اطلق نائب الرئيس العراقي نوري المالكي تصريحات اقضت مضاجع المسؤولين السعوديين حيث طالب بوضع المملكة السعودية تحت الوصاية الدولية بعد ان اعتبرها مهدا للإرهاب والتطرف ، وقال في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه إحدى الفضائيات العراقية إن “جذر الإرهاب وجذر التطرف وجذر التكفير هو من المذهب الوهابي في السعودية” ، معتبرا الحكومة السعودية غير قادرة على ضبط هذا التوجه التكفيري” .
و اضاف المالكي : “بسبب عجزها .. فأنا أدعو أن تكون السعودية تحت الوصاية الدولية ، و إلا فان الإرهاب سيبقى يتغذى من أموال السعودية و ينمو على حساب السعودية وبيت الله الحرام” .
و اردفا المالكي قائلا : ان “العالم يحتاج لعلاج مشكلة الإرهاب في السعودية كما يسعى لحلها في العالم لانه في حال عدم حل هذه المشكلة فإن شكل الدول العربية وغير العربية سيتغير” .
و تعتبر تصريحات المالكي ، اقل ما يمكن وصف السعودية بها لأن الرياض وسياساتها في دعم التطرف والارهاب الوهابي السلفي قد غيرت بالفعل شكل المنطقتين العربية والاسلامية وشكل العالم فعندما ينظر المرء الى اوضاع الدول العربية والاسلامية كل على حدة يرى بوضوح بصمات المسؤولين السعوديين في كل ما من شأنه أن يوقف تطور ونمو الدول العربية والاسلامية وكذلك كل الاحداث التي تؤدي الى تدمير البنية الاجتماعية والسياسية للدول العربية والاسلامية من ارهاب وتطرف ونشر للفكر التكفيري ، و قد اتسع مجال نشاط الارهابيين الذين يتغذون من الفكر الوهابي التكفيري حتى الى اوروبا وامريكا والدول الآسيوية وغيرها .
ان الذي منع الدول الكبرى في العالم حتى الان من وضع الوصاية الدولية على السعودية هي سياسات الرياض التي تتماشى مع السياسات الامريكية والاوروبية واليهودية فيما يخص كل القضايا العربية والاسلامية لأن امريكا واوروبا والكيان الصهيوني لم ولن يجدوا دولة تقدم لهم مثل هذا الكم من الخدمات لهم ولاهدافهم في المنطقتين العربية والاسلامية .
فالسعودية التي تمتلك ربع الاحتياطي العالمي من النفط تضع معظم اموالها وعائداتها من النفط في البنوك الامريكية والاوروبية بدلا من تنمية السعودية ودعم عملية التنمية في الدول العربية والاسلامية وبالاضافة الى ذلك تقوم الرياض بلعب دور تخريبي لكل ما من شأنه ان يوحد صفوف المسلمين فهي تعادي الاخوان المسلمين السنة كما تعادي الشيعة وتقوم بدسائس ومؤامرات في الدول السنية كما تقوم بذلك في الدول الشيعية.
ولا تريد السعودية ان ترى نجاح الثورات العربية ومجيء حكومات شعبية الى سدة الحكم في البلدان العربية والاسلامية فهي استضافت الدكتاتور التونسي زين العابدين بن علي بعد فراره من بلده كما وقفت السعودية بكل ثقلها الى جانب الدكتاتور المصري حسني مبارك قبل الاطاحة به وحتى بعد الاطاحة به عبر صرف اموال ضخمة لشراء الذمم في مصر من اجل انقاذ مبارك وابنيه ومسؤولي النظام السابق من العقاب العادل وها هي وثائق ويكيليكس تشهد بذلك .
