سيطر الجيش السوري على «اللواء 82» في بلدة الشيخ مسكين، شمال درعا، بالتزامن مع استعادته السيطرة على بلدة مهين ومستودعاتها وقريتي الحدث وحوارين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، إلى جانب سيطرته على بلدة القصب وجبلها الاستراتيجي في ريف اللاذقية الشمالي.
ويتابع الجيش عملياته العسكرية باتجاه بلدة الشيخ مسكين الواقعة بعد سيطرته على «اللواء 82» وتل الهش في عملية عسكرية أطلقها أول من أمس، وبدأها بالسيطرة على «سرية النيران» التي مهدت للقوات التقدم باتجاه «اللواء 82». وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إن الجيش السوري بدأ اقتحام بلدة الشيخ مسكين مسيطراً على أجزاء من الحارة الشمالية، مشيراً إلى أنّ السيطرة على مرصد تلة الهش القريب من مدينة نوى يهدد وجود المسلحين في محيط المدينة، بالإضافة إلى قطع خطوط إمداد المسلحين باتجاه بلدة الشيخ مسكين. واعترفت الفصائل المسلحة بسقوط «اللواء 82»، لتعاود نشرها أخباراً كاذبة عن استعادته بعد تفجير انتحاري نفسه بسيارة مفخخة وقيام «انغماسيين» من «جبهة النصرة» باقتحام المعسكر.
في المقابل، نفت مصادر معارضة استعادة «النصرة» للمعسكر، مشيرة إلى أن الصور التي نُشرت تعود للعام الماضي. وسقط خلال الاشتباكات عشرات المسلحين من معظم الفصائل، أبرزهم «قائد لواء جند الرحمن» يوسف عبدالله العمار، ومسؤول «النصرة» في المدينة «أبو محمد حافظ»، وأُصيب أحد أهم المسؤولين العسكريين في التنظيم «القاعدي» إبراهيم الخليل.
وفي ريف حمص الشرقي، استعاد الجيش بلدة مهين وقريتي الحدث وحوارين مجدداً بعد معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، الذي كان قد سيطر عليها في ١١ كانون الأول الماضي. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ العملية «بدأت الأحد الماضي تمت خلالها السيطرة على جبلي مهين الكبير والصغير اللذين مهّدا للقوات البرية عملية التقدم باتجاه البلدة»، مشيراً إلى أن تنظيم «داعش» فشل مجدداً في أن يثبت قواعده في البلدة التي يسعى من خلالها للوصول إلى بلدة صد، ومنها إلى الطريق الدولي حمص ــ دمشق.
أما في اللاذقية، فاستأنف الجيش السوري عملياته في الريف الشمالي بعد أيام من سيطرته على جبل النوبة وإنهائه عمليات تثبيت قواعد النار فيه التي أسهمت في التمهيد باتجاه مرتفع جبل القصب الاستراتيجي. وبدأ الجيش والفصائل المؤازرة له التقدم باتجاه جبل القصب فجر الثلاثاء بعد استهدافه بعدة غارات جوية من سلاح الجو الروسي، حيث دارت معارك عنيفة مع الفصائل المسلحة التي انسحبت منه بعد ساعتين من الاشتباكات المتواصلة أدت إلى مقتل عدد من المسلحين واعتقال اثنين من «حركة أحرار الشام الإسلامية». وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّ «السيطرة على جبل القصب أدت إلى فصل خطوط إمداد المسلحين بين جبلي الأكراد والتركمان، وأصبحت عدة قرى قريبة من بلدة ربيعة تحت مرمى النيران، إضافة إلى رصد مسافة كبيرة من طريق أريحا ــ اللاذقية القديم»، مشيراً إلى أن الجيش سيطر أيضاً على بلدة القصب وتابع تقدمه باتجاه التلال المؤدية إلى خان الجوز القريبة من طريق اللاذقية ـ ربيعة.
وفي إدلب، أصيب 8 مدنيين جراء سقوط عدة قذائف هاون على بلدة كفريا المحاصرة أطلقها المسلحون من مزارع بروما. كذلك، استشهدت شابة في بلدة الفوعة برصاصة قناص من جهة بلدة بنش المجاورة. وقال أحد السكان لـ«الأخبار» إنّ المسلحين استهدفوا البلدتين بالقذائف بعد ساعات من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة الذي خرج خلاله 336 شخصاً من أبناء البلدتين، بينهم 120 جريحاً، مشيراً إلى أن عدداً من الجرحى إصاباتهم خطرة.