الرئيسية / من / قصص وعبر / في نبوة إدريس ونوح عليه السلام

في نبوة إدريس ونوح عليه السلام

 أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن أحمد بن معبد ( 1 ) الحسيني ، حدثنا الشيخ أبو
جعفر الطوسي ، حدثنا الشيخ المفيد أبو عبد الله ، حدثنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه ، حدثنا
أبي ، حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن
إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال :

 

01

 

 

 

كان نبوة إدريس عليه السلام

 انه كان في زمنه ملك جبار وانه ركب ذات يوم في بعض نزهه ، فمر بأرض خضرة نضرة

لعبد مؤمن فأعجبته

06

 

 فسال وزراءه لمن هذه ؟ فقالوا لفلان ، فدعا به ، فقال له ، أمتعني ( 2 )

بأرضك هذه ، فقال : عيالي أحوج إليها منك ، فغضب الملك وانصرف إلى أهله .

وكانت له امرأة من الأزارقة يشاورها في الامر إذا نزل به ، فخرجت إليه فرات في وجهه

الغضب

20

 

 

، فقالت : أيها الملك انما يغتم ويأسف من لا يقدر على التغيير ، فان كنت تكره ان

تقتله بغير حجه ، فانا أكفيك امره وأصير ارضه بيدك بحجه لك فيها العذر عند أهل

مملكتك ، فقال : ما هي ؟

 

07

قالت : ابعث أقواما من أصحابي الأزارقة حتى يأتوك به ، فيشهدون لك عليه عندك انه

قد برئ من دينكم ، فيجوز لك قتله واخذ ارضه ، قال : فافعلي وكان أهلها يرون قتل

المؤمنين ، فأمرتهم بذلك ، فشهدوا عليه انه برئ من دين ( 3 ) الملك ، فقتله واستخلص

ارضه .

 

 

فغضب الله تعالى للمؤمن فأوحى إلى إدريس عليه السلام ان ائت عبدي الجبار فقل له : اما

رضيت ان قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى استخلصت أرضه ، فأحوجت ( 1 ) عياله من بعده

وأجعتهم ( 2 ) ، أما وعزتي لأنتقمن له منك في الاجل ، ولأسلبنك ملكك في العاجل ، ولا

طعمن الكلاب من لحمك ، فقد غرك حلمي ، فاتاه إدريس عليه السلام برسالة ربه ، وهو في مجلسه و

حوله أصحابه .

 

download

 

فقال الجبار : اخرج عنى يا إدريس ، ثم أخبر امرأته بما جاء به إدريس صلوات الله

عليه ، فقالت : لا تهولنك رسالة إدريس انا ارسل إليه من يقتله وأكفيك امره ، وكان

لإدريس صلوات الله عليه أصحاب مؤمنون يأنسون به ويأنس بهم ، فأخبرهم بوحي الله

ورسالته ( 3 ) إلى الجبار ، فخافوا على إدريس منه .

23

 

 

ثم بعثت امرأة الجبار أربعين رجلا من الأزارقة ليقتلوا إدريس ، فأتوه فلم يجدوه في

مجلسه ، فانصرفوا ورآهم أصحاب إدريس ، فأحسوا بأنهم يريدون ( 4 ) قتل إدريس عليه السلام ،

07

 

 

فتفرقوا في طلبه وقالوا له : خذ حذرك يا إدريس ، فتنحى عن القرية ( 5 ) من يومه ذلك و

معه نفر من أصحابه ، فلما كان في السحر ناجى ربه ، فأوحى الله إليه ان تنح عنه وخلني و

إياه

 

23

قال إدريس صلوات الله عليه : أسألك ان لا تمطر السماء على أهل هذه القرية ، وان

خربت وجهدوا وجاعوا . قال الله تعالى : إني قد أعطيتك ما سألته ، فأخبر إدريس أصحابه

بما سال الله من حبس المطر عليهم وعنهم ، وقال : اخرجوا من هذه القرية إلى غيرها من

القرى ، فتفرقوا وشاع الخبر بما سال إدريس عليه السلام ربه .

