الرئيسية / بحوث اسلامية / سؤال وجواب في عقيدتنا الاسلامية المحمدية – ادلة المخالفين على كفره وردها

سؤال وجواب في عقيدتنا الاسلامية المحمدية – ادلة المخالفين على كفره وردها

بأي دليل عقلي ونقلي اتباع مدرسة ابن تيميه ينسبون بأصرارالشرك والعياذ بالله لأبوي النبي المعظم وايضاعم الرسول سيدالبطحاء ابوطالب عليهم الاف التحية والسلام وهل أهل السنه جميعهم يعتقدون بذلك ام لا؟وماهي الروايات التي يستندون بها؟شكراجزيلا لكم ووفقكم الله لمايرضيه.
الجواب:

الأخ احمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نذكر لكم ما أورده علي بن يونس العاملي النباطي في كتابه الصراط المستقيم مستعرضاً لأدلة القوم ورادا عليها:
قالوا: نزل فيه: (( إِنَّكَ لَا تَهدِي مَن أَحبَبتَ )) (القصص:56).
قلنا: لا بل هي لكل كافر كيف ذلك وقد نزلت يوم حنين وهو بعد موت أبي طالب بست سنين وأشهر ولو نزلت الآية فيه، وفيها أن النبي يحبه، دلت على إيمانه لأنه صلى الله عليه وآله نهاه الله تعالى عن محبة الكفار في قوله تعالى: (( لَا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) (المجادلة:22) وقد قيل معنى (( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهدِي مَن يَشَاءُ )) (القصص:56) أن هدايتنا لأبي طالب يا محمد، سبقت دعوتك له، وفي هذا أن أحدا لم يدركه في فضيلته إن كان الله تعالى بنفسه متوليا لهدايته.
قالوا: نزل فيه (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمُشرِكِينَ )) (التوبة:113).
قلنا: ذكر صاحب جامع الأصول، وصاحب التقريب موت أبي طالب قبل الهجرة ونزول الآية سنة تسع منها، والنبي صلى، الله عليه وآله لا يستغفر لمن مات على كفر لإخبار القرآن بتخليده مع نفي الهوى عن نطقه.
قالوا: لم ينقل له صلاة حتى يحكم بإيمانه،
قلنا: عدم العلم بها لا يدل على عدمها على أن عدمها لا يوجب كفر تاركها.
قالوا: حرصه النبي على الاسلام عند موته، وحرصه أبو جهل على دين الأشياخ، فكان آخر كلامه أنه على دين الأشياخ عبد المطلب ثم مات.
قلنا: لا بل نقل رؤساء الاسلام أنه جمع أهله وأوصاهم بمحمد ونصرته، و أخبرهم بتملكه، وأنه جاء بأمر عظيم عاقبته الجنان، والأمان من النيران، وقال: لو كان في أجلي فسحة لكفيته الكوافي، ودفعت عنه الدواهي، فهذا الذي هو يجب اعتماده، لا ما ذكروه لمناقضته لأقواله وأشعاره.
قالوا: كتب الأولاد الأول إلى المنصور يرد عليهم الملك، وافتخروا بأشياء منها: أن أبانا أبا طالب أخف أهل النار عذابا وفي قدميه نعلان يغلى منهما دماغه فكتب:

ولا تدخلوا بين أنيابها ***** دعوا الأسد تربغ في غابها
فنحن أحق بأسلابها ***** سلبنا أمية في دارها

قلنا: هذا كذب صريح، وكيف يفتخر برجل كافر يعذب بنوع من العذاب والشعر الأول المذكور للمعتز وهو بعد المنصور بثمانية وستين سنة سيما ذكره صاحب المنتظم في المجلد الثامن والخبر لم يروه سوى المغيرة بن شعبة، وهو عندكم فاسق مشهور بالزنا وبعداوة بني هاشم، وهو الذي حث عائشة على حرب علي عليه السلام بالبصرة.
ومن أحاديث كتاب الحجة أن رجلا قال لعلي: أبوك يعذب في النار فقال له: مه والله لو شفع أبي في كل مذنب لشفعه الله كيف ذلك وأنا قسيم الجنة والنار، وقال الرضا عليه السلام: إن لم تقر بإيمان أبي طالب، لكان مصيرك إلى النار.
وزوجته فاطمة بنت أسد مؤمنة صالحة، لم تزل عنده حتى مات، مع نهي الله رسوله في غير آية أن تبقى مؤمنة عند كافر.
وعن الأئمة عليهم السلام أن النبي صلى، الله عليه وآله قال: أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة يعني أبا طالب لأنه كفله صلى، الله عليه وآله.
وقد أخرج في جامع الأصول أنه لما مات أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد صلى، الله عليه وآله أن اخرج، فقد مات ناصرك، ولما نثروا الكروش عليه، غضب أبو طالب وخرج إلى الأبطح ونادى بعد جمع الناس: من أرى فعل بمحمد هذا وقد خرست الألسن من هيبته، فلم يجبه أحد فدفع كرشا إلى عبيدة فلطخ بها شواربهم ثم حلف برب البيت لئن أقمتم على إنكاركم لأفعلن بكم أشد من هذا، فجاؤه بالفاعل فنكل به، و أطاف به بلد مكة ثم قطعه قطعا ورماه بينهم.
فهذه جمل من رواية المخالف وغيره، تمنع من التقول بكفره وتجمع بكفر من قال بكفره، ولو كانت مدافعته لا تدل على إسلامه، لا تدل مدافعة جيوش النبي على إسلامهم إذ لم ينقل تلفظهم بكلمة الاسلام، ولا فعل أكثرهم لصلاة ولا صيام، ولا يخفى ما في ذلك من الاهتضام.
ودمتم في رعاية الله

 

 

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني45

32)وهذا كله على تقدير تحقق الإساءة إليك من الغير ، وإلا فعلى تقدير أنك ظالم ...