الرئيسية / القرآن الكريم / مواعظ قرآنية -كيف نتخلّص من البخل؟

مواعظ قرآنية -كيف نتخلّص من البخل؟

يقول الله تعالى: َأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ12.

 

“الشحُّ” مرض وبيل ابتليت به النفوس البشرية لا بُدّ من التخلّص منه والقضاء عليه، وعند إتمام المهمة، فالوسام من ربّ العالمين ـ عزّ شأنه وجلّ ثناؤه ـ الفلاح الإلهيّ ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾َ13.

 

فأنت عند الله ساعتئذٍ من المفلحين.

فليس الشاهد لك عبداً مثلك يُخطئ ويُصيب، بل الشهادة من الخالق تبارك وتعالى.

 

والقضاء على البخل يكون باكتساب صفة الكرم. وحبُّ البذل إنّما يكون من خلال معاودة الإنفاق مرّة بعد أخرى فتسكن النفس بعد ذلك ويذهب عنها خوف

 

 

10- سورة التوبة، الآيتان: 75ـ 76.

11- سورة التوبة: الآية: 77.

12- سورة النساء، الآية: 128.

13- سورة الحشر، الآية: 9.

 

 الفقر، وتطرد تسويلات الشيطان من داخلها، فإنّ الشيطان يخوِّف الناس بالفقر:﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْر﴾َ14 كما يقول تعالى، وخاصة بعد أن يلمس أنّ ما يُنفقه يخلف الله عليه مثله، ولعلّه مضاعَفاً في الدنيا قبل الآخرة: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ 15.

 

 -ومن أيقن الخلف جادت يده بالعطيّة

 

وأيضاً من الأمور المهمّة الّتي تجعل الإنسان محبّاً للبذل ومبتعداً عن البخل، الإصغاء بالقلب لأخبار الشريعة المقدّسة، ليعلم من خلالها كم هي راقية مرتبة الإنسان السخيّ سواء في الدنيا أم الآخرة، وبالمقابل كم هو مبغوض بعيد عن الله تعالى ومذموم في الدنيا والآخرة الإنسان البخيل الشحيح، وإليك غيضاً من فيض هذه الروايات المقدّسة.

 

أخبار مدح السخاء والبذل وذمّ البخل

 

وقد وردت الأخبار الكثيرة في مدح السخاء وذمّ البخل:

 

– عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “السخاء شجرة في الجنّة، أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى الجنّة. والبخل شجرة في النار، أغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى النار”16.

 

– وقال الإمام عليّ عليه السلام: “الجنّة دار الاسخياء”، وقال: “السخيّ قريب من الله وقريب من الجنّة وقريب من الناس بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنّة بعيد من الناس قريب من النار”17.

 

 

14- سورة البقرة، الآية: 268.

15- سورة سبأ، الآية: 39.

16- زبدة البيان، المحقق الأردبيلي، ص 324.

17- م. ن.

 

– وعن الإمام أبي الحسن موسى عليه السلام:”السخيّ الحسن الخلق في كنف الله لا يتخلّى منه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً ولا وصيّاً إلا سخيّاً، وما كان أحد من الصالحين إلا سخيّاً، وما زال أبي يوصيني بالسخاء حتّى مضى”18.

 

– وعنه عليه السلام قال: “أتى رجل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ الناس أفضلهم إيمانا؟ً فقال: أبسطهم كفّاً”19.

 

– وعنه عليه السلام قال لبعض جلسائه: “ألا أخبرك بشيء يُقرّب من الله ويُقرّب من الجنّة ويُباعد من النار؟” فقال: بلى، فقال:

 

“عليك بالسخاء فإنّ الله خلق خلقاً برحمته لرحمته فجعلهم للمعروف أهلاً، وللخير موضعاً وللناس وجهاً يسعى إليهم، لكي يحيوهم كما يُحيي المطر الأرض المجدبة، أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة”20.

 

– وعن عليّ بن إبراهيم رفعه قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: “لا تقتل السامريّ فإنّه سخيّ”.

 

– وعن جميل بن درّاج عنه عليه السلام: “خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم، وإنّ البار بالإخوان ليحبّه الرحمن، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: البارّون بالإخوان في العسر واليسر”21.

 

– وعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: “ثلاثة يستغفر لهم السماوات والأرض، والملائكة، والليل والنهار: العلماء والمتعلِّمون والأسخياء.

 

وثلاثة لا تُردّ دعوتهم: المريض، والتائب، والسخيّ.

 

 

18- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج 21، ص 544.

19- الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج 4، ص 40.

20- زبدة البيان، المحقق الأردبيلي، ص 325.

21- م. ن، ص 326.

 

وثلاثة لا تمسّهم النار: المرأة المطيعة لزوجها، والولد البارّ لوالديه، والسخي يحسن خلقه”22.

 

شاهد أيضاً

الأزهر يرحّب برسالة الحوزة العلمية في إيران: معاً ضد الإساءة إلى المصحف

الأزهر يرحّب برسالة الحوزة العلمية في إيران: معاً ضد الإساءة إلى المصحف شيخ الأزهر أعلن ...