12 الإعلام وبرامج الترفيه
لا بد من التوجيه الثقافي والأخلاقي في الإعلام، حتى في البرامج التي تعد للترفيه كالمسابقات، هذا ما يؤكد عليه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله.
ومما يؤكد عليه في هذا الإطار، هو أن مسألة الترفيه أمر لازم، ولا بد منه، إلا أن ذلك لا يعني أن نقع في محذورين خطيرين:
الأول: أن يتحول الترفيه إلى تهتك وتهريج فارغ من المحتوى التوجيهي.
الثاني: أن لا تكون الجوائز التي تعطى للمشاهد على أمور تافهة، ولا تستحق قيمة الجوائز.
يقول دام ظله:
“إن البسمة من المقولات المهمة والضرورية جداً، فالحياة بلا ابتسامة حياة لا تطاق، قال الإمام علي ع المؤمن بشره في وجهه ، فإذا أمكنكم إدخال السرور على المجتمع ببشركم، فعليكم المبادرة إلى ذلك، ولكن بأسلوب مدروس ومتقن.
وهذا لا يعني أن أسلوبكم لم يكن مدروساً، فقد قمتم بأعمال ايجابية كثيرة، وإنما يأتي كلامي تأكيداً على الإستمرار في ذلك، فعليكم أن تحذروا امتزاج إضحاك الناس بالابتذال والتهتك، فعليكم أن تلجأوا إلى إضحاك الناس من الطريق الصحيح، فأحياناً تؤثر الطرفة أو التعبير الجاري على سرعة البديهة أثرها في إضحاك السامع، في حين يبذل المتهتك قصارى جهوده المتكلفة دون أن يفلح بانتزاع ضحكة المشاهد.
إن القدرة على إضحاك الناس تعدّ من الفنون البارزة التي تقوم على استعراض المسائل الجادة بأسلوب ساخر.
كما أن المسابقات من جملة التسليات، وهي من الأمور الجيدة، ولكن ينبغي الالتفات إلى التبعات السيئة من الناحية القولية والعملية فيها، وأحياناً في الضحكات غير المبررة، ومن بين المسابقات المسابقة الهاتفية، حيث يتصل شخص ويُعطى جائرة لا لشيء، فقد شاهدت يوماً في واحدة من هذه المسابقات أن أعطي شخص خمسة ملايين توماناً، لأنه أجاب على بضعة أسئلة! وهذا المبلغ عبارة عن مجموع ما يتقاضاه الموظف على مدى ثلاث سنوات.
قد يقال: إن في هذا النوع من المسابقات والجوائز ترويجاً
للعلم، إلا أن الأفضل أن يتم ترويج العلم بطريقة أخرى، لأن هذه الطريقة مضرة وغير منطقية ويساء الاستفادة منها؛ إذ ليس من المنطقي أو الضروري معرفة ماذا إذا كان الإنجيل عربياً أو يونانياً أو لاتينياً، حتى استحق على هذه المعرفة مليون تومان.
وعليه فإن مقولة التسلية وضرورتها شيء آخر، والتخطيط لها شي ء ثالث، وكونها مفيدة شيء، وتجنب ما فيها من السلبيات شيء رابع”.5