أکد الشیخ ماهر حمود من كبار علماء الدين اللبنانيين أن شعار «مظلومیة أهل السنة» في لبنان، والعراق وغیره، «کذبة کبری لا قیمة لها»، لافتًا إلی أن هذه الکذبة التي أطلقها التکفیریون الإرهابیون «تدخلنا في أتون الفتنة وتدفع شبابا کالورد والیاسمین للموت مجانا، حیث لا یجوز الموت ولا یجوز إهراق الدماء».
وقال العالم السني البارز في لبنان في موقفه السیاسي الأسبوعي: «ربطت بعض الأنظمة الثوریة نفسها بالاتحاد السوفیاتي، باعتباره صدیق الشعوب العربیة وحلیفنا في وجه الصهیونیة، فسقط الاتحاد السوفیاتي وانفرط عقد المعسکر الاشتراکي… صدمات وخیبات أمل تراکمت وتوالت فنشأ جیل علی أنقاض الهزائم العربیة، جیل لا یؤمن بالجهاد ولا بالمقاومة، یرید التصالح مع “إسرائیل” بکل ثمن ویری النموذج الأمیرکی في الحیاة وفي السیاسة مثالیا ینبغي أن یقلد، واتجه هذا الجیل ومن شاخ من جیل القومیة العربیة والمقاومة الفلسطینیة إلی المشاریع الشخصیة إلی بناء الذات والفرد والبحث عن الثروة وعن المستقبل الشخصي، وکفر الجیل الجدید بکل ما اسمه ثورة وجهاد تقریبا… وفی خضم المعاناة خلال فترة الانحدار الشدید برزت الثورة الإسلامیة في إیران ورفعت لواء تحریر فلسطین من هنالك من بعید، ورددوا عن ظهر قلب أحادیث منسوبة إلی بعض الأئمة {أن رجلاً یخرج من قم معه رجال کزبر الحدید یقاتلون ویطالبون الحق فلا یعطونه ثم یطالبون بالحق فینتزعونه، … لا تتوقف رایاتهم حتی تنصب في ایلیاء} القدس».
أضاف الشیخ ماهر حمود: «عاشت إیران والأجیال التي نشأت في کنف ثورتها هذا الحلم، وحققت المقاومة الإسلامیة في لبنان انتصارات عجزت عنها الجیوش العربیة مجتمعة ثم تواصلت مع غزة، وکان هنالك انتصارات متتالیة یصعب تصدیقها لولا انها تری بالعین المجردة.. رغم کل ذلك استطاع من استطاع أن یحرك الخلافات المذهبیة وان یبرزها وان یقدمها علی ما عداها من الأمور حتی نشأ جیل جدید یقوّم إیران حسب المذهب وحسب القومیة ولیس حسب الانجازات الجهادیة والسیاسیة التي لا تخفی علی منصف، وجاءت الفتنة المذهبیة لتحاصر انجازات «الشیعة» ولتحول انجازاتهم والتي تعود علی الأمة کلها بالنفع العمیم إلی مؤامرة… الشیعة یتآمرون علی السنة ویریدون السیطرة علی مقالید الأمور ویریدون أن ینشروا التشیع في العالم الإسلامي… الخ، ووقفت هذه الفئة المضللة لتواجه «المؤامرة الشیعیة» (المزعومة) ثم دعمها کل أنواع الدعم، واستطاع التعصب أن یعمي أبصارهم فلم یستطیعوا أن یروا حسنات هؤلاء «الشیعة» «الرافضة» الذین.. والذین… والذین…».
وتابع الشیخ حمود: «المشکلة لیست عند الشیعة، المشکلة عند السنة الذین اکتفوا بالتجارب التي ذکرنا وذهبوا باتجاه الاستسلام وللواقع والتعامل معه علی أساس العجز عن التعبیر… الخ».
ورأی أن انتصار الثورة الإسلامیة ودخول إیران في صلب الصراع مع العدو الصهیوني بعد أقل من 3 أشهر علی خروج مصر «الدولة الکبری وحاملة لواء العرب» من هذا الصراع عبر توقیعها کامب دیفید مع العدو الصهیوني یأتي في إطار«قانون الاستبدال» في القرآن الکریم {… وَإِن تَتَوَلَّوْا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَکُمْ ثُمَّ لَا یَکُونُوا أَمْثَالَکُمْ} و {… مَن یَرْتَدَّ مِنکُمْ عَن دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ…}. مشیرًا إلی أن «قانون الاستبدال الإلهي هو الذي أتی بالشیعة لیحلوا مکان السنة في الصراع في مواجهة الصهیونیة وإسرائیل والاستکبار العالمي».
وخلص الشیخ حمود إلی القول: إن «الذین یحملون رایة الإسلام علی الصعید الجهادي والسیاسي ویستطیعون أن یتحدثوا عن الإسلام علی الصعید العالمي، هم الشیعة، هؤلاء الشیعة الذین هم في المقاومة وفي إیران، ولا ضرورة لان یعیش احد في العقد التي تمنع الفهم الصحیح وتعمی العیون عن الحقائق، وتزداد قناعتنا هذه کثیرا عندما نری أن الذین یرفعون لواء الدفاع عن السنة هم في واقع الأمر اقرب إلی الخوارج (فقهیا وعقیدة وسلوکا) منهم إلی السنة فلا یحق لهم الحدیث في هذا الأمر» .
وختم بالقول: «إن المهازل التي تثار تحت هذا الشعار لم تعد تحتمل ولا بد من وضع حد لها، نحن نرفع الصوت في هذا الاتجاه، ولکن الأمر رباني لا نملك حیاله إلا أن نقول : اللهم انا قد بلغنا اللهم فاشهد