عليها.. كانهن من نساء قريش .. فقالت احداهن : يا خديجة لاتحزني .. لقد بعثنا اللّه تعالى اليك .. لمساعدتك . كانت تلك المراة هي آسية بنت مزاحم .. ومعها مريم بنت عمران وسارة زوجة ابراهيم (ع ) وصفراء بـنـت شـعـيب .. فجلسن حولها.. وقمن بواجبهن حتى وضعت فاطمة (س ) كما قال رسول اللّه (ص ) طاهرة مطهرة .. تلقتها احداهن ..فغسلتها بماء الـكوثر ونشفتها.. ثم اخرجت من القماش قطعتين بيضاوتين اشد بياضا من اللبن .. واطيب رائحة من المسك والعنبر.. فلفتها بواحدة .. وقنعتها بالثانية .. ثم استنطقتها , فنطقت فاطمة (س ) بالشهادة قائلة :
اشـهـد ان لا الـه الا اللّه .. وان ابـي مـحـمـدا رسول اللّه .. وان عليا سيد الاوصياء.. وولدي سادة الاسباط.
ثـم سـلـمـت عـلى كل واحدة منهن باسمها.. فاقبلن عليها ضاحكات .. ثم عرجن الى السماء… بعد ان تـنـاولـتـها خديجة فرحة بها مستبشرة .. فوضعتهافي حجرها.. والقمتها ثديها فدر عليها لبنا.. وما اسـرع مـا لـقـبـت فـاطـمـة (س )بـالزهراء.. ففي ولادتها ازهرت الارض .. واشرقت الفلوات .
وانارت الجبال والربوات .. وهبطت الملائكة الى الارض .. فنشرت اجنحتها في المشرق والمغرب .
وضربت عليها سرادق البهاء.. وغشي اهل مكة ماغشيهم من النور.
دخـل رسول اللّه (ص ) على خديجة فرحا مستبشرا وهو يقول لها : ياخديجة لا تحزني ان كان قد هجرك نساء مكة .. ولم يدخلن عليك .
فها انا ارى الحور ينزلن من السماء عطرات .. يشع منهن نور يلتهب التهابا.. وتفوح منهن رائحة تسر اهـل مكة جميعا.. سلمن فاحسن ..وحيين فابلغن .. بعثهن اللّه تعالى ليصبحن في خدمة خديجة وابنتها فـاطمة الزهراء(س ).. بعد ان استبشرت الحور العين .. وبشر اهل السماوات بعضهم بعضا.. بولادة فاطمة الزهراء(س ) فقد حدث في السماء نور زاهر لم تر مثله الملائكة من قبل .
مـرت الاعوام .. وفاطمة الزهراء(س ) تنمو في اليوم كما ينمو غيرها في شهر..وتنمو في الشهر كما ينمو غيرها في سنة .. الى ان جاء ذلك اليوم الذي كان فيه رسول اللّه (ص ) جالسا مع اصحابه في الـمسجد وبصحبته علي بن ابي طالب (ع ).. اذ هبط من السماء ملك على هيئة لم يالفها الرسول (ص ) مـن قبل اذظنه جبرائيل .. وهم يقبل راسه .. فقال له الملك : ـ مه يا احمد ((5)) انت اكرم عند اللّه تعالى من اهل السماوات واهل الارض اجمعين .
فقام الملك بتقبيل راس الرسول (ص ) ويده .. وفي اثناء ذلك قال له الرسول :ـحبيبي جبرائيل .. ما هذه الصورة التي لم تهبط علي بمثلها.. ؟ فـقال الملك : ـ ما انا بجبرائيل .. لكني ملك يقال لي محمود.. وبين كتفي مكتوب لا اله الا اللّه .. محمد رسول اللّه .. ((6)) . وفـي هـذه الاثـنـاء نزل من السماء جبرائيل , وميكائيل , واسرافيل ..وسبعون الفا من الملائكة قد حضروا معهم .. بينما كان الملك محمود يقول لرسول اللّه (ص ) : ـ بعثني اللّه تعالى لازوج النور من النور.
فقال الرسول (ص ) : ـ والنور.
فاجابه محمود : ـ فاطمة من علي (ع ) . فـالـتـفت النبي (ص ) الى علي بن ابي طالب (ع ) وهو يقول له : ـ قد زوجتك على ما زوجك اللّه من فوق سبع سماوات .. فخذها اليك .