واذا نظرنا الى الشرق الاوسط نرى كيف دفع العراق ثمن السياسات السعودية في ارسال المتطرفين والتكفيريين والارهابيين الوهابيين الى داخل اراضيه وقد قتل مئات الآلاف من ابناء العراق بفعل العمليات الارهابية والتفجيرات التي تسببت بها الافكار الوهابية التكفيرية بعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري الذي كانت السعودية تدعمه ايضا، وها هو العراق يعاني الآن من هجوم تنظيم داعش الإرهابي الذي يقول عنه حتى المحللون الغربيون بأنه يتغذى من الفكر الوهابي التكفيري.
ان مشروع السعودية لتقسيم العراق والاطاحة بمسؤوليه الوطنيين عبر صرف الاموال وشراء الذمم وممارسة كافة انواع الضغط تكررت ايضا في سوريا حيث يفتك الفكر الوهابي التكفيري بأبناء سوريا وتسبب بدمار بلد كان الجميع يعرف عنه بأنه بلد يواجه الكيان الاسرائيلي ومشاريعه في المنطقة.
واذا نظرنا الى لبنان فإن التقارير الكثيرة قد تحدثت بالتفصيل عما يفعله المال السعودي في هذا البلد من تغذية الخلافات الى اشعال نيران الفتن وصولا الى الشحن الطائفي والاقتتال الداخلي لكسر شوكة المقاومة التي عجز الكيان الاسرائيلي عن مواجهتها وهزيمتها طوال ثلاثة عقود من الزمن.
اما في البحرين فإن النظام المحسوب على السعودية ، يمعن في قتل و تعذيب وتهجير واعتقال المواطنين المحتجين وعندما يعجز عن مواجهة قوة الشعب نرى السعودية تتدخل مباشرة بفيالق عسكرية تسفك دماء ابناء الشعب البحريني في تدخل عسكري فاضح ضد ثورة شعبية في بلد آخر.
وفي اليمن تستمر مجازر الطائرات السعودية التي تتدخل من دون اذن الشعب اليمني في ازمة يمنية داخلية بذريعة الدفاع عن رئيس مستقيل و فار و قد كرر حكام آل سعود مشاهد قتل الاطفال الفلسطينيين بالمئات في قطاع غزة على يد الاسرائيليين في عمليات قصفهم في اليمن، كما نجد ان هناك تعاوناً عسكرياً بين السعودية وتنظيم القاعدة الارهابي في اليمن ضد انصارالله.
وفي باكستان وافغانستان يستمر الفكر الوهابي و خريجو ما يسمى بالمدارس الدينية الوهابية المتطرفة في حصد ارواح الشعبين الباكستاني والافغاني في عمليات تفجيرية وانتحارية سفكت دماء الالاف من الابرياء وجعلت الحياة لاتطاق.
وفيما يتعلق بالأذى السعودي لباقي المسلمين يكفي الاشارة الى ما ورد في وثائق ويكيليكس المنشورة مؤخرا لمعرفة حجم التآمر السعودي سياسيا واقتصاديا واعلاميا وعسكريا ضد ايران التي رفعت منذ انتصار ثورتها الاسلامية شعار وحدة المسلمين واكدت وقوفها الى جانب المسلمين العرب لنصرة القضية الفلسطينية.
ولا يخجل المسؤولون السعوديون عندما يتحدثون عن عدائهم لايران ولمحور المقاومة والممانعة بشكل علني بل يضعون ذلك في خانة الطائفية بشكل صريح وهم يصرفون المليارات من الدولارات على وسائل الاعلام العربية والدولية من اجل تبييض وجه السعودية والترويج لسياساتها والتحريض على ايران وحلفائها المقاومين امام امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وعندما يمعن المرء في كل هذا يجد بان السعودية هي اكبر دولة خدمت الاهداف والمشاريع الامريكية والغربية و«الاسرائيلية» بكل ما يمكن عبر سياساتها واموالها وفكرها الوهابي التدميري ضد المسلمين والعرب وهذا ما يفسر عدم قيام الغرب بوضع السعودية تحت وصاية دولية حتى الان وبدلا عن ذلك نجد الدعم الشامل والحماية الكاملة مقدما للرياض من اسيادها الغربيين.