الرئيسية / شخصيات اسلامية / العلماء ورثة الانبياء

العلماء ورثة الانبياء

السيد حسين ابن ضياء الدين أبى تراب حسن ابن السيد أبى جعفر محمد
الموسوي الكركي
عالم عامل فاضل كامل مصنف مكثر ، أحد أركان الدين في عصر السلطان
الشاه عباس الأول ، وبعده كان شيخ الاسلام بقزوين ثم بأردبيل إلى يوم وفاته ،
آمرا بالمعروف ناهيا عن كل منكر مرجعا في العلم والدين نافذ الحكم .
كان يكتب على سجلات الأرقام ودفاتر الاحكام ” خاتم المجتهدين ” ، كما
كان يكتب عليه جده الأمي المحقق الكركي .
كان السيد مقدما على جميع العلماء حتى على خاله الشيخ عبد العالي ابن
المحقق الكركي في جميع المراتب ، وكانت له كرامات عالية ومقامات سامية ،
دعا على السلطان شاه إسماعيل الثاني الذي صار سنيا في الليلة التي كان طلبه
وكان سكرانا ليقتله بدعاء العلوي المصري فأخذه الله بذلك النكال ، وكان لسنيته
شديد التعصب على علماء الشيعة لما أغواه به الميرزا مخدوم صاحب نواقض
الروافض ، لكن كان السيد قدس الله روحه قوي الجنان طلق اللسان ، فخاصم
السلطان بأشد ما يكون وسد عليه كل طريق يريد فيه السوء بالشيعة والعلماء ، حتى
أن السلطان أرسل إليه أن يمنع الذين كانوا يمشون أمام مواكب الاشراف باللعن ،
فأجابه : بأني لست بسامع لك أمرا وإذا شئت الامر بقتلي فافعل يقول الناس
قتل يزيد الثاني حسين الثاني فيلعنوك كما يلعنون يزيد الأول .
ولما أراد السلطان المذكور تغيير السكة لأنها كانت منقوشة بأسماء الأئمة
من أهل البيت احتال ذلك بمحضر الامراء بأن هذه النقوش تقع بيد الكفرة
فالرأي تبديلها حتى لا تنجس بمس الكافر . فلم يجسر أحد على جوابه غير
السيد ، فقال : إذا كان العذر ذلك فأمر أن يكتب عليها بيت المولى حيرتي
الشاعر ، وهو بيت معروف 1 ) . فترك ما كان يريده وأخذ يدبر الحيلة لقتل السيد ،
فحبسه في حمام حار لا يشك بهلاكه ، ولما فتحوا الحمام خرج السيد على كمال
الصحة . وبالجملة لم يقدر عليه حتى هلك السلطان لا رحمه الله وأراح الله منه .
وللسيد مصنفات عدة ، مثل ” دفع المناواة 1 ) عن التفضيل والمساواة “
في شأن علي عليه السلام بالنسبة إلى سائر أهل البيت ، وقد فرغ منه رابع ربيع
الأول سنة تسع وستين وتسعمائة ، وكتاب ” رفع البدعة في حل المتعة ” ، وكتاب
” النفحات القدسية في أجوبة المسائل الطبرية ” ، وكتاب ” النفحات الصدرية 2 )
في أجوبة المسائل الأحمدية ” ، وكتاب ” سيادة الاشراف ” 3 ) ، ورسالة ” اللمعة
في عينية الجمعة ” ، ورسالة ” الطهماسبية ” في الإمامة ، ورسالة ” نجاسة أهل
الخلاف ” ، ورسالة أخرى في الحكم بكفر عامتهم وسماها ” دعامة الخلاف ” ،
ورسالة في ” تعيين قاتل الخليفة الثاني ” ، ورسالة في ” التوحيد ” ، ورسالة
في ” تفسير أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب ” ، ورسالة في ” كيفية
استقبال الميت ” ، ورسالة في ” كيفية نية الوكيل في العقد ” ، ورسالة في ” تحقيق
معنى السيد والسيادة ” 4 ) ، وكتاب ” التبصرة ” في الكلام ، وكتاب ” التذكرة “
في الكلام ، وكتاب ” الاقتصاد ” في الكلام ، وكتاب ” صحيفة الأمان ” في
الأدعية ، وكتاب ” شرح الشرائع ” ، وكتاب ” الطهارة ” ، و ” شرح روضة
الكافي ” ، و ” التعليقة على الصحيفة السجادية ” ، وكتاب ” عيون الاخبار ” 5 )
وغير ذلك 1 ) .
ويروي عنه السيد حسين بن السيد حيدر الكركي ، قال في إجازاته لبعض
تلامذته : أروي جميع ذلك قراءة وإجازة عن سيد المحققين وسند المدققين
وارث علوم الأنبياء والمرسلين السيد حسين ابن السيد الرباني والعارف الصمداني
السيد حسن الحسيني الموسوي عن عدة من أصحابنا منهم والده والفقيه المتكلم
الشيخ محمد بن الحرث المنصوري الجزائري والسيد السند الفاضل السيد
أسد الله الحسيني التبريزي والشيخ الجليل شيخ الاسلام حقا علي بن هلال
الكركي الشهير والده بالمنشار والمولى الجليل مولانا عطاء الله الآملي والسيد
عماد الجزائري والشيخ الفقيه يحيى بن الحسين بن عشرة البحراني شارح
الرسالة الجعفرية جميعا عن جده من قبل الام رئيس المحققين الشيخ علي بن
عبد العالي الكركي بطرقه .
فعلم أنه يروي عن عدة من الاعلام عن والد أمه المحقق الكركي ، فهو ابن
خالة الميرزا محمد باقر الداماد والسيد حسين بن السيد حسن بن جعفر بن الأعرج
الموسوي الكركي والد الميرزا حبيب الله .
هذا ان كان للمحقق الكركي ثلاث بنات ، وان لم يكن له الا بنتين فالتحريف
واقع في لفظة ” أبى ” وهي ” ابن جعفر ” ، فحينئذ فيتحد مع والد ميرزا حبيب
الله المذكورين في الأصل ويكون جده ” جعفر ” لا ” أبى جعفر ” . والله العالم .
لكن من البعيد تحريف ” ابن ” ب‍ ” أبى ” واسقاط لفظ ” ابن ” أيضا بين جعفر
ومحمد . فتأمل ولاحظ .
وظهر لي 2 ) في رياض العلماء اتحادهما وأنه مات بأردبيل ونقل إلى العتبات
في العراق ، وقيل مات بقزوين سنة إحدى وألف ، وهي السنة التي وقع فيها
الطاعون بقزوين 1 ) .
وذكر صاحب الأصل السيد حسين والد الميرزا حبيب الله وأنه سكن
بأصفهان حتى مات 2 ) . والله العالم بالصواب .

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...