ثم التفت النبي (ص ) الى محمود قائلا له : ـ منذ متى كتب هذا بين كتفيك .. ؟ فقال محمود : ـ من قبل ان يخلق اللّه آدم بالفي عام .
ثـم ناول جبرائيل النبي محمدا(ص ) قدحا فيه طيب من طيب الجنة وهويقول : ـ يا حبيبي يا محمد مر فاطمة ان تدهن راسها وبدنها من هذاالطيب .
فـصـارت فاطمة الزهراء(س ) كلما مررت يدها على راسها او بدنها.. شم اهل المدينة رائحة ذلك الطيب .
كـانـت فاطمة الزهراء(س ) دائما تشتغل بالعبادة وفي احدى ليالي الجمع وهي مشغولة .. كان ولدها الامـام الـحسن (ع ) يراقبها وهي في محرابها راكعة ..ساجدة .. ثم راح يتاملها وهي تدعو الى جميع النساء.. والرجال ..والاطفال من الجيران الذين يسكنون حول بيتها الشريف .. ومضت ساعات الليل شيئا فـشـيـئا.. حتى بزغ الفجر.. والامام الحسن (ع ) يتامل امه فاطمة الزهراء(س ) وكانه ينتظر منها شـيـئا.. يا ترى ماذا كان ينتظر الامام الحسن (ع ) ؟ ودعائها.. بادرهاالامام الحسن (ع ) سائلا : ـ لم لم تدع لنفسك يا اماه .. كما دعوت لغيرك ..؟ فاجابت فاطمة الزهراء(س ) ولدها قائلة : ـ يا بني .. الجار ثم الدار.
هـكـذا كانت بضعة المصطفى (س ) تهتم بامور المسلمين وتحرص على طلب الخير والسعادة لهم , ولـكـن ما ان انتقل رسول اللّه (ص ) الى الرفيق الاعلى حتى صبت عليها المصائب , وتعرضت للظلم الـفـادح والاذى الـكـبـيـر مـن لـدن السلطة الحاكمة , فعاشت الحزن واللوعة الى ان قضت نحبها صـابـرة مـظـلـومة محتسبة ولحقت بابيها رسول اللّه (ص ) وهي تشكو اليه ما لقته من ظلم وآلام , ودفنت ليلا , ولم يعرف قبرها , وتلك هي الظلامة الكبرى . لـقـد عـاشـت (س ) والـرسـول يـدعوها (ام ابيها) , وحسب الزهراء البتول من ظلمها قول رسول اللّه (ص ) فيها : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني . الامام الحسن (ع ) دعوة للجهاد لا اعـرف مـاذا اقـول لكم ؟, وبماذا اصفكم ؟ فالانسان ليس بشكله وجسده .. وانما بمضمونه الذي اراده اللّه تـعالى له , حين اعطاه ما اعطاه حتى جعله في مكانة رفيعة تليق بالاحترام والتقدير.. فهو سـيد مخلوقات اللّه في ارضه شرط ان يحسن التفكير بما منحه اللّه اياه .. وهو ذلك العقل الذي امره اللّه تعالى حين خلقه بالاقبال فاقبل .. والادبار فادبر.. انكم تعرفون جيدا ماذا قال له بعد هذا..؟ قال :
وعزتي وجلالي بك اعاقب وبك اءثيب .
فاذا كان حقا ايها الناس بهذا العقل انتم آمنتم باللّه وبرسوله وكتابه وشهدتم بذلك , فاني الان اسالكم بحق ما آمنتم به : ما معنى قوله تعالى 🙁 قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) ((7)) ؟ وما معنى قوله تعالى : ( انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا..) ((8)) ؟ وما معنى وصية رسول اللّه (ص ) لكم في بيعة غدير خم ..؟ الم يقل : ـ ى اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه تعالى وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا.. ه ؟ يـكـاد قلبي يتفجر بركانا من دماء ساخنة .. الم يكن الامام الحسن (ع )واحدا من اهل بيت النبوة .. ؟ ومـن بين الذين نصت عليهم آيات كتاب اللّه تعالى .. ؟ كـانـت هـذه العقول الانسانية حينما دعاكم امامكم الحسن بن علي (ع ) بعد التحركات الاموية باتجاه العراق مخاطبا اياكم : ان اللّه كتب الجهاد على خلقه .. وسمـاه كرها..ثم قال لاهل الجهاد :
(اصـبـروا ان اللّه مـع الـصابرين ) فلستم ايها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبرعلى ما تكرهون .
