استقبل الامام الخامنئي ضيوف مؤتمر الوحدة الاسلامية التاسع والعشرين صباح اليوم في العاصمة طهران مؤكداً على ضرورة قيام المفكرين والعلماء باحياء الحضارة الاسلامية الجديدة وعدم التعويل على السياسين في العالم الاسلامي.
وهنأ قائد الامام الخامنئي جمع المسلمين بذكرى ولادة الرسول الكريم محمد (ص) وولادة الامام الصادق(ع)، مؤكداً على مهمة المسلمين اليوم ولاسيما العلماء والمفكرين في إحياء حقيقة الاسلام في عالمنا اليوم الذي يعاني من الظلم والتعسف معتبراً انه حان الوقت للأمة الاسلامية ان تقوم باستخدام العلم والعقل والحكمة لإقامة الحضارة الاسلامية الجديدة.
وأشار الامام إن مهمة المسلمين اليوم لا تقتصر على احياء ذكرى ولادة الرسول الكريم بل عليهم توجيه اهتمامهم لإحياء نهضة الاسلام. موضحاً إن نهضة الاسلام لاتعني الاعتداء على أراضي البلدان الاخرى وانتهاك حقوق الانسان وفرض عقائد واخلاق خاصة على الآخرين كما يفعل الغرب الآن، بل إحياء الحضارة الاسلامية تعني تقديم معاني الفضيلة الإسلامية للبشرية وتهيئة الظروف المناسبة لتطبيقها.
وأردف الامام الخامنئي إن الحضارة الغربية براقة ولماعة من الخارج لكنها مليئة بالفساد الاخلاقي الأمر الذي يذعن له الغرب. لافتاً إلى إن الموعد قد حان ليبدأ العالم الاسلامي خطاه الجدية في العالم، قائلاً: إن الوصول لهذه الأهداف تستلزم جهداً من العلماء والمفكرين الذي لايمجدون الغرب فهم من سينهضون بالأمة الإسلامية فلا تعويل على السياسين في هذا السبيل.
وأضاء الامام على الإمكانيات المميزة التي يتمتع بها العالم الاسلامي من جغرافيا ومنابع وقوى بشرية، لافتاً إلى إن مزج التعاليم الاسلامية مع هذه الامكانيات يخلق طاقات مبدعة في مجالات العلم والسياسية والتكنولوجية وإيضاً الاجتماع.
واعتبر الامام الخامنئي إن ايران تمكنت من خلال الثورة الاسلامية أن تحقق انتصاراً في جميع المجالات السياسية والعلمية والاجتماعية بعد إن كانت منعزلة عن الجميع، والسبب في ذلك يعود إلى بركة الاسلام والتمسك بالهوية الايرانية الذي قاد البلاد إلى هذه التطورات العلمية والتقنية الحديثة مؤكداً على إمكانية تعميم هذا النموذج على جميع البلاد بشرط إزالة هيمنة الاستكبار العالمي عن هذه الأمة، مذكراً بالضرائب الأخرى التي لابد من دفعها في هذا الطريق.
وذكر إن الحضارة الاسلامية تختلف عن الحضارة الغربية فهي لاتفرض نفسها بالقوة على أحد مضيفاً إن الحضارة الاسلامية يجب أن لاتنظر للغرب ولاتلتفت لتعليقاته سلباً أو ايجاباً بل يجب أن تعتمد على إمكانياتها وتوظفها في المجال الصحيح.
ولفت الامام الخامنئي إلى وسائل الغرب في تفرقة الملسمين قائلاً: عندما بدأت القيادات الامريكية باستخدام مصطلحات السنة والشيعة كان من الواضح إنهم سيقومون باستغلال هذه الاختلافات لبث الفتنة والتفرقة بين ابناء الامة الاسلامية. فالمسؤولون الامريكيون يعارضون الاسلام ويحاولون اذكاء خلافات بين المسلمين وأفضل دليل على ذلك هو تشكيل التنظيمات الارهابية كداعش وغيرها وانتسابها للاسلام، فهذه التنظيمات تعتمد سياسياً ومالياً على امريكا وهدفها تدمير العالم الاسلامي.
واستحضر الامام الخامنئي مثالاً على كذب الغرب وامريكا في مواقفهم من أهل السنة متسائلاً “أهل غزة الذين تعرضوا لأعنف الحروب أو أهل الضفة الغربية أليسوا من أهل السنة؟” مؤكداً إن امريكا لاتميز بين السنة والشيعة وترفض كل المسلمين الذين يرغبون بتطبيق أحكام الاسلام.
واعتبر الامام الخامنئي إن مشكلة امريكا الرئيسية مع الاسلام هي تمسك المسلمين بأحكام الاسلام وسعيهم لاحياء الحضارة والقيم الاسلامية، قائلاً: لهذا السبب عندما بدأت الصحوة الاسلامية ارتبكوا وقلقوا وحاولوا قمعها، الأمر الذي تمكنوا منه في بعض البلدان إلا إن الصحوة الاسلامية ستحقق أهدافها بإذن الله.
ورأى الامام الخامنئي إن الهدف الرئيسي لقوى الاستكبار هو إضرام نار الحروب الأهلية بين المسلمين لضرب البنى التحتية لهذه البلاد، كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن، منوهاً إلى ان المسلمين يجب أن لايستسلموا لهذه المؤامرة بل يجب الوقوف في وجهها.
وانتقد الامام الخامنئي صمت العالم الاسلامي امام ما يحدث في البحرين واليمن وسوريا والعراق وأخيراً نيجيريا، متسائلاً لماذا يسكت العالم جميعاً أمام هذه الفاجعة الانسانية التي قتل فيها آلاف الناس واستشهد فيها أبناء رجل مؤمن.
وأوضح الامام الخامنئي إن هدف أعداء الاسلام خطيرة جداً ويجب على الجميع اليقظة والحذر ولاسيما العلماء المكلفين بتبيين الحقائق للناس. مشيراً إلى إن العالم الاسلامي يشهد مرحلةً حساسة لايسمح فيها بالغفلة وعدم الاكتراث.
المصدر – وكالة مهر للأنباء