 

12

وتنحى إدريس إلى كهف في جبل

شاهق ، ووكل الله تعالى ملكا يأتيه بالطعام عند كل مساء ، وكان يصوم النهار ، وظهر في

المدينة جبار آخر ، فسلب ملكه – أعني : الأول – ( 1 ) وقتله واطعم الكلاب لحمه ولحم

امرأته ، فمكثوا بعد إدريس عشرين سنه لم تمطر ، السماء عليهم مطره فلما جهدوا ومشى

بعضهم إلى بعض .

06

فقالوا إن الذي نزل بنا مما ترون بسؤال إدريس عليه السلام ربه ، وقد تنحى عنا ولا علم لنا

بموضعه ، والله ارحم بنا منه ، فاجمعوا أمرهم على أن يتوبوا إلى الله تعالى فقاموا على الرماد ،

ولبسوا المسوح ، وحثوا على رؤوسهم التراب ، وعجوا إلى الله بالتوبة والاستغفار والبكاء و

التضرع إليه .

rev_alg (1)

 

فأوحى الله تعالى إلى الملك الذي يأتي إدريس عليه السلام بطعامه : ان احبس طعامه عنه ،

فجاع إدريس عليه السلام ليله ، فلما كان في ليله اليوم الثاني لم يؤت بطعامه قل صبره وكذلك ( 2 )

الليلة الثالثة ، فنادى يا رب حبست عنى رزقي من قبل ان تقبض روحي .

 

21

 

فأوحى الله إليه : اهبط من موضعك ، واطلب المعاش لنفسك ، فهبط إلى قرية فلما دخلها

نظر إلى دخان بعض منازلها ، فاقبل نحوه فهجم على عجوز كبيره وهي ترفق قرصين لها

على مقلاة ، فقال : بيعي منى ( 3 ) هذا الطعام ، فحلفت انها ما تملك شيئا غيرهما ( 4 ) واحد لي و

واحد لابني ، فقال : ان ابنك صغير يكفيه نصف قرصه فيحيى به ويجزيني النصف الاخر ،

 

19

فأكلت المرأة قرصها ، وكسرت القرص الاخر بين إدريس وبين ابنها ، فلما رأى ابنها

إدريس يأكل من قرصته اضطرب حتى مات ، فقالت يا عبد الله قتلت ابني جزعا على

قوته ، فقال لها إدريس عليه السلام : أحييه بإذن الله ولا تجزعي .

 

12

ثم اخذ إدريس بعضد الصبي وقال : أيتها الروح الخارجة عن هذا الغلام ارجعي إليه و

إلى بدنه بإذن الله تعالى ، انا إدريس النبي ، فرجعت روح الغلام إليه ، فقالت اشهد انك

إدريس النبي ، وخرجت ونادت في القرية بأعلى صوتها : أبشروا بالفرج قد دخل

إدريس عليه السلام قريتكم .

 

21

ومضى إدريس حتى جلس على موضع مدينه الجبار الأول وهي تل ، فاجتمع إليه

الناس من أهل قريته ( 1 ) ، فقالوا مسنا الجوع والجهد في هذه العشرين سنه

 

07

، فادع الله تعالى

لنا ان يمطر علينا ، قال إدريس عليه السلام : لا ادعو حتى يأتيني ( 2 ) جباركم وجميع أهل قريتكم

مشاة حفاة ، فبلغ الجبار قوله ، فبعث إليه أربعين رجلا يأتوه بإدريس ، فأتوه وعنفوا به ،

فدعا عليهم فماتوا ، فبلغ الجبار الخبر ، فبعث إليه خمسمائة رجل ،

 

22

فقالوا له : يا إدريس ان

الملك بعثنا إليك لنذهب بك إليه ، فقال لهم إدريس عليه السلام : انظروا إلى مصارع أصحابكم قالوا :

متنا بالجوع ( 3 ) فارحم وادع الله ان يمطر علينا فقال : حتى يأتي الجبار .

 

 

23

ثم انهم سألوا الجبار ان يمضى معهم ، فأتوه ووقفوا بين يديه خاضعين ، فقال

إدريس عليه السلام ، الان فنعم فسال الله ان يمطر عليهم فأظلتهم سحابة من السماء ، فأرعدت و

أبرقت وهطلت عليهم

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...