فاخرجوا يرحمكم اللّه الى معسكركم بالنخيلة .. حتى ننظر وتنظروا.. ونرى وتروا.
الم تكن الامامة اصلا من اصول دينكم .. ؟ تعالى ؟ ؟ اشاعات ودعايات معاوية .. فاءصيبت بالذهول ولفها الارتباك حتى واجهتم امر امامكم الحق ببرود تام .
فـلم تحظ دعوته لكم بالتجهز للحرب .. وتحمل مسؤولية الجهاد بالقبول .. اية عقول هذه التي اذعنت للاموال الاموية بدلا من ان تهب للدفاع عن الحق .. ؟ وفي خضم تلك الاحداث لمع شعاع امل بدد خيبة الامام الحسن (ع ) بواقع الناس من حوله .. وقد تمثل هذا في عدي بن حاتم .. وقيس بن سعد..ومعقل بن قيس .. وزياد بن صعصعة التميمي .. عبر هؤلاء عن وفائهم واخلاصهم لامامهم الحسن (ع ) فشدوا على يديه .. وعاهدوه على المضي قدما في نصرة الحق ومـواجـهة الطغيان والفتنة .. فرفعوا اصواتهم امام الجموع المتخاذلة يلومونهم .. ويحرضونهم على النهوض بمسؤولياتهم الرسالية .
فـفـرح الامـام (ع ) بهؤلاء واثنى على موقفهم الصادق قائلا : صدقتم رحمكم اللّه .. مازلت اعرفكم بصدق النية .. والوفاء.. والمودة الصحيحة .. فجزاكم اللّه خيرا.
لـعل الناس عادوا الى نصرة الحق .. وقبلوا الدفاع عن الاسلام .. وقد كان هذاامل الامام الحسن (ع ) بـهـم .. فراح يرسم الخطط لقيادة الفرق العسكرية ..واختار لقيادتها ابن عمه عبيد اللّه بن العباس .
فـارسـل معه طليعة عسكرية كمقدمة للجيش مخاطبا اياه : يا ابن العم اني باعث معك اثني عشر الف رجـل فيهم فرسان العرب , وقراء المصر , الرجل منهم يزيد الكتيبة . فسر بهم ,والن لهم جانبك .
وابسط لهم وجهك .. وافرش لهم جناحك .. وادنهم من مجلسك .. فانهم بقية ثقاة امير المؤمنين (ع ) سر بـهـم على شط الفرات .. ثم امض حتى تستقبل بهم جيش معاوية .. فان لقيته فاحتسبه حتى آتيك فاني على اثرك وشيكا.. وليكن خبرك عندي كل يوم .. ولا تقاتل جيش معاوية حتى يقاتلك . فان فعل فقاتله .
واذا حدث فاءصبت .. فقيس بن سعد على الجيش ..فان اصيب هو الاخر فسعيد بن قيس يحل محله في قيادة الجيش .
حين اتخذت القطعات العسكرية مواقعها في منطقة (مسكن ) على نهرالدجيل في العراق , كان الامام الحسن (ع ) قد تحرك على راس بقية الجيش فعسكر في منطقة (مظلم ساباط) قرب المدائن .
واني لاخاطبكم الان ايها الناس .. هل هي عقولكم وضمائركم التي جعلتكم تتجمعون وتشكلون جيشا فـي مـعـسكر النخيلة ..؟ ام هي كلمات التوبيخ والملامة التي وجهها اليكم عدي بن حاتم وغيره من اهـل الـبـصائر؟ يـسـتـبد بكم الخور والتشتت .. الا تدركون وانتم على هذه الحالة انكم تعصون اللّه عز وجل بينما معاوية الملعون يعلن عصيانه للّه .. الا ان جيشه يطيعه .

شاهد أيضاً

الإحتجاج (ج1) / للطبرسي

الإحتجاج (ج1) / الصفحات: ٤٠١ – ٤٢٠ الحق، وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا. فقام الشامي: ...