الرئيسية / الاسلام والحياة / أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً ، فلا مناص له من الارتباط بالكتاب. الإمام الخامنئي دام ظله.

 

“جلال” طليعة الروائيّين الإيرانيّين
منذ مطلع القرن الشمسي الحالي، أي منذ حوالي الستين والسبعين سنةً الماضية حتّى الآن، كنّا حين ننظر إلى روائيّينا، …نرى أنّهم واقعاً، بعيدون عن الفنّ, أي أنّ لديهم خامات، لكن لا يمكن مقارنتها بالروايات المنتشرة في العالم بأيّ وجه. بالطبع، بعد ذلك، حين وصل الأمر إلى أمثال “آل أحمد”، تحسّنت الأوضاع بفضل تلك الواقعية، والتحرّق، والدافع والإيمان. فبحسب تقييمي الشخصي، وعلى حدّ علمي، أرى رواية “آل أحمد”، بحقّ، طليعة الروايات الفارسية عندنا, وهي أفضل من كلّ الروايات الأخرى, ومع أنّ الآخرين كتبوا، إلاّ أنّهم لم يكتبوا شيئاً ذا قيمة… فإذا تابعتم رعاية هذه الغرسة الجديدة وهذا التوجّه الجديد، فسوف يتحقّق ما نحن بحاجة إليه اليوم, أي أنّ الرواية وكتابة القصّة في إيران سوف تتطوّر وترتقي .

الكتابة من كلّ وادٍ عصا
لقد سعى بعضٌ بالطبع، إلى كتابة قصّة طويلة وقد فعل, لم تكن سيّئة من حيث المظهر والشكل الخارجي، لكنّها ليست شيئاً مقارنةً مع القصص الراقية المنتشرة في العالم اليوم، كـ “البؤساء” لفكتور هيغو، و “الحرب والسلم” لتولستوي والقصص الّتي كُتبت عن الثورة البلشفية: كانت تقليداً للقصة. يكتبون قصصاً طويلة، لكن عندما ينظر المرء إليها يرى رسم لوحة مقلّدة عن لوحة حقيقية, ومن الواضح أنّها لا تحتوي على أيّ حيوية طبيعيّة. فلنُعرض الآن عن الإشكالات الكثيرة الّتي تحويها هذه القصص من حيث المضمون، والتي كتبها مؤخّراً، (في السنوات الخمسة عشر الأخيرة)، أولئك المخالفون للفكر الإسلامي ونشروها، فإنّ قصصهم كذب وبعيدة عن الواقع.

عندما تقرؤون على سبيل المثال “البؤساء” و”الحرب والسلم” أو قصص إميل زولا ، يمكنكم التعرّف على أوضاع ذلك المجتمع الروسي أو الفرنسي أو الإنكليزي أو أيّ مكان آخر من خلال هذه القصّة, أي أنّ الإنسان يمكنه العثور في هذه القصص على أمور ليست موجودة في كتب التاريخ، في حين أنّ الأمور الّتي تناولها هؤلاء السادة (بعض الكتّاب الإيرانيّين) في قصصهم لا وجود لها في الخارج على الإطلاق! تلك القرية الّتي يصوّرها هؤلاء في قصصهم، لا وجود لها في إيران مطلقاً… لقد قرأت معظم كتابات هؤلاء. وقد قرأت كتاباً فوجدته يتكلّم عن قرية. القصّة تقع في إحدى القرى, لكن من حيث وضع الناس، فلا وجود لمثل هذه القرية في العالم على الإطلاق! وبالخصوص

في المنطقة الّتي تكلّم عنها ذلك الشخص، منطقتي أنا، “خراسان”. كنّا نعيش حياتنا في تلك المناطق. ونعرف قرى تلك المنطقة, لا وجود لمثل تلك القرية من الأساس! قرية يوجد فيها بيت دعارة، ولا وجود فيها لمسجد! هل تعرفون مثل هكذا قرية؟! في أيّ منطقة من إيران توجد مثل هكذا قرية؟! وهذا غير ما كتبه ذاك الكاتب الفرنسي عندما يصوّر قرية فرنسية، فإنّه يصوّرها بواقعية، ويبيّن الوقائع. لذا عندما تقرؤونها، تدركون أيّ حقائق كانت تحدث في قرى ومدن وبيوت ومناطق باريس نفسها، وراء ستار بهارج الحضارة الفرنسية في القرن التاسع عشر. فلماذا حصل هذا هنا؟ ينشأ عن كون روح الفنّ لا تكبر وتنمو في الكاتب (الإيراني) هذا على الإطلاق. كما قد يحدث ويأتي شخص صاحب ذوق، ويريد أن يكتب شيئاً، لكنّه لا يملك المصدر اللازم لذلك العمل، فيقرّر التقليد ويأتي بأشياء من هنا وهناك، ومن كلّ وادٍ عصا وينتج شيئا ما ! أَلَيْس هذا نقصاً فينا؟

املؤوا الفراغ بالترجمات الجيّدة
في مقولة القصّة والرواية نفسها،… تعلمون أنّني مهتم إلى حدٍّ ما بهذا الموضوع. واقعاً، إنّ أيدينا فارغة. ليس لدينا داخل بلدنا أيّ عمل كبير. الأعمال الكبرى في هذا المجال موجودة في البلاد والشعوب الأخرى، وإنّنا لا نملك شبيهاً لها على الإطلاق, لا شبيه لما للفرنسيّين، ولا للروس، ولا لبعض الشعوب الأخرى! وهذه فراغات ينبغي أن تُملأ, وإلى أن يتم ملؤها، يمكننا الاستفادة من الترجمات الجيّدة